دعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية فاليري آموس الأطراف المتنازعة في سوريا إلى ضرورة التوافق على تأمين المناطق الإنسانية العازلة كملجأ للأمان والسلامة للأفراد كأولوية قصوى. وأشارت آموس - في مؤتمر صحفي عقدته اليوم /الثلاثاء/ خلال زيارتها لمخيم "الزعتري" للاجئين السوريين بمحافظة المفرق (75 كم شمال شرق عمان) إلى المناطق الإنسانية العازلة التي يلجأ إليها مختلف الأطراف السورية داخل سوريا كملجأ للأمان، مؤكدة أن هذه المناطق يجب التوافق عليها من قبل جميع الأطراف المتنازعة كمناطق محايدة لتأمين الأمن والسلامة للأفراد كأولوية. ولفتت إلى أن ارتفاع وتيرة العنف في سوريا وغياب عنصر الأمان أدى إلى زيادة تدفق أعداد النازحين إلى دول الجوار وخاصة الأردن التي أبقت أبوابها مشرعة أمامهم، مشيرة إلى أن هذا النزوح يزيد من التحديات الاقتصادية على الأردن، وقد يحد من قدرته على استيعاب المزيد وكذلك على نوعية الخدمات المقدمة للاجئين السوريين ما لم يقم المجتمع الدولى بالمضي قدما في تأمين المساعدة الفورية والدعم للأردن لاستكمال جهوده في استضافة اللاجئين السوريين. وأشارت إلى أنه يوجد أكثر من 240 ألف لاجئ سوري في مختلف مناطق ومدن الأردن ومنها العاصمة عمان، موضحة أن جميع اللاجئين السوريين يبحثون عن فرص عمل في الأردن الذي يعاني أصلا من البطالة. وأكدت آموس أنها ستقدم تقريرا؛ مفصلا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن وإبراز الاحتياجات والمتطلبات المطلوبة لدعمهم، مؤكدة أهمية العلاقة الإستراتيجية بين الأممالمتحدة والأردن في تأمين الاحتياجات الإنسانية، مثمنة جهود العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية في استضافة اللاجئين السوريين منذ بداية نزوحهم رغم شح موارده ومحدوديتها في مختلف القطاعات. وناشدت آموس الدول المانحة أن تكون على قدر من المسئولية تجاه اللاجئين السوريين والحكومة الأردنية ومساعيها في تقديم أفضل الخدمات الإنسانية والاغاثية رغم ما يتحمله هذا البلد من أعباء متزايدة على موارده وإمكاناته المحدودة. وكان مدير مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين بمحافظة المفرق محمود العموش وممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالأردن آندرو هاربر قدما شرحا لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية فاليري آموس حول ما تم تنفيذه من خدمات ومشروعات في المخيم بالتعاون مع المنظمات الإنسانية وبما يخفف من معاناة اللاجئين السوريين، مشيرين إلى تضافر الجهود في تقديم العون والمساعدة لهم وتلبية احتياجاتهم في المخيم -الذي يضم حاليا ما يزيد عن 46 ألف لاجئ ولاجئة سورية- وكافة المواقع في المملكة. وتجولت "آموس" في المخيم ترافقها ممثلة اليونيسيف في الأردن دومنيك هايد ، كما زارت موقع المساحات الصديقة للأطفال والتي تشرف عليها مؤسسة إنقاذ الطفل والمجمع العلمي البحريني والتقت بالطلبة واطلعت على آلية العمل في توزيع الطرود الغذائية على اللاجئين في المخيم والتقت العديد من الأسر واطلعت على أحوالهم واحتياجاتهم. وتأتي زيارة مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية فاليري آموس للأردن حاليا للاطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين ضمن جولة لها بالمنطقة. وتشير الأردن إلى أنها تتحمل أعباء إضافية كبيرة نتيجة استضافته ما يزيد عن 240 ألف لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف مارس 2011 وما يتطلبه ذلك من توفير الخدمات الأساسية والإنسانية لهم بالرغم من شح الموارد والإمكانات من بينهم أكثر من 100 ألف مسجلين لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين..وبحسب تقديرات خطة الاستجابة الإقليمية الجديدة فإن حوالي 250 ألف لاجئ سوري سوف يحتاجون للمساعدة في الأردن بحلول نهاية العام الجاري وفق بيان للمفوضية.