بدأت اليوم /الاربعاء/ بالقاهرة أعمال الدورة الثالثة لمنتدي المجتمع المدني العربي بالقاهرة وذلك تحت عنوان "منظمات المجتمع المدني المعنية بالتنمية الاجتماعية والإغاثة والمساعدات الإنسانية" بمشاركة الدكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية،وعبد الله محمد الهزاع الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ،والسفير أحمد أبو الخير نائبا عن الدكتورة نجوى خليل وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية وذلك في إطار تحضيرات القمة العربية الثالثة التنموية: الاقتصادية والاجتماعية المقرر انطلاقها بالرياض 21 و22 يناير الحالي. وفى كلمة له أمام المنتدى أكد الدكتور نبيل العربي أهمية هذا المنتدى كونه معنيا بالتنمية الاجتماعية والإغاثة والمساعدات الإنسانية خاصة في ظل المرحلة الراهنة التي تمر بها دولة المنطقة مشيرا الي ان موضوع المنتدى هذا العام يمثل أولوية حقيقية بالنسبة للعمل العربي المشترك،حيث ان العالم المعاصر يعطي المجتمع العربي أهمية متزايدة اعترافا بدورها المتعاظم في اسهاماته الانسانية. واضاف العربي أن المنتدى ينعقد في ظل ظروف استثنائية يمر بها عدد من دول المنطقة، والتي تعالت فيها أصوات الشعوب بمطالبها المشروعة لتحقيق العدالة الاجتماعية، والأمن والسلم الاجتماعيين، بالإضافة إلى تطورات ومتغيرات متلاحقة من كوارث طبيعية وأزمات إنسانية، مشددا علي ان هذه المرحلة كان وما زال لمنظمات المجتمع المدني جهود مقَّدرة فيها للتخفيف من الآثار الاجتماعية والإنسانية الناتجة عن تلك التطورات وإدراكا منها لأهمية تعزيز دور منظمات المجتمع المدني وضرورة التحرك السريع من خلال منظومة تكاملة يعمل فيها كافة الأطراف بشكل متناغم ومتناسق يتماشى وسرعة التطورات والتحديات التي في مجملها تعوق عملية التنمية بصفة عامة والتنمية الاجتماعية بصفة خاصة. اوضح العربي ان المنتدي سيبحث سبل إيجاد شراكة جادة وفاعلة بين كافة الأطراف وخاصة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالتنمية الاجتماعية والإغاثة والمساعدات الإنسانية. ونوه العربي بضرورة وجود ارادة سياسية على أعلى المستويات متمثلة في قرارات القمم العربية لدعم وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني كشريك رئيسي في العملية التنموية وهو الدور الذي يتصل بشكل مباشر بموضوعات الإغاثة والمساعدات الإنسانية لما لها من أثر بالغ الأهمية على المسيرة التنموية، موضحا ان هذا الأمر يتطلب السعي الجاد لتعزيز علاقات التعاون في هذه المجالات مع جهود منظمات المجتمع المدني لمساعدة الحكومات على مواجهة العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وكذلك الآليات العربية المعنية ضمن منظومة جامعة الدول العربية وفي مقدمتها مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب ومجلس وزراء الصحة العرب الذي كان له جهود مقّدرة في مجالات الإغاثة والمساعدات الإنسانية. واشار العربي الي مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى عام 2009 ممثلا في كاثرين آشتون المنسقة العليا لشئون السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبى وتم اطلاق العمل بها فى نوفمبر 2012 حيث تم فى هذا السياق عمل نظام للانذار المبكر ومواجهة الأزمات وادارتها فى مختلف المجالات السياسة والاجتماعية والاقتصادية والبيئية؛ بالاضافة الى التعامل مع الكوارث الطبيعية المتنوعة لتأمين الاستجابة السريعة للأزمات بكفاءة عالية وتسهيل عملية تقديم المساعدات الانسانية للمتضررين. وأكد العربي أن ما سيطرح على منتدى اليوم من تجارب رائدة سواء على المستوى الحكومي وغير الحكومي، وكذلك أوراق العمل العلمية، ستشكل قاعدة هامة يمكن البناء عليها لتحقيق الشراكة الفاعلة بين منظمات المجتمع المدني والحكومات. وفي ختام كلمته طالب العربي المشاركين فى أعمال المنتدي بضرورة العمل علي إيجاد آلية فاعلة تتضمن تنسيق الأدوار في مجالات التنمية الاجتماعية والإغاثة والمساعدات الإنسانية، بما يمكن من تحقيق السلم والأمن والوئام الاجتماعي ويسهم بشكل فاعل في تحقيق تنمية المنطقة، وأقتر العربي ان يبحث المنتدي امكانية إيجاد آلية مشتركة للإنذار المبكر والتحرك الفوري قبل وأثناء وبعد الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، مؤكداً على دعم منظومة جامعة الدول العربية لما سيتوصل إليه المنتدي. ومن جانبه اكد السفير احمد ابو الخير في كلمته التي القاها نيابة عن وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية ان هذا المنتدي الذي ينعقد في مرحلة دقيقة تمر بها دول المنطقة خاصة في ظل التطورات والتحديات التي تواجه الدول العربية مما يتطلب تكاتف الجميع للوصول الي بر الامان . وأكد ابوالخير انه علي الرغم من الجهود المبذولة من كافة الاطراف كان لابد من تنسيق الجهود لتحقيق التنمية الاجتماعية وتخفيف الاثار السلبية الناتجة عن الكوارث من خلال شراكة فاعلة بين منظمات المجتمع المدني والحكومات والعمل كفصيل واحد لمواجهة الكوارث. وقال ان توصيات المنتدي سيتم رفعها للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها بالرياض الشهر الجاري. وبدوره طالب عبد الله الهزاع، أمين عام منظمة الهلال الأحمر والصليب الأحمر بضرورة سن القوانين والتشريعات اللازمة من اجل تسهيل عمل منظمات المجتمع المدني خاصة العاملة في المجال الانساني. واشار الهزاع الي أهمية الاتفاقية العربية لتسيير أعمال الإغاثة ،معربا عن آمله في أن تعطى مساحة من المناقشة في هذا المنتدى،مشددا علي اهمية دور الإعلام في نشر الوعي وثقافة الحوار في العالم العربي. ويهدف المنتدى الذي تستمر اعماله على مدي يومين الى إيجاد الآليات اللازمة لتحقيق شراكة فاعلة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق التنمية الاجتماعية في الدول العربية، والتحرك السريع في مجالات المساعدات الإنسانية الفورية والعاجلة في الكوارث والأزمات الإنسانية وحالات الطوارئ، وكذلك نشر الوعي الإنساني وتعزيز ثقافة العمل التطوعي لتشجيع كافة القوى المجتمعية للمشاركة في تقديم المساعدات الإنسانية.