ما هو ثمن الحرية ؟ ماذا تعنى الحرية للجياع؟ هل الحرية تتنافى مع كونك عبد؟ هل الموت في سبيل الحرية أم الموت في سبيل تحقيق العبودية أولى؟ عاهدت نفسي ألا ينبض قلمي أو يتفطر مداده إلا لنصرة حق في سبيل أن يقبلني المولى عبدا فالموت في سبيل تحقيق العبودية الخالصة لله هو المنى . يوما ما سنتقابل على سرر متقابلين وقد نزع الغل والحقد من الصدور .فهنيئا إلى كل من ترك الدنيا لله وقد نزع الغل من صدره وابتلع غصة الظلم خاصة من إخوانه لله . ليس في مفهوم العقلاء أن تكون حرا بمعنى فوضوي فكل شئ في هذا الوجود له ضابطه فأنت حر ما لم تضر مادامت حريتك تقف عند حدود حريات الآخرين ولكن ما هو الضابط الأهم في ممارسة الحرية ؟. إن اختزال ممارسة الحرية في التنطع بالأحاديث والنقد اللاذع الذي يتخطى حدود اللياقة والأدب هو الخروج عن ضابط الحرية فالحرية لا يمكن أن تنتج البذاءات التي يتم تداولها بين من كانوا في نظرنا من النخبة ولهذا فثمن الحرية الموت ، ولن تكون قيمتها متمثله في رغد العيش أو رفاهية المكان الذي يرفلون فيه ولكنها نتيجة عندما نحقق ضوابط ممارسة الحرية وعندما نجد من يرفل في رغد من العيش مع عدم انضباطه اعلم يقينا بفساده ودعمه للفاسدين من أمثاله و نتيجة ذلك الفساد في غياب ضابط الحرية هو هذا الاختلال في الموازين أن يقف الفاشل ليتهم العلماء بفشلهم .إن تفعيل ضوابط الحرية أصبح مطلب ليختفي هؤلاء الاغلاف . الحرية إذا كانت بعيدة المنال عن أيدينا فلابد أن تكون متاحة للصفوة والنخبة ، فالجياع لا تمثل لهم الحرية اى شئ مع أن الحر يبيع كل شئ من اجل حريته ، ولكن الدهماء إذا أصيبوا بالحاجة والعوز فإنهم يقبلون الاستعباد لدرجة بيعه فلذات أكباده وأحيانا أعضائه ناهيك عن سوق النخاسة وتجارة الرقيق الأبيض التي تنتشر سعيا وراء سد الرمق فالربط على البطن والصبر على الجوع يحتاج أمرا أخر هو أن يكون الضابط الوحيد للحرية هو أن تكون حرا مع تحقيق العبودية الكاملة لله فيك. العبودية لله هي الشرف الحقيقي و لا يناله إلا من جاهد وعقد العزم على التضحية بالغالي والنفيس في سبيل التوحيد وهناك سمات لمن يعلى راية التوحيد فتجده حر الرأي عالي الهمه قوى العزيمة مقتديا في ذلك بهدى سيد الخلق تاركا سفاف الأمور معرضا عن الدنيا لا ينال من مناصبها إلا بقدر ما يصلح العباد والبلاد . أدخلتمونا جحر الضب فارحلوا عنا بمعركتكم الزائفة عن الدستور فالدستور مهما تم التوافق عليه أو تمت صياغته ليصبح في صورته المثلى لن يحمى جائعا أو يستر عريانا إذا ما تسلط علينا ظالم أو فاسد الضامن الوحيد لحرية هذا الشعب هو ضمير هذا الشعب المتمثل في وحدته وتوحيده فعلوا فينا المثل والقيم قفوا عند حدود حرياتكم وان أردتم الموت أحرارا فكونوا في محراب التوحيد وتحقيق العبودية لله . اختلفوا كما شئتم ولكن ادفعوا عجلة الإنتاج قبل أن يثور الجياع وهم كثر .. حتى تنقذوا المحروسة من ثوره حتمية تقضى على الأخضر واليابس وهى وشيكه إن لم تتوحدوا وتوحدوا الصف كفاكم عنتريه عبثيه فيما لن يؤثر . نصيحتي لكم أن تفعلوا في دستوركم ما يمكن معه إضافة أو تعديل المواد بالدستور من خلال مجلس الامه وباستفتاء الامه فلا أبدية للدساتير ولا توافق مع البشر لأنهم أغيار. افهموا المم قبل الهم ...! والى أن يفهم إخواننا .... اسلمي يا بلادي ولك منى السلامة . م / عصام العباسي استشاري هندسي ومحكم دولي.