أكدت السفيرة ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة أن النساء يعانين على امتداد العالم من العنف الواقع عليهن، بغض النظر عن العرق، أو الجنسية، أو الدين، أو السن، أو الطبقة الاجتماعية اللاتي ينتمين إليها، مشيرة إلى تنوع أشكال العنف على مدار التاريخ والثقافات، وفي جميع الأحوال فالعنف يمثل انتهاكاً للقيم الثقافية والدينية بجانب كونه في الأصل انتهاكاً للحقوق الإنسانية للمرأة، جاء ذلك على هامش "اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة" نحو حياة آمنة للمرأة المصرية اليوم الأحد. وأشارت التلاوى إلى أن العنف لا يؤثر فقط على الصحة العامة والنفسية للمرأة، بل أيضاً على نشأة ونفسية أطفالها، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع ككل. وأكدت أن الحديث عن العنف يضعنا أمام تجربة أخرى مريرة تعيشها المرأة جراء الحروب والنزاع المسلح فالنسبة العظمى من الضحايا نساء, وإن استطاعت المرأة النجاة من القتال، فهي قد تواجه الاعتداء أو الاغتصاب أو التعذيب أو السجن، أو تضطر إلى النزوح لتعيش في ظروف سيئة للغاية تفتقر إلى السبل الأساسية للبقاء والعيش. وأوضحت أن المجلس القومى للمرأة قام باستطلاع رأي مبدئي على مستوى الجمهورية غطى ما يقرب من 13500 فتاة وسيدة، عقدت بناءً عليه، في 19 سبتمبر 2012، سبعة وعشرين مؤتمراً في جميع المحافظات، ناقشت خلالها الرؤية النفسية والقانونية والدينية لظاهرة العنف ووسائل العلاج. وأسفرت بعض نتائج استطلاع الرأي بالمحافظات عن ملاحظات هامة أهمها أن نسبة كبيرة من النساء تعاني من العنف الأسري بلغت حوالي 60% في بعض المحافظات، وتنوع هذا العنف ما بين السب والضرب أو الحرمان من التعليم, وهناك نسبة تصل إلى 88% من النساء تعرضن لعملية ختان، ونسبة بلغت 38% تعرضت للإجبار على الزواج مبكر. وبالنسبة للعنف المجتمعي قالت إن التحرش اللفظي أو الجسدي في الشوارع والمواصلات يمثل ما يقرب من 82% قد تعرضن لهذا العنف, وترجع 95% من النساء العنف المجتمعي إلى غياب الأخلاق ثم غياب الوجود الأمني. وقد أظهر استطلاع الرأي أن حوالي 91% من النساء ترى أن زى المرأة ليس السبب وراء هذه الظاهرة.