نفت مصادر في التيار السلفي المصري في اتصالات لها بالمصريون بعضا مما جاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة في صدر صفحاتها أول أمس ، والخاص بمطاردة الأمن المصري للداعية الشيخ سفر الحوالي ، وإن كانت أكدت على أن الكثير مما ورد في التقرير صحيح ودقيق إلا أن هناك أمورا أخرى لا يوافقون على صحتها ، المصادر المذكورة أكدت على أن الأجهزة الأمنية لا تدعم الداعية المشار إليه في مصر وهو الشيخ " ي . ب " وإنما يتعرض الرجل لمضايقات عديدة من أجهزة الأمن حتى أنه منع من بعض درسه منبهين على خطأ الربط بينه وبين الداعية الشيخ " أ . ق " ، كذلك حرص كثيرون ممن اتصلوا بالجريدة على التأكيد على احترام الدعاة السلفيين وخاصة في مدينة الإسكندرية للشيخ سفر الحوالي وجهوده الدعوية والفكرية وأثنوا على الكثير منها مؤكدين على أن الخلاف الدائر هو من نوع المراجعة بين الإخوة ليس أكثر والنقد الذي يوزع لكتابه " ظاهرة الإرجاء" هو في هذا الإطار . من جهتها تؤكد المصريون على أنها ليست طرفا في أية خصومة فكرية أو سياسية بين التيارات الإسلامية ، وإنما هي تنشر ما يتجمع لدى محرريها من معلومات أو وثائق ، غير قاصدة لتجريح أحد من الأطراف ، ولذلك امتنعت الجريدة عن نشر الأسماء صراحة ، رغم ثقتها في دقة وصحة ما ورد في تقرير مراسلها ، دون أن يعني ذلك اتهامها لأي طرف بالتواطؤ مع الأجهزة الأمنية . وكانت المصريون قد نشرت أول أمس تقريرا بعنوان " الأمن المصري يطارد الداعية السعودي سفر الحوالي " جاء فيه : علمت المصريون أن جهازا أمنيا مصريا حساسا يشرف على عملية واسعة النطاق حاليا في أوساط التيار السلفي المصري تستهدف تقليص حضور الآثار الفكرية التي انتشرت في أوساطه من خلال كتابات الداعية السعودي المعروف الشيخ سفر الحوالي ، وخاصة كتابه الشهير "ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي" ، وكذلك بعض الرسائل التي نشرت مؤخرا للحوالي في مصر وتنسب إليها تلك الأجهزة أنها المسؤولة عن ظاهرة تسييس التيار السلفي المصري الذي بقي سنوات طويلة بعيدا عن الشأن السياسي ، أفكار وكتابات سفر الحوالي التي تركت آثارا واسعة في أوساط الشباب السلفي سببت قلقا كبيرا في الدوائر الأمنية الأمر الذي حدا بها إلى الإشراف على عملية معقدة لمحاصرة آثاره ومطاردة المتأثرين به . تركزت العملية على عزل الدعاة السلفيين الذين يعبرون عن هذا التيار سواء بمنعهم من التدريس في المساجد التي اعتادوا على النشاط بها أو باعتقالهم مباشرة لمدد متفاوتة بدون أي سبب مفهوم ، خاصة وأنهم ليس لهم أية مشكلات مع الجهاز الأمني وقد اعتقل على هذه الخلفية بعض الدعاة مثل الشيخ "م .ع . م" ، والشيخ "ف . س" ، وآخرين ما زالوا رهن الاعتقال بهدف تفريغ الساحة السلفية من خطابهم وآثارهم وردودهم وحرمانهم من القيام بأي دور لعرقلة الخطة الأمنية الجديدة ، بالمقابل تم دعم عدد من الدعاة السلفيين الذين يمثلون خصومة قديمة مع هذا التيار ، وعرف عنهم النقد الجارح والحاد لخطاب الشيخ سفر الحوالي والتحذير من كتاباته ، وذلك عن طريق تمكينهم من بعض المساجد الكبيرة وترتيب دروس لهم وجولات في عدد من المحافظات التي ينتشر فيها الخطاب الفكري للشيخ الحوالي ، وهي الطريقة نفسها التي اتبعت مع قيادات الجماعة الإسلامية المصرية التي تقود بالتنسيق مع أجهزة الأمن عملية إعادة تشكيل منهج الجماعة ، حيث خصص للداعية المعروف "ي . ب" في مدينة الإسكندرية مسجدا كبيرا يشن من خلاله هجوما دائما على أفكار الحوالي والتيار المرتبط به في مصر ، كما تم طبع كتاب له في نقد كتاب الشيخ سفر ولوحظ أنه مطبوع طباعة فاخرة للغاية ويباع بسعر رمزي وتم توزيع كميات ضخمة منه في مختلف المحافظات والتجمعات التي تعرف حضورا سلفيا كثيفا ، ولا يعرف مصدر تمويل طباعة هذا الكتاب ، كذلك تم ترتيب أحد المساجد الكبيرة في منطقة مدينة نصر بالعاصمة المصرية القاهرة للداعية المعروف الشيخ "أ . ق" حيث يشن حملة واسعة على الشيخ سفر وكتابه والدعاة الآخرين المعبرين عن خطابه في التيار السلفي المصري ، وتتركز هذه الحملة في مدن القاهرةوالإسكندرية وشبين الكوم من دلتا مصر ، والمنيا في صعيد مصر ، وجاري توسيعها في مناطق أخرى بالتنسيق مع الجهاز الأمني المعني ، بعد أن حققت التجربة بعض النجاح في تشويه كتاب سفر الحوالي ودعوته ومحاولة دمغه بأنه "تيار تكفيري" ، وقد تم اعتقال المئات من الشباب السلفي في بعض المحافظات المصرية على خلفية هذا الفرز الجديد أفرج عن بعضهم لاحقا ، مصادر في التيار السلفي المصري أكدت "للمصريون" أن هذه الخطط تتم بالتنسيق مع أجهزة عدة دول عربية أخرى ، ومن المنتظر أن تشهد الساحة السلفية المصرية جدلا واسعا في الفترة المقبلة وصراعات فكرية حادة في ضوء تململ العديد من الدعاة من التدخل الأمني في قضايا عقدية ومنهجية حساسة وإصرارهم على مواجهة هذه الموجة الجديدة من التشويه الفكري مهما كانت النتائج .. جدير بالذكر أن ضغوطا أمريكية مورست في الآونة الأخيرة على عدد من الدول العربية لمطاردة ما يعتبرونه "الفكر الوهابي" في التيارات الإسلامية السلفية ، وبشكل خاص التنظيرات السياسية التي يقدمها الشيخ الحوالي في خطبه وكتاباته لدعم الجهاد في فلسطين والعراق وأفغانستان وتحدي النفوذ الأمريكي في المنطقة ، كما لوحظ أن هناك حملات صحفية متوازية في صحف خليجية وأخرى تصدر من لندن من خلال أقلام عربية معروفة بارتباطها بأجهزة أمنية موجهة إلى الحوالي وتياره تتهمه بدعم الأفكار التي تتبنى خطابا عنيفا أو تكفيريا.