شهد ميدان التحرير صباح اليوم السبت هدوءًا تاما بعد مليونية "الكارت الأحمر" التى دعت إليها القوى المدنية للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستورى ووقف عرض مسودة الدستور على الاستفتاء وتشكيل جمعية تأسيسية جديدة تمثل كل المصريين، حيث غابت التظاهرات والمسيرات فى ظل انخفاض أعداد المتظاهرين وغياب اللجان الشعبية عن تأمين مداخل الميدان المغلقة منذ اندلاع الاحتجاجات، وفوجئ المعتصمون المتواجدون بالميدان بقيام بعض الأشخاص ومعهم سيارة نصف نقل بإزالة المنصة الرئيسية المتواجدة بالقرب من تمثال عمر مكرم بالتحرير دون إبداء سبب. وأكد بعض المعتصمين من التيار الشعبى وحزب الدستور أنهم لا يعلمون سبب إزالة المنصة ولكنهم قاموا بسؤال من أتوا لإزالتها وأخبروهم أن القائم عليها ويدعى"عواد" قام بالاتصال بهم وأخبرهم بإزالتها ظهر اليوم. يأتى هذا فى الوقت الذى أكد فيه أحد أفراد اللجان الشعبية أنه تم إزالة هذه المنصة لوجود منصة أخرى كبيرة سوف يتم نصبها مساء اليوم بدلاً من هذه المنصة لصغر حجمها. وفى خطوة تصعيدية، قامت اللجان الشعبية المكلفة بحماية وتأمين الميدان بغلق مداخل مجمع التحرير بالأسلاك الشائكة وإطارات السيارات ومنعت دخول الموظفين لأداء عملهم وكذلك أصحاب المصالح القادمين من المحافظات ماعدا رجال أمن المجمع فقط كإحدى طرق التصعيد للضغط على الرئيس للاستجابة إلى مطالبهم والاعتراض على محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل أنصار التيار الإسلامى وحدثت بعض المشادات بين أفراد اللجان الشعبية والقادمين إلى المجمع لإنهاء أوراقهم خصوصا أصحاب الجوازات، وتجمهر العشرات أمام البوابة الرئيسية معربين عن استيائهم لما يحدث وتوقف مصالحهم، كما قامت سيارات الأموال العامة القادمة إلى المجمع بعد توقفها أمامه بالعودة مرة أخرى بعد رؤية الأوضاع وتحكم المتظاهرين فى مداخل المجمع. ومن جانبه، قال خالد الشيخ أحد الثوار المستقلين والداعين إلى غلق المجمع إنهم حذروا منذ أربعة أيام بأنه إذا لم تنفذ مطالبهم فسوف يغلقون مجمع التحرير للضغط من أجل تحقيق مطالبهم الثورية، مضيفا أنهم ثوار مستقلون لا ينتمون إلى حزب أو ائتلاف ولكن هناك بعض الحركات والائتلافات تضامنت معهم لأن هدفهم هو تفعيل خطة الشباب لتحقيق مطالب الثورة التى عجزت القوى السياسية عن تحقيقها من خلال تواجدهم فى الحكم. وأكد الشيخ ل"المصريون" أن مطلبهم الوحيد هو إسقاط النظام وليس إلغاء الإعلان الدستورى أو وقف الاستفتاء على الدستور لحين التوافق عليه وأنهم سوف يغلقون المجمع بصفة دائمة لحين الاستجابة إلى مطلبهم ورحيل النظام. وهدد الشيخ بأنه إذا طال غلق الميدان دون رد فإنهم سوف يطورون من تصعيدهم ويقومون بإغلاق مترو الأنفاق خصوصا أنهم يعلمون كيف يتم ذلك. يأتى هذا فى الوقت الذى أكدت فيه حركة "ثوار من اجل تراب مصر" التى أسسها بعض الثوار المستقلين والتى دعت إلى إغلاق المجمع اليوم منذ أربعة أيام وأن إغلاق المجمع سيستمر لأجل غير مسمى، نظرا للأحداث الأخيرة التى شهدها قصر الاتحادية من قتل للثوار وتعذيب للفتيات واحتجاز للمعتصمين نظرا لاعتراضهم على قرارات الرئيس والمتمثلة فى الإعلان "غير الدستورى". وأضافت الحركة خلال بيان اصدرته اليوم حصلت "المصريون" عليه أنهم سيلجأون إلى التصعيد من خلال إغلاق خطوط المترو المؤدية إلى حلوان المرج، والمنيب شبرا، وإغلاق كوبرى 6 أكتوبر، بالإضافة إلى منعهم لأى رموز سياسية دخلت فى تفاوضات معلنة أو خفية مع الرئيس محمد مرسى من دخول الميدان. وأكد "ثوار من أجل تراب مصر" أنهم متمسكون بمطلبهم الوحيد وهو رحيل الرئيس، وإذا لم يتم الاستجابة لهم فسوف يعلنون استقلال ميدان التحرير ومحيطه ليكون بداية استقلال محافظة القاهرة، بالإضافة إلى السيطرة على مقر مجلس الشعب والجامعة العربية والجامعة الأمريكية ليكونوا مركز قيادة جمهورية القاهرة المستقلة، حسب البيان. وقام عدد من أعضاء ألتراس"a.c.a.b" وهى اختصار لترجمة جملة "كل الحكومة أوغاد"، وهو ألتراس سياسى يشارك فى الحياة السياسة وانتقاد النظام بالرسوم الجرافيتية، برسم عدد من الرسوم المنتقدة للإخوان المسلمين على أرضية ميدان التحرير ظهر اليوم السبتن حيث قاموا برسم لوجو الألتراس وكتبوا عليه "دكتور الحقنى أنا مش إخوان صدقنى"، وبعض الرسوم الأخرى الساخرة من الإخوان ولنظام ووزارة الداخلية بشارع محمد محمود، وعلى رصيف شارع قصر العينى.