اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن ذكريات اللبنانيين المتعلقة بمعاناتهم في الحرب الأهلية تتغلب على رغبتهم في مساعدة اللاجئين السوريين. وأشارت الصحيفة في سياق تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني اليوم إلى نزوح ما يزيد عن 200 ألف سوري معظمهم يعتنقون المذهب السني إلى لبنان .. محذرة من أن تواجد هذا العدد السني من شأنه تهديد استقرار بلد هش التكوين كلبنان، وسط تحذيرات من أن تتحول مخيمات هؤلاء السوريين - حال إقامتها- إلى قواعد عسكرية لصالح المعارضة السورية المسلحة. ولفتت إلى معارضة لبنان حتى الآن إقامة مخيمات للاجئين السوريين على غرار الأردن وتركيا، عازية ذلك إلى خصوصية فكرة المخيمات لدى لبنان، لا سيما بالنظر إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تشبه الصفائح السكنية المتناثرة في أنحاء البلاد منذ عام 1948 .. مشيرة إلى أن الوجود المسلح للفصائل الفلسطينية في لبنان كان عاملا أساسيا أسهم في اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت زهاء 15 عاما (1975-1990). وأشارت إلى الأسباب التي تحول دون ترحيب لبنان بالمزيد من السوريين أنه بخلاف تركيا والأردن، تعتبر لبنان دولة صغيرة تضم بالكاد مواطنيها ال 4 ملايين، كما تعوزها الموارد اللازمة لاستضافة أعداد ضخمة من اللاجئين. ولفتت الصحيفة إلى المقاومة التي استمرت لعقود من جانب المسيحيين في لبنان ضد السماح للسنيين من اللاجئين الفلسطينيين بالامتزاج في نسيج المجتمع اللبناني، مرجعة هذه المقاومة إلى بؤس اللاجىء الفلسطيني في لبنان عن أخيه في باقي الدول العربية الأخرى. وأوضحت الصحيفة في ختام تعليقها أنه لم يعد أمام اللاجىء السوري سوى اللجوء للأقارب والأصدقاء أو تأجير أماكن سكنية إن استطاع إلى ذلك سبيلا، أو الإقامة في الأكواخ والعشش والأطلال المهجورة.