أبرزها شركتا "وديان" و"الشروق الحديثة" وتتعمدا إحداث خلل فى عمليات التداول كشف خبراء اقتصاديون عن قيادة شركات استثمارية تابعة للنظام السابق للبورصة وتدخلها بشكل مستمر عن طريق التلاعب فى أسهم البورصة من أجل إحداث خلل فيها وإيهام الجميع بأن وضع البورصة غير مستقر يوميًا. وأكد الخبراء أن البورصة المصرية لا تعبر عن مجمل الاقتصاد المحلى بل هى أحد روافده، وفى ظل تحكم شركات تابعة لرؤوس النظام السابق، فلا يستطيع الحكم على أداء البورصة بقوة الاقتصاد من عدمه. واتهم الدكتور محمد ممدوح خبير البورصة شركات ورجال النظام السابق بالتسبب فى التلاعب فى البورصة لإحداث خلل فيها والأوهام بأن هناك ارتفاعًا فى الأسهم. وأضاف ممدوح أن البورصة تحمل العديد من الشركات التى يمتلكها رجال النظام السابق ويحملون توجهات معينة لإحداث إرباك شديد يؤثر على طبيعة هذه الأسهم، مشيرًا إلى أن إلغاء 12 عملية منفذة على الورقة المالية "الشروق الحديثة للطباعة والتغليف" ليس كافيًا للحد من تكرار التلاعب خاصة أنه الثانى من نوعه خلال أسبوع واحد، مطالبًا بوجود قرارات حاسمة من قبل هيئة الرقابة المالية وتغليظ العقوبة ومدة حظر تداول أسهم الشركات. وأشار إلى أنه من ضمن الشركات التابعة للنظام السابق والتى تتعمد الإخلال بالبورصة هى شركة وديان للسمسرة فى الأوراق المالية التى يمتلكها عونى عبد العزيز رجل سياسيات الحزب الوطنى والتى تم وقف تداولها فى يوليو الماضي. وأوضح أن هذه الشركات تقوم بإدراج أوامر بنظم التداول بالبورصة بغرض الإيحاء بوجود تعامل على ورقة مالية أو التلاعب فى أسعارها من أجل تسهيل بيعها أو شرائها، وهو ما حذرت منه البورصة فى بندها السابع. وقال الدكتور صلاح العمروسي، الخبير الاقتصادي، إن البورصة المصرية تتعرض بشكل يومى إلى تلاعبات من قبل الشركات المدرجة بها، ولا أحد يعلم مَن يقف خلفها، مشيرًا إلى أن أداء الأسهم وحركة الأوراق المالية تشير إلى تعمد إحداث خلل فى عملية التداول داخل البورصة، وهو ما يرفضه جميع الاقتصاديين لأنه يؤثر على مستقبل البورصة المصرية ووضعها وسط البورصات العالمية. وأشار العمروسى إلى أن البورصة المصرية أحد جوانب وروافد الاقتصاد المصرى ولا يجوز الحكم على قوة الاقتصاد أو ضعفه لأن البورصة تعتبر الاستثمار غير الآمن والمتغير، فضلا عن التدخلات التى تحدث من قبل بعض الشركات. وأكد هانى توفيق رئيس الاتحاد العربى للاستثمار المباشر وخبير أسواق المال، أن البورصة المصرية تتعرض لمحاولات خفية تعرض أداءها لتذبذبات مستمرة وهو ما هددها من قبل للخروج من تصنيف مؤشر البورصات العالمية، مشددًا على أن قوة الاقتصاد الحقيقية لا تتجسد فى البورصة ومن الخطأ اعتبار الدولة الاستثمار فى البورصة هو الخروج الآمن من المأزق الحالي. وطالب توفيق بوضع ميثاق شرف للتداول فى البورصة على غرار مواثيق الشرف الأخرى التى توضع للتعامل السياسى والاجتماعى والنقابي، كحل مؤقت لضمان عدم التلاعب بالبورصة والحد من التدهور الذى يحدث بشكل يومي، يوثر بشكل كبير على أدائها، ويفقدها وزنها بين البورصات العالمية، مشددًا على أن الخصومة السياسية بين النظام الحاكم والمعارضين أو رجال أعمال فى عهد النظام السابق، تحولت إلى مربع تصفية حسابات اقتصاديًا فى محاولة لتجفيف المنابع المالية للبلد.