أجريت مساء الثلاثاء الانتخابات النهائية داخل حزب الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان المسلمين، لاختيار المرشحين الذين سيمثلون الحزب والجماعة فى الانتخابات البرلمانية، وتم حصر اختيارهم من الأعضاء المنضمين لكل من الجماعة والحزب. وجرت عملية اختيار المرشحين بشكل منفصل بين الجماعة والحزب، حيث بدأ أعضاء الجماعة فى اختيار المرشحين، وإبلاغ الحزب بما أسفرت عنه عملية الاقتراع، وتم تصعيد المرشحين الجدد بجانب الذين تم اختيارهم فى الحزب قبل ذلك، حيث تمت عملية الاختيار داخل الحزب على مرحلتين. واشترطت الانتخابات الداخلية فى الحزب لاختيار المرشحين للانتخابات، أن يتم اختيار بين كل ثلاثة مرشحين أن يكون بينهم شاب وامرأة، وفى عدد من الوحدات الحزبية أن يكون شاباً أو امرأة، بحيث يكون نسبة تمثيل الشباب فى القوائم والفردى لمرشحى الجماعة هو الثلث، وتقترب نسبة المرأة من 25 % من نسبة الترشيحات. وفى ذات السياق، لم يحدد الحزب نسبة معينة لتمثيل المسيحيين فى القوائم أو فى إجمالى المرشحين حتى الآن، فى الوقت الذى نفت فيه بعض القيادات أن تكون هناك نسبة محددة للمرشحين من المسيحيين أو حتى من المرأة والشباب. وصرح أحمد العجيزى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، بأن اشتراك جماعة الإخوان المسلمين فى عملية اختيار مرشحى حزب الحرية والعدالة الذين سيخوضون الانتخابات البرلمانية القادمة لا يعد تدخلاً فى شئون الحزب بأى طريقة من الطرق، مضيفا أن الجماعة هى التى أنشأت الحزب وهى التى ترعاه وتمثل له السند الشعبى، ولها الحق فى مشاركته فى اختيار الأعضاء الذين سيمثلون الحزب فى الانتخابات، وبالتالى فهم يمثلون التيار الإخوانى. وقال العجيزى إن هناك مَن يحاولون إظهار الحزب فى صورة أنه تابع للجماعة وهم بهذا يقعون فى خطأ كبير؛ لأن الحزب مستقل عن الجماعة، ولكن اختيار المرشحين للانتخابات البرلمانية يمر بمراحل عدة حيث تتم فيه شراكة حقيقية مع الشارع المصرى فى عرض استبيانات للشارع ومن يراه الشارع مناسبًا ليمثله فى البرلمان، مضيفا بأن النائب الذى يترشح عن الحزب يدرك جيدا أنه يترشح عن الشعب المصرى كاملا وليس عن مجرد حزب أو فصيل، موضحاً أنهم يتبعون سياسة "التأنى" فى جميع الاختيارات، ثم يتم عرضها على كثير من المتابعين وإشراك المجتمع فيها لتكون فى النهاية اختيارات سليمة وتستطيع إقالة الوطن من عثرته وتقديم التشريعات المناسبة لملايين الشعب المصرى. وأكد محمد زكريا شعبان، عضو الهيئة العليا للحزب، أن اختيار مرشحى الحزب فى الانتخابات البرلمانية يمر بمراحل حقيقية للاختيار، فاختيار العضو المرشح للبرلمان يمر وفق معايير كثيرة منها القبول المجتمعى واللباقة والوعى السياسى والثقافة وغيرها، كما يقومون باستبيان رأى الشارع المصرى فى المرشحين جميعا. وأضاف أن اشتراك جماعة الإخوان المسلمين فى الاختيار لا يعنى بأى حال من الأحوال هيمنة سياسية من الجماعة على الحزب، ولكن معناه شراكة أصيلة بينهما حيث لهم سند تأسيسى قوى داخل الحزب، كما أن كثيرًا من أعضاء الجماعة أعضاء فى الحزب والعكس. وتابع: "عضو البرلمان المنتمى للحرية والعدالة يدرك جيدًا أنه يمثل الشعب المصرى كله، ولا يمثل فصيلا أو حزبا أو جماعة، فلم يتم أبدا أن يأخذ هذا العضو تعليمات من مكتب الإرشاد وينفذها، فمن الجائز حصول نوابنا على استشارات من مكتب الإرشاد بحكم استماعنا للمجتمع ككل، ولكن ليس مفروضًا علينا أن ننفذها، فلو ارتأينا أنها لا تصلح أو أن هناك عائقًا من تنفيذها فلن ننفذها، لذلك فنحن لا نستشعر أى حساسية فى التعامل مع مكتب الإرشاد". وأوضح شعبان أنهم قاموا بتقييم النواب فى تجربة البرلمان السابقة، وقسموا النواب إلى ثلاثة أقسام أحدهم أجاد إجادة تامة، والقسم الثانى كانت عليه ملاحظات بسيطة ولكنها لا تعيبه، والثالث هم الذين تم استبعادهم نهائيا من الترشيح لضعف أدائهم، فى حين أن الترشيحات التى سيقدمها الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية ستقدم عددًا من الوجوه الجديدة والشابة.