علمت " المصريون" من مصادر مسئولة أن القيادة السياسية أمرت بتوجيه الدعوة لعدد من الصحفيين الأجانب لزيارة مصر ، تبدأ بممثلين للصحف البريطانية في محاولة لتنظيف سمعة النظام الملطخة بسبب تداعيات الاعتداءات التي تعرض لها نشطاء المعارضة على يد أنصار الحزب الوطني صباح يوم الاستفتاء على التعديل الدستوري . وأشارت المصادر إلى أن هذه الدعوات تأتي أيضا ، في إطار ما تعتبره القاهرة حملة مضادة تواجه بها الحملة الشرسة التي يقودها الرئيس الأمريكي جورج بوش ضد النظام الحاكم لإجباره على القبول بإشراف مراقبين دوليين على الانتخابات الرئاسية المقبلة ، وهو ما ترفضه القاهرة حتى الآن ، ملمحة لإمكانية الموافقة على استقبال " ملاحظين دوليين " فقط . وكشفت المصادر أن منظمي الزيارة سوف يتيحون للصحفيين البريطانيين فرصة التحاور مع عدد من المسئولين الكبار في مصر من الوارد أن يكون من بينهم جمال مبارك نجل الرئيس مبارك . كما سيلتقي الوفد الصحفي كلا من رئيس الوزراء أحمد نظيف ورئيس المخابرات اللواء عمر سليمان ووزيري الخارجية والإعلام، كما سيقابل الوفد البريطاني قيادات الأحزاب المعارضة، بمن فيهم نشطاء حركة "كفاية". وأوضحت المصادر أن لجوء القاهرة لدعوة الوفد البريطاني في بداية هذه الحملة ، جاء على خلفية الموقف المعتدل "الشبه منحاز" من جانب الصحف البريطانية خلال تغطيتها لما يدور على الساحة الداخلية المصرية على خلاف تغطية الصحف الأمريكية العنيفة . وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد دعا نظيره المصري حسني مبارك لإجراء تحقيقات قضائية بشأن الاعتداءات التي تعرض لها متظاهرون ضد الحكومة المصرية يوم الاستفتاء الدستوري، وبالعمل لضمان إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة. وقال بوش إنه تحدث هاتفيا مع الرئيس المصري حول "قيام النائب العام (المصري) بالتحقيق في الاضطرابات التي حدثت حول أحد مراكز الاقتراع، ودعوته مرة ثانية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة قدر الإمكان، لأن ذلك سيشكل تراثا مهما لبلده." ومن جانبه علق جورج إسحاق منسق حركة كفاية بالقول : إن الحركة تريد محاكمة المسئولين داخل الحزب الديمقراطي الحاكم, وإذا لم تحقق السلطات العدالة فإنها ستلجأ إلى محكمة العدل الدولية بلاهاي. لكن إسحاق لم يشأ الإجابة عندما سئل عما إذا كانت "كفاية" تريد مقاضاة الرئيس مبارك أمام محكمة العدل ، واكتفى بالقول إن حماية الشعب المصري مسئوليته الشخصية.