ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن الحكومة التونسية الحالية تعول كثيرا على الثروات التي خلفها الرئيس السابق زين العابدين بن علي وحاشيته في سد العجز الذي تعانيه خزانة الدولة وتحقيق قدر من الرفاهية. وقالت الصحيفة -في مستهل تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- إن السبيل الوحيد لتأمين رفاهية طويلة الأمد هو عمل إصلاحات حقيقية وليس الرهان على "مخلفات" النظام السابق. وأشارت إلى الآمال العريضة التي تعلقها السلطات التونسية على المزاد المزمع إقامته الشهر المقبل لبيع الأصول التي خلفها نظام بن علي، والذي من المتوقع أن تحقق مبيعاته 13 مليار دولار تسعى الحكومة إلى إنفاقها على مشاريع تنموية، لافتة إلى أن تونس تعويل بشكل كبير على الأموال الأجنبية، إذ اقترضت 500 مليون دولار الشهر الماضي من كل من البنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي. ورأت ساينس مونيتور أن الأزمات الاقتصادية التي تشهدها بلدان الربيع العربي تعود في جزء منها إلى الثورة التي آذن اندلاعها العام الماضي بالقضاء على قطاع السياحة والاستثمارات الخارجية في وقت كانت فيه أزمة اليورو على أشدها، غير أن جذور تلك الأزمات تمتد إلى أبعد من ذلك .. إلى نظام أهمل على مدار أعوام طوال المناطق الريفية، وترك معدلات البطالة ترتفع وقت انشغاله بتكديس الثروات. واختتمت الصحيفة بالقول إن ما يتسنى على السلطات في تونس عمله لضمان رخاء طويل المدى يتمثل في العمل على إنعاش الاقتصاد، وعمل إصلاحات للقوانين التي تنظم قواعد الاستثمار الأجنبي والعمل، والعمل كذلك على الحد من الروتين الحكومي ومحاربة المحسوبية واعتماد المنافسة الشريفة التي تحتكم إلى الجدارة والكفاءة.