لم يُصدم المجتمع المصرى فى استمرار أحد من الوزراء السابقين فى حكومة هشام قنديل صدمتهم بإعادة اختيار وزير الإعلام الأستاذ صلاح عبد المقصود، للأسف فقد دافعت عنه منذ توليه هذه الوزارة من منطلق أنه جاء من معسكر الثورة، ولم أتوقع أن يظل سلوك الإعلام هذه المدة طاردًا للإسلاميين باحثًا عن المخالفين، مساندًا للإعلام المضاد للثورة، ناكرًا لأية منجزات حتى للرئيس وحكومته. ولا أدرى الباعث الحقيقى لاستمراره فى وزارة هشام قنديل بعد الامتعاض والأسى الذى رأيناه على وجوه كثير من مؤيدى الثورة، وأعتقد أن هناك مسلسلات تم إدارتها بجدارة فى وسائل الإعلام المناهضة للحكم وقنوات الفلول، وكأنها صيحات احتجاج ضد وزير الإعلام، ولم يكن وراءها شىء جاد قام به الوزير، وقد توقفت هذه الموجة المفتعلة فجأة وبدون مقدمات بعد أن أتت ثمارها فى أروقة قصر الاتحادية وعند متخذى القرار. إنجازات الرئيس لا يعلم عنها أحد شيئًا فى وقت يبحر فيه بسفينة الوطن فى أمواج عاتية ووسط حصار شديد مادى وإعلامى لمحو ووقف هذه الإنجازات، وأعمال جليلة لا تجد لها طريقًا إلى قنوات الإعلام الحكومية، ولا إلى وسائل الإعلام المعروفة سواء فى محطات الراديو أو التلفزيون، حتى أن المؤتمرات الإعلامية يتم الاختيار منها لمواد غير مهمة، ويتم تجاهل المواد المهمة، لا أحد يستطيع أن يتابع إنجازات الرئيس، وأما التحليلات التى تتحدث عن إنجازات الرئيس نجدها تقدم مشوهة خالية من مضمونها. إذا كنا قد تحدثنا أن إنجازات الرئيس يتم تجاهلها، فمن المؤكد أن إنجازات الوزارات تضيع هباءً منثورًا، أين ما فعلته وزارة التموين مثلًا فى المجمعات الاستهلاكية؟ كيف انتهت أزمة الغاز وطوابير الخبر والبنزين؟ كيف تم استرداد أموال من فلول النظام السابق وما هو حجمها؟ كيف تم إيقاف نزيف الفساد فى عدد من الوزارات؟ أين الفساد الذى كشفه مجلس الشورى فى مجال الإعلام الحكومى من الرشوة والهدايا ونزيف هائل فى المؤسسات الصحفية؟ أين الفساد الذى توقف فى عهد السيد وزير الإعلام نفسه إذا كان هناك وقف أصلًا لهذا الفساد؟ لولا الجهد البطولى الذى يقوم به أنصار الرئيس مرسى على صفحات الإنترنت لما وصلنا شىء من هذه الإنجازات، وزارة الإعلام أصبحت تثقل ميزانية الدولة دون مردود يفيد مصر فى عهدها الجديد. وأما رسالة الإعلام التى تتناولها الوزارة هى رسالة يأس تنقلها وسائل إعلام الحكومة إلى الشعب المصرى وليست رسالة أمل رغم وجود الكثير من الأمل فى المستقبل، رسالة لنقل الإحساس بالفوضى فى الشارع وليست رسالة تؤيد الانضباط، رسالة فزع للشعب المصرى وليست رسالة أمن واطمئنان، رسالة بلاء وغلاء وفوضى وانسداد وتهييج وتوبيخ وتوتر وتضخيم السيئة وتجاهل الحسنة وفقر وبطالة وعدم رضا وقناعة، أما من يقدمها فمجموعة مختارة من فلول النظام وأيتام مبارك وأنس الفقى وأعداء الثورة، عرفناهم ويعرفهم الشعب المصرى من قبل قيام الثورة وبعدها. وأما أنصار الثورة فيجلسون يتحسرون عما فاض به الكيل، وضاقت به القلوب يتمنون من المسئولين وبعد هذا الاختيار أن يزيلوا عن كاهلهم ذلك الهم ويقولون يا أيها الذين آمنوا إذا اخترتم لنا وزيرًا جديدًا للإعلام فتبينوا أن تصيبوا هذا الشعب المسكين بمزيد من الكآبة وأنتم تشاهدون. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]