أكدت وسائل الإعلام السودانية وصحف الخرطوم، السبت 26 يناير، انتهاء لقاء القمة الذي عقد أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين الرئيس عمر البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت دون اتفاق بشأن القضايا الخلافية . ونقلت صحيفة "الرأي العام" عن مصادر قريبة من القمة إن الجلسة استمرت نحو ساعتين للوصول إلى اتفاق ، غير أنها لم تثمر شيئا ، وعلمت الصحيفة أن دولة الجنوب تقدمت باشتراطات جديدة فيما يتعلق بقضية "الميل 14"، بجانب تمسكها بأولوية ملف النفط وحسم قضية "آبيي" التي تمسك السودان بحلها وفقا للبروتوكول المعروف حول المنطقة. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة "آخر لحظة" قمة البشير - سلفا بلا نتائج، مشيرة في التفاصيل إلى أن اجتماع الرئيسين بحث القضايا الخلافية ومن بينها تشكيل المجلس التشريعي لآبيي وقضية منطقة "الميل 14" وتشكيل آليات لوقف الإيواء والدعم للتمرد والحركة الشعبية "قطاع الشمال" والمناطق الخمس المتنازع عليها . وأضافت الصحيفة أن اللجان بين البلدين عقدت اجتماعات مشتركة عقب انتهاء اجتماع مجلس السلم الأفريقي استمرت حتى وقت متأخر من مساء أمس ولكن الاجتماعات انفضت دون التوصل إلى حل ، فيما أقرت دلاميني زوما رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بوجود بعض المشكلات التي تعرقل تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين الخرطوموجوبا . من ناحيتها ، نقلت صحيفة "المجهر" عن وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن الجنوب تقدم بشروط جديدة لفك الارتباط مع متمردي "قطاع الشمال" والترتيبات الأمنية ورفض المنطقة منزوعة السلاح عندما أصر على تضمين منطقة الميل 14 للمناطق منزوعة السلاح بجانب إصراره على أن يكون تنفيذ ملف البترول قبل الترتيبات الأمنية . وأشار كرتي إلى أن السودان جمد قضية شركة "سودابت" الأمر الذي كانت تطالب به جوبا استجابة لطلب الوساطة وذلك إلى حين الوصول إلى تفاهمات بشأن التعويض ، وحول "آبيي" أوضح كرتي أنه تم الاتفاق على أن يكون النقاش بعد الوضع الانتقالي حول إكمال الترتيبات الأمنية . وبدورها ، عنونت صحيفة "السوداني" صفحتها الرئيسية : فشل قمة البشير وسلفا بأديس ، وأوضحت أن القمة التي استمرت ساعتين فشلت في الخروج بأية نتائج حول القضايا العالقة بين البلدين ، بينما سارع كبير مفاوضي دولة الجنوب باقان آموم بعقد مؤتمر صحفي يعلن فيه انهيار القمة التي شارك فيها رئيس الآلية الافريقية الرفيعة ورئيس الاتحاد الإفريقي . ونقلت فضائية "الشروق" السودانية عن باقان قوله إن سبب فشل القمة يرجع إلى تعنت الخرطوم وتنصلها عن الاتفاقات ، بينما نقلت وكالة الأنباء السودانية عن دلاميني زوما أن الوضع بين دولتي السودان يمثل تحديا كبيرا للقارة الأفريقية لتحقيق ثقتها في فض النزاعات الأفريقية في إطار البيت الأفريقي ، مضيفة أن الوضع مازال معقدا بسبب النزاعات في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق .