مصر من أكثر بلدان العالم تعرضا لأمراض الكبد حيث يقدر عدد المصابين فيها بأمراض الكبد المختلفة بأكثر من 25% من سكانها بحسب الإحصاءات الطبية الحديثة حيث تقد نسبة المصابين بفيروس سي أكثر من 18 مليونا، أما عل مستوى العالم فتشير المستويات العالية للسمنة وشرب الكحول في انجلترا إلى أنها أصبحت واحدة من أكثر المناطق في أوروبا التي تشهد ارتفاعا في معدلات الإصابة بأمراض الكبد، وذلك وفقا لأحد مسؤولي الصحة في بريطانيا. وقالت أستاذة الطب سالي دافيز في الدراسة الطبية الحديثة التي أعدتها ان هناك زيادة في حالات الوفاة الناجمة عن الاصابة بأمراض الكبد للأشخاص في المرحلة العمرية دون سن 65، وهو ما يمثل زيادة قدرها 20 في المئة خلال عشر سنوات. وبحسب مصادر صحيةوطبية تعد بريطانيا من الدول الاوروبية التي تشهد ارتفاعاً في الاصابة بأمراض الكبد وفي المقابل، شهدت بقية الدول الأوروبية الأخرى انخفاضا في هذه المعدلات، وقالت دافيز ان "هناك حاجة إلى إجراءات عاجلة للتحذير من أنماط الحياة الضارة التي تساهم في الاصابة بأمراض الكبد". وقالت إن الأسباب الرئيسية الثلاثة لأمراض الكبد، وهي السمنة وتناول المشروبات الكحولية، وعدم تشخيص الاصابة بأمراض التهاب الكبد، هي أسباب يمكن الوقاية منها جميعا. لكن بالرغم من ذلك، زادت معدلات الوفاة الناتجة عن الإصابة بأمراض الكبد في المرحلة العمرية دون 65 عاما بمقدار الخُمس وذلك منذ عام 2000، لتصبح هناك عشرة حالات وفاة من بين كل 100 ألف شخص في البلاد بسبب أمراض الكبد. وتركز الدراسة التي أعدتها دافيز على مجموعة متعددة من الأمراض، بداية من أمراض السرطان وحتى أمراض الشيخوخة، لكنها تقول إن ما أصابها بالصدمة هي "الأرقام المتعلقة بأمراض الكبد"، وطالبت "بضرورة الاستثمار في مجال الوقاية من هذه الأمراض، والتشخيص المبكر لها والتوصل إلى علاج فعال لها". وأضافت دافيز: "لقد أدهشتني البيانات المتعلقة بأمراض الكبد على وجه التحديد، فهي السبب الرئيسي للوفاة الذي يتزايد في بريطانيا، بينما ينخفض في دول أخرى في أوروبا، ونحن يجب أن نعمل على تغيير ذلك". وقال إريك أبليبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة Alcohol Concern التي تعنى بالتوعية من مخاطر الكحول إن الموقف أصبح "مروعا" فيما يتعلق بأمراض الكبد، وأضاف: "من الضروري أن نتحد معا الآن من أجل العمل بسرعة وحزم لمواجهة هذه المشكلة، وأعتقد أن وضع حد أدنى لسعر الكحول يعد إحدى الإجراءات التي سوف تساعد على حماية الأشخاص الأكثر عرضة لأضرار الافراط في شرب الكحول، وأناشد الحكومة أن تتحرك بسرعة في هذا الشأن". وقال الأستاذ بكلية الصحة العامة في بريطانيا مارك بيليس ان هذه الأرقام "محرجة"، وطالب الحكومة باتخاذ خطوات أكثر صرامة فيما يتعلق بالإعلانات التي تروج لشرب الكحول وكذلك تطبيق الحد الأدنى لأسعار الكحول. وقال الرئيس التنفيذي لصندوق أمراض الكبد البريطاني أندرو لانغفورد انه "ينبغي للحكومة أن تقدم الخدمات الوطنية الصحية بشكل أكثر فعالية أيضا". وأضاف: "نحن بحاجة لضمان أن الأطباء لديهم الوعي المطلوب فيما يتعلق بأمراض الكبد، وتحديد أنماط الحياة التي ينبغي أن تتغير، وكذلك التشخيص المبكر للمرض حتى يمكن البدء بتقديم العلاج الفعال.