منذ قيام ثورة يناير وأنا أستاء جدا من محاولة تقسيم الدولة الي ثوار وفلول. هذا لا يعني أنني لا أؤمن بوجود الفلول فقد سألني بعض أصدقائي عن فهمي لتعريف الفلول وأجبت وقتها أن الفلول هم كل من عملوا مع النظام السابق وقاموا بالافساد مباشرة بأنفسهم أو غير مباشرة بسكوتهم عن الفساد ورضاهم به. أو بمعني آخر هم كل من استفادوا من وجود النظام السابق بالحصول علي أشياء بغير وجه حق ويتمنوا أن يعود النظام ليعودوا الي ممارساتهم السابقة. ولكن للأسف أسيئ استخدام الكلمة لتقسم المجتمع الي قسمين وكنت أتمني أن لا يتم ذلك لأنه سيؤدي الي تفريق المصريين ومن ثم الي اضعاف مصر وعدم نهضتها أو علي الأقل تأخير هذه النهضة. فالتقسيم يؤدي الي اختلاف الهدف لأن من يسمون أنفسهم بالثوار سيكون هدفهم هو اقصاء من يسمون بالفلول ومن ثم سيكون هدف هؤلاء هو محاولة اعاقة أي اصلاحات طالما أنها ستضر بهم أو لأنهم ليسوا شركاء في هذه النهضة. ومما يثير الدهشة أيضا هو استخدام هذا المصطلح من قبل بعض الأحزاب في أوقات معينة عندما يريدوا اقصاء شخص معين والكف عن استخدامه أوقات أخري عندما يكون بقاء شخص معين في منصبه يصب في مصلحتهم. فها هم الثوار يهتفون باسقاط الفلول ثم يقوم بعض التيارات الاسلامية باجراء حوارات سرية مع المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الفريق أحمد شفيق. ثم يتعالي الصوت مرة أخري بعزلهم ثم يقوم الرئيس بتكريم بعض من رموز ما يسمون بالفلول. ثم يهتفون مرة أخري بعزلهم من العمل السياسي ثم يأتي الدكتور هشام قنديل ويستعين بالكثير من الوزراء اللذين عملوا مع النظام السابق بل ان بعضهم كان الزراع الأيمن لبعض الوزراء الفاسدين في عهد الرئيس السابق مبارك. ومن وجهة نظري التي قد تكون خاطئة أنه من الأفضل السعي لتوحيد مصر كلها للعمل تحت لواء واحد وصوب هدف واحد وعدم السماح لأي شخص بترديد هذا الكلام الذي يؤدي الي تقسيم الوطن الي طرفين متناحرين. وأنا أيضا مع السماح للذين لم يتورطوا مباشرة في قضايا فساد و رأوا في الثورة أملا في تغيير أنفسهم والتكفير عما فعلوه في العهد السابق بالانخراط في العمل العام وتقلد مناصب في الدولة مع العمل في نفس الوقت علي تجفيف منابع الفساد وتشديد العقوبات علي كل من يتورط في أي فساد. ويكون القانون وأجهزة الرقابة في الدولة هي الفيصل في تقييم أداء المصريين جميعا بدون تفريق بين اي منهم. ان محاولة تصوير كل اللذين لم يصوتوا للرئيس محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية أو من يعارضوا بعض السياسات الحالية علي أنهم فلول سيؤدي الي زيادة الهوة الموجودة بين الطرفين ولن تؤدي الي استقرار سريع في البلاد خاصة وأن الرئيس محمد مرسي قد نجح في الانتخابات بنسبة 51.73 %. مما يعني أن نصف الشعب المصري فلول علي حد فهم البعض. أسأل الله ان يؤلف بين قلوب المصريين جميعا وأن يوحد كلمتهم وأن يجعلهم صفا واحدا للعمل علي تحقيق مصلحة مصر وشعبها. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]