كشفت مصادر مطلعة بوزارة الأوقاف ل " المصريون" أن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف يدرس حاليا تفاصيل التعاقد مع شركات أمن خاصة كي تتولى حراسة المساجد التابعة للوزارة ، والتي تقدر بأكثر من خمسة آلاف مسجد ، وذلك لمنع القوى والحركات المطالبة بالإصلاح ، خاصة ذات التوجه الإسلامي ، من استخدام تلك المساجد كنقطة انطلاق لمظاهراتها وأنشطتها المعارضة للحكومة ، وهو ما تجلى في المظاهرات التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين سواء أمام مسجد الفتح بوسط القاهرة أو في العديد من المساجد الكبرى بالمحافظات . وأوضحت المصادر أن الدكتور زقزوق سيطبق هذه الفكرة على مساجد الوزارة الكبيرة وعلى رأسها جامع الفتح برمسيس ومسجد النور بالعباسية وجامع الحسين وذلك تمهيدا لتعميم الفكرة على المساجد الكبيرة في المحافظات. ولفتت المصادر إلى أن خلافات حادة نشبت بين الوزير وعدد من وكلاء الوزارة الذين عارضوا الفكرة واعتبروها إهدارا للمال العام ، مثلما حدث إثر التعاقد مع شركات نظافة خاصة لتنظيف وصيانة المساجد وهو ما لم يتحقق حيث أهملت هذه الشركات نظافة المساجد ، مدللين على ذلك بإهمال الشركة التي تعاقدت معها الوزارة لتنظيف جامع الفتح برمسيس والتي تتقاضى 8 آلاف جنية شهريا ولا يحضر عمالها إلى الجامع ، مع أن الوزارة لها 22 عاملا معينين بالمسجد من أجل أعمال التنظيف والخدمات . وفي سياق متصل ، علمت " المصريون " أن أجهزة الأمن شددت من قبضتها على المساجد التابعة لوزارة الأوقاف وطالبت عددا من خطباء المساجد في القاهرة إبلاغ جهات الأمن بأسماء رواد المساجد الذين يحضرون الدروس الدينية التي يلقيها خطيب المسجد عقب صلاة العصر. كذلك الإبلاغ عن المشتبه في انتمائهم للتيارات الإسلامية ويتواجدون في المساجد . وأوضحت المصادر أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، إذ استبعدت الأجهزة الأمنية عددا من الأئمة الناجحين في المسابقة التي أعلنت عنها الوزارة في شهر يونيو الماضي ، فضلا عن قيامها في وقت سابق بتحويل عدد من الأئمة في المحافظات إلى أعمال إدارية بسبب مواقفهم وخطبهم المعارضة للحكومة . وجدير بالذكر أن القوى المعارضة ، خاصة حزب العمل ، دأبت خلال السنوات الأخيرة على تنظيم مظاهرة أسبوعية بعد صلاة الجمعة داخل الجامع الأزهر ، وقد بلغت هذه المظاهرات ذروتها مع انطلاق الحرب الأمريكية على العراق حيث تظاهر عشرات الآلاف داخل الأزهر وانطلقوا منه إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة وذلك في مظاهرة اعتبرت الأضخم بمصر منذ أكثر من عشر سنوات . وكان الدكتور زقزوق قد أعلن في مايو الماضي مبايعته للرئيس مبارك باسم جميع الأئمة والعاملين بوزارة الأوقاف ، كما شن هجوما عنيفا على الحركات المطالبة بالإصلاح الرافضة لانتخاب مبارك لولاية خامسة ، معتبرا أن الشعب المصري يمتلك القدرة علي التمييز بين دعاة الخير ودعاة الشر وبين معاول الهدم ومعاول البناء . وقال زقزوق إن رجل الشارع لن يقبل طمس حقائق تاريخية لأكدتها إنجازات مبارك العسكرية التي أدت لانتصار أكتوبر وإنجازاته السياسية التي أحدثت حالة من الاستقرار وحفظت البلاد من أخطار عديدة .