تنظر الأم لطفلها بحنان بالغ وهى تقول ما شاء الله طفلى ذكى ، الولد نبيه ، ثم وهى تحاول أن تخفى فخرها طالع لجده . فإذا سألتها عن أدله تؤكد ذلك فهى قادره على أن تعدد لك من القدرات والمواهب التى لاحظتها عليه ما يؤكد أن العلماء سيزيدون واحدا عما قريب . إن أملها في مستقبل أفضل يجعلها تفترض أن الذكاء هو الركيزه ا لأولي للنجاح والسعاده في الحياه ، و في الحقيقه فإن قدرات الذكاء الأكاديمي وهو ما يرمز له بحاصل الذكاءIQ) ) وهو ما يمثل ذكاء الفرد كما تحدده قسمة عمره العقلى على عمره الزمنى ثم ضرب حاصل القسمه في مائه ، هو من المعطيات الوراثيه الثابته إلى حد كبير، ويكفى أن يتحلى الطفل بقدر معقول منه مثل بقية أقرانه ، ولم يعد هذا الذكاء وحده هو أساس النجاح والتفوق في الحياه العامه أو الخاصه بل هناك جوانب أخرى لابد من توافرها . في فترة الحضانه على الأم والمربين غرس مهارات الذكاء العاطفى في نفس الطفل وهى ضبط النفس والحماس والمثابره والقدره على حفز النفس وفهم الآخرين والتعاطف معهم . وفى مراحل الدراسه الأعلى يجب إعطاء الطفل الفرصه لجمع المعلومات بما ينمى لديه الثقه بالنفس والاعتماد على الذات و يقوم بالموازنه بينها بما يمكنه بعد ذلك من تكوين أسلوبه الفكرى الخاص ، كذلك يجب تشجيعه على الطلاقه في التفكير- أى التفكير في أكبر قدر من الاحتمالات في الوقت نفسه والنظر للموضوع الواحد من عدة زوايا ومحاولة إيجاد جوانب مبتكره وحلول جديده وتكوين أفكار تتميز بالتفرد والخروج على المألوف مع وضوح الأفكار وتطورها . إن تدريب المخ على التفكير الإبداعي يتيح له القدره على استخدام الطاقه القصوى لجانبى المخ الأيمن و الأيسر في حين تكتفى الطريقه التلقينيه في التعلم بتنشيط الجانب الأيسر فقط وهو ما يقلل من فرصه في الابتكار والتفوق والنبوغ . ما نحتاجه اليوم هو التفكير المبدع الجرئ غير التقليدى لأنه أساس النهضه وكفانا تبعيه مشكلاتنا الخاصه تحتاج لحلول نابعه من واقعنا متسقه مع ديننا وثقافتنا ولن يتم ذلك إلا بتدريب العقول الغضه وبناء الشخصيه المنتجه المبدعه المستقله . لنحتاج عبقريات خارقه ولكن نحتاج شخصيه واثقة ونفس سمحة وروح وثابة ومهارة في استغلال الامكانات الفطريه