مقتل اثنين من الأهالى وإصابة 5 مجندين الأهالى قطعوا "البحر الأعظم" احتجاجًا على القبض على 18 متهمًا جلسة عرفية بين الأهالى والجيش للمصالحة تحولت جزيرة القرصاية بمحافظة الجيزة، فجر أمس ،"الأحد" إلى ساحة معركة بين الأهالى، وقوات الجيش أثناء محاولتها استرداد قطعة أرض مساحتها 5 أفدنة تمتلكها القوات المسلحة، الأمر الذى أدى لمقتل شخص، وترددت الأنباء عن مصرع آخر سقطت جثته بنهر النيل، وتقوم شرطة المسطحات المائية بتمشيط المياه للبحث عنها، فضلا عن إصابة خمسة مجندين بطلقات نارية. تم نقل المتوفى إلى مستشفى قصر العيني، والمجندين المصابين إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي. ترجع وقائع الأحداث عندما توجهت قوة من أفراد الجيش، فجر أمس إلى جزيرة القرصاية بشارع البحر الأعظم بالجيزة لاسترداد قطعة أرض مساحتها 5 أفدنة تم تحويلها لثكنة عسكرية، إلا أن الأهالى استعادوها مرة أخرى ورفضوا إخلاءها، مما دفع القوات المسلحة لمداهمة قطعة الأرض لإخلائها بالقوة، ولكن أهالى الجزيرة تصدوا لهم ورفضوا إخلاءها. وقعت اشتباكات بين الطرفين وتبادل كل منهما إطلاق النيران، ما أدى لإصابة شخص بطلقة نارية أحدثت فتحة دخول وخروج فى جسده مما أدى إلى وفاته فى الحال. قال محمد عبلة شاهد عيان لإحداث الاشتباكات، ومن أهالى الجزيرة،: احتدمت المواجهات منذ فجر الأمس بين قوات من الجيش وأهالى قرصاية ممن دافعوا عن الأرض و الحيلولة دون أخذها بالقوة وتحويلها لثكنة عسكرية. وأوضح عبلة، أن الأهالى أقدمت على غلق طريق البحر الأعظم بعد فشلهم فى استرداد الأرض من القوات المسلحة مهددين بتصعيد الموقف فى حال ما لم يتم التوصل لاتفاق . كانت قوات من الشرطة العسكرية، قد أطلقت عددا من الأعيرة النارية فى الهواء، على المحتجين من أهالى جزيرة القراصية، بعد قيامهم بقطع طريق البحر الأعظم بالجيزة فى الاتجاهين، بسبب الخلاف على قطعة الأرض. ونجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، فى إعادة فتح شارع البحر الأعظم، فى تمام الساعة الثالثه عصرًا، أمام حركة سير السيارات بعد إغلاقه لساعات إثر قيام نحو 400 شخص بإشعال إطارات الكاوتش وإغلاق الشارع أمام حركة المرور. يذكر أن حركة المرور بشارع البحر الأعظم كانت قد أصيبت بشلل تام جراء تلك الاحتجاجات وامتدت آثارها إلى الطريق الدائرى وميدان الجيزة وهو ما دفع الإدارة العامة للمرور وإدارة مرور الجيزة إلى عمل تحويلات مرورية بأعلى الطريق الدائرى وبميدان الجيزة لتفادى مرور السيارات من موقع الأحداث، إلا أن القوات الأمنية استطاعت إخلاء شارع البحر الأعظم و الذى عاود الأهالى قطعه مرة أخرى حيث لم يستمر فتح الطريق أكثر من نصف الساعة، بعد الإعلان من قبل القوات المسلحة القبض على 25 فردًا من أهالى الجزيرة من الذين تصدوا للقوات أثناء إخلاء الأرض. وكان الأهالى قد استجابوا لمفاوضات قيادات مديرية أمن الجيزة بفتح الطريق خاصة أثناء عودة طلبة المدارس والموظفين من أعمالهم إلا أنهم قاموا بقطع الطريق مرة أخرى ومازالوا حتى الآن يقفون فى منتصف الطريق وبدأت الإعداد فى التزايد مما أعطى الفرصة للنشالين بسرقة المواطنين وسط الزحام وقامت قوات الأمن بقيادة اللواءات كمال الدالى مدير الإدارة العامة للمباحث ونائبه طارق الجزار ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية بتكثيف التواجد الأمنى منعًا لحدوث اشتباكات أخرى. وأضاف علبة أنه تم عقد جلسة اليوم بين أهالى الجزيرة وبعض أعضاء مجلس الشعب السابقين وممثلين عن الجهات الأمنية؛ للوصول لحل يتعلق بمنع غلق طريق البحر الأعظم مرة أخرى مقابل الإفراج عن ال18 شخصًا من أهالى الجزيرة، الذين قبض عليهم بالأمس، وتم تحويلهم للنيابة العسكرية، والتحقيق فى مقتل محمد عبد الموجود، الذى قتل نتيجة المواجهات بين الأهالى وقوات الجيش.. ومن جانبه قال مجدى أبو جمعة، كبير أهالى الجزيرة إن محكمة مجلس الدولة حكمة فى عام 2007 بأحقية أهالى الجزيرة فى استمرار العلاقة الإيجارية بينهم وبين المحافظة. وأضاف أن المحكمة قضت بعدم التعرض لحيازة أهالى القرصاية للأرض من قبل رئيس الوزراء والمحافظ ووزير الدفاع ووزير البيئة الذين قدموا الطعن رقم 5730 لسنة 55 قضائية، الذى أيد الحكم السابق وإلغاء قرار جهة الإدارة السلبى بالامتناع عن تجديد العلاقة الإيجارية القانونية بينهم وبين واضعى اليد على أرض جزيرة القرصاية. وعلى الجانب الآخر، كانت القوات المسلحة قد أكدت أحقيتها فى امتلاك الجزيرة باعتبارها منطقة ارتكاز عسكرية، مشيرة إلى أنها تملك الوثائق الدالة على ذلك . وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطر المستشار أحمد البحراوى المحامى العام الأول، لنيابات جنوبالجيزة الكلية، وتولى المستشار حاتم فضل، رئيس نيابة قسم الجيزة، التحقيق حيث انتقل على الفور مصطفى عمر وكيل أول النيابة إلى مكان الاشتباكات لإجراء المعاينة التصويرية كما أمرت النيابة بإشراف أسامة ندا مدير النيابة بانتداب الطب الشرعى لتشريح جثة المتوفى لبيان سبب الوفاة وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة وقرر المستشار حاتم فضل رئيس نيابة قسم الجيزة، استدعاء شهود العيان من الأهالى لسماع أقوالهم حول الواقعة بعد اتهامهم لقوات الجيش التى داهمت الجزيرة بقتل المتوفى، وأجروا مناظرة للجثة، وتبين أن الجثة مصابة بطلقتين، وأنها ملقاة على شاطئ النيل، كما طلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، وقررت النيابة التصريح بدفن الجثة بعد عرضها على الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة، كما أجرت النيابة معاينة للتلفيات الموجودة فى الجزيرة، كما أجرت معاينة لآثار الحريق فى الشارع، والحجارة بعد قطع الأهالى شارع البحر الأعظم.