عرضت شبكة (سي إن إن) الأمريكية تحليلا لتداعيات الأزمة الأخيرة التي شهدها قطاع غزة وما آلت إليه من إعلان للهدنة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل بعد ثمانية أيام من القصف المتبادل بين الطرفين، والذي أودى بحياة ما يزيد عن 160 مواطنا فلسطينيا . واعتبرت الشبكة في سياق تحليلها الذي بثته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الخميس أن هناك أطرافا حققت مكاسب من هذه الأزمة على رأسها مصر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، بينما خرجت أطراف أخرى خاسرة مثل حركة فتح وإيران. ففيما يتعلق بالجانب المصري، قالت الشبكة إن الرئيس محمد مرسي نجح ببراعة في اجتياز ما يمكن وصفه ب"حقل ألغام" يواجه بلاده في الوقت الراهن، وفاجأ الجميع بعكس النظرة التي تنظر إليه على أنه قائد ضعيف . وأضافت أن مرسي تمكن من إثبات امتلاكه لما يلزم منصبه من نفوذ بإقناعه حركة حماس للجلوس على طاولة التفاوض والموافقة على وقف إطلاق النار ..لافتة إلى أن إعلان هذه الهدنة يمنحه ثقلا سياسيا أمام العالم العربي والولاياتالمتحدة معا. وبالنسبة لحركة حماس، قالت الشبكة إنه بالرغم من سقوط عشرات الضحايا في النزاع الأخير مع إسرائيل بقطاع غزة وما شهده من دمار، إلا أن كلا المرحلتين (القصف والهدنة) أبرزتا تمتع "حماس" بالجرأة والقوة في ذات الوقت. ونقلت شبكة (سي إن إن) الأمريكية عن محللين قولهم إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نجحت في تعزيز سيطرتها على قطاع غزة، واكتسبت مزيدا من الشرعية، وطرح القضية الفلسطينية بقوة أكثر على الساحة العالمية وإكسابها مزيدا من الدعم، وهو ما لم ينجح في تحقيقه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وأشار المحللون إلى أن "حماس" تكبدت خسارة في هذه الأزمة الأخيرة باغتيال أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب "القسام" الذراع المسلح لحماس، والذي كان ينظر إليه على أنه رمز مهم لتوحيد وتنظيم عناصر المقاومة الفلسطينة . وبشأن ما يتعلق بإسرائيل، ذكرت الشبكة أن الصراع الأخير يعتبر بمثابة "نصر كبير" لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، لاسيما في ظل إقبال إسرائيل على انتخابات عامة خلال شهور قليلة من الآن .. لافتة إلى أن تل أبيب حققت نجاحا باغتيال الجعبري وظهور نظام "القبة الحديدية" الدفاعي لأول مرة على الساحة . وعلى العكس من ذلك، ذهبت بعض الآراء إلى أن اغتيال الجعبري لم يكن مكسبا لإسرائيل، وإنما كان خطأ وقعت فيه حكومة نتنياهو ، حيث سيؤدي ذلك إلى تعريض إسرائيل لمزيد من الهجمات من قبل المقاومة في غزة وزيادة العنف ضد الإسرائيليين . أما بالنسبة للأطراف الخاسرة في أزمة غزة الأخيرة فقد رأت شبكة (سي إن إن) الأمريكية أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح بالضفة الغربية من أكبر الأطراف الخاسرة في هذا الصراع. وأوضحت الشبكة أن عباس كان من المفترض أن يكون العقل المدبر لصفقة إحلال السلام بين حماس وإسرائيل، إلا أن التطورات الأخيرة أثبتت أنه لا يمتلك السيطرة على جميع الفصائل الفلسطينية، ولاسيما حركة حماس. وأكد محللون أن أهداف "حماس" من النزاع الأخير لم تكن تتركز بشكل أساسي في تدمير إسرائيل بقدر ما كانت تتركز على إبراز أن لها اليد العليا في فلسطين عن نظيرتها "فتح" .. ولاسيما في ظل تمتعها بدعم كبير من الحكومات الجديدة لدول الربيع العربي. وفيما يتعلق بإيران، قالت "سي إن إن" إنه بالرغم من أن طهران لها دور فاعل فيما يجري بالمنطقة، إلا أنه يمكن القول إن هذا الدور تم إضعافه خلال النزاع الأخير بين غزة وإسرائيل، ولاسيما في ظل تمتع إسرائيل بدعم من كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وكندا واستراليا وهولندا وغيرها من الدول.