.. وسط معركة الاستفتاء على دستور مصر، وضجة استقالة النائب العام الذى عينه الرئيس مرسي، وضجيج المظاهرات المعارضة والمؤيدة للدستور، والترقب الحذر لما سيحدث يوم الجمعة أمام مسجد «القائد إبراهيم» بعد إعلان الشيخ حازم عن توجه «محبيه» إلى الإسكندرية لمؤازرة الشيخ الجليل أحمد المحلاوي، ورفض الأخير لذلك حفاظا على دماء المسلمين، وصراخ الإعلاميين فى وسائل الإعلام المستقلة احتجاجا على ما «فعلوه» بهم – ولا نعرف من هاجم مقراتهم حتى الآن!! وسط كل ما يجرى على أرض المحروسة خرجت علينا القوى الثورية بضرورة التوجه إلى شمال سيناء اليوم، و«نسف» النصب التذكارى «الكارثي» المسمى «صخرة ديان» والقابع فى مدينة الشيخ زويد. تركت القوى الثورية من «حزب الكرامة» و«التيار الشعبي» كل «البلاوي» التى تحيط بنا من كل جانب، وتفتق ذهنها عن رد «ناري» على تفكير «الكيان الصهيوني» فى هدم النصب التذكارى لشهداء حرب 1948 المصريين فى مدينة رام الله بالضفة الغربية، وهو ما تراجعت عنه لاحقاً، على أن يكون الرد بتفجير «صخرة العار» هذه.. فما قصتها؟ خلال حرب الاستنزاف أسقط المصريون طائرة عسكرية إسرائيلية تحمل 13 عسكرياً هلكوا جميعاً، فأمر وزير حربهم المقبور موشى ديان بنحت صخرة من جبل موسى المقدس ونقلها ووضعها على شكل نصب تذكارى فوق أعلى ربوة فى الشيخ زويد ليراها كل أهل سيناء، وحفر عليها أسماء القتلى، وعلى أحد وجوه الصخرة شكل لامرأة عربية تحمل طفلها وتجرى تجاه البحر خوفاً ورعباً من الصهاينة، والوجه الآخر خريطة سيناء وخريطة فلسطين من وجهة النظر الصهيونية. وعند التوقيع على اتفاقية «كامب ديفيد» اشترط المفاوضون الإسرائيليون على الجانب المصرى التعهد بالحفاظ على الصخرة فى مكانها، بل وحمايتها، وقبل السادات ذلك، لتبقى «صخرة ديان» «كمسمار جحا» شاهداً على احتلال سيناء، بل ووضعت السلطات المصرية حراسة خاصة ودائمة على «المسمار» تنفيذاً للاتفاقية وتنفيذاً لهذا الشرط المجحف والخبيث والغريب. وبالرغم من غياب الأمن عن سيناء، واستباحة تدمير خط الغاز المصرى إلى الأردن وفلسطينالمحتلة «14 مرة»، إلا أن أحداً من «الجهاديين» أو الثوار لم يفكر طوال هذه الفترة فى «نسف» صخرة العار هذه، والتى تسعى «القوى الثورية» إلى ترك كل ما نحن فيه من «مصائب» وتجييش الشعب للزحف إلى مدينة «الشيخ زويد» لنسفها الآن. بالتأكيد لست سعيداً بوجود مسمار جحا الملعون فى سيناء، وأتمنى - إذا استمر وجوده أن يتحول إلى مكان راق ونظيف لقضاء «حاجة» زوار شمال سيناء، وعابرى السبيل!! ولكن: هل هذا هو الوقت المناسب للتفكير فى خلع المسمار؟ وهل هذا أوان استفزاز أبناء القردة والخنازير بخرق أحد شروط اتفاقية الكامب؟ وهل حللنا كل مشاكلنا فى سيناء.. ولم يبق إلا صخرة الأعور الحقير تؤرق مضاجعنا؟ أقدر جداً «وطنية» النخبة المثقفة والسادة قادة «حزب الكرامة، وثوريى «التيار الشعبي»، وحرصهم على «تطهير» سيناء من رجس الصهاينة.. ولكن الأهم.. فالمهم، أليس كذلك أيها السادة؟! أقول لكم على حل لا يغضب أحداً.. ويوفر علينا مشقة نسف «صخرة ديان» هذه؟: اتركوا الصخرة كما هي، وليقم أحد الفنانين بعمل جدارية بارتفاعها ويرسم عليها ثلاثة عشر خنزيرا يشوون فى النار، ويكتب تحتها بكل لغات العالم، هذه الصخرة سمح بها الرئيس الراحل أنور السادات كرمز لنحر ثلاثة عشر علجًا من العلوج الصهاينة، نحرهم صاروخ مصرى على أرض سيناء الطاهرة. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. [email protected] twitter@hossamfathy66