سادت حالة من الارتباك داخل مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بعد قرار القوى المدنية بتجميد عضويتها داخل الجمعية التأسيسية، وركز مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين فى اجتماعه اليوم بحضور الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة ونائبه خيرت الشاطر ومعظم أعضاء المكتب تلك القضية وآلية إتمام العمل داخل الجمعية التأسيسية والانتهاء من الدستور فى أقرب وقت وطرحه للاستفتاء. واختلفت الرؤى داخل مكتب الإرشاد فبينما رأى البعض فتح حوار مع القوى المنسحبة، رأى البعض الآخر أن الحوار لا يعنى إلا استهلاك مزيد من الوقت وأن بعض القوى لديها نية واضحة لإفشال عمل الجمعية التأسيسية وأن التواصل معها إلى نقاط اتفاق غير ممكن، ومن ثم فإن أفضل حل هو تصعيد بعض الأعضاء الاحتياطيين فى حالة انسحابهم بصورة نهائية وإتمام الدستور وطرحه للاستفتاء الشعبى، وتكثيف الدعاية له فى المحافظات من خلال التواجد الكبير للجماعة فى الشارع. وشدد مكتب الإرشاد خلال اجتماعه اليوم على ضرورة الانتهاء من الدستور فى أقرب وقت ممكن لأن ذلك سينعكس بدوره على استقرار الأوضاع فى البلاد. وقال على عبد الفتاح، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، إن انسحاب بعض القوى السياسية من الجمعية التأسيسية كان متوقعًا، وذلك لسعى البعض إلى استمرار حالة عدم الاستقرار فى البلاد، وعدم تكوين أى مؤسسات رغبة فى إفشال المشروع الإسلامي، خاصة أن الأنظمة التى يدعون إليها سواء اشتراكية أو ليبرالية سبق وأثبتت فشلها. وأشار عبد الفتاح إلى أن عمل الجمعية التأسيسية لن يتأثر بانسحابات بعض القوى، مطالبًا إياهم بتقديم استقالتهم بصورة نهائية إذا كانت نيتهم ترك الجمعية التأسيسية بصورة نهائية، وذلك لتصعيد الأعضاء الاحتياطيين، واستكمال الجمعية لعملها وطرح الاستفتاء للدستور ليكون الشعب هو الحكم. ورأى القيادى الإخوانى أن الحوار مع بعض تلك القوى لن يجلب نفعاً فى ظل إعلان بعضهم صراحة أنهم حتى إذا وضع الدستور ملائكة فلن يوافقوا عليه. وعلى جانب آخر، أجل مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين اجتماع مجلس شورى الجماعة الذى كان من المقرر عقده غداً إلى منتصف الشهر القادم، وذلك بسبب مستجدات الوضع ورغبتهم فى تركيز جهدهم فى المرحلة القادمة على مهمة إنجاز الدستور، كما أجل المكتب مناقشة التغييرات على لائحته الداخلية والتى سيعرضها على مجلس الشورى فى اجتماعه القادم. وقال عبد الخالق حسين، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، إن الاجتماع القادم سيشهد الإعلان عن خلو منصبين بمكتب الإرشاد بعد ترك الدكتور عصام الحداد لمكتب الإرشاد وتوليه منصب مساعد الرئيس، وتولى محمد على بشر منصب محافظ المنوفية، وأن مجلس الشورى فى تلك الحالة سيقوم باختيار بديلين لهما من خلال ترشيح كل عضو لمن يراه مناسبًا ومن يجمع عليه أكبر عدد من أعضاء المجلس. وأوضح أن مجلس شورى الجماعة لم يتم إبلاغه بشكل رسمى حتى الآن بوجود تعديلات باللائحة الداخلية وأنه فى حالة وجود مقترحات بذلك الشأن فسيتم عرضها على المجلس ليتخذ رأيه فيها. وقال أحمد بيومى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، نحن فى حاجة إلى تغيير سياسات وليس تغيير أشخاص، وأحمل حكومة الدكتور هشام قنديل جزءًا من مسئولية الارتباك فى المشهد السياسى الحالى. يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين قد تخلت عن فكرة تغيير الحكومة فى الوقت الحالى وأنها رأت تكريس جهدها لإتمام الدستور ومن ثم إجراء انتخابات مجلس الشعب والحصول على أغلبية فيه ما سيعطى لها الحق فى تشكيل الحكومة وفقا للاتجاه الغالب داخل الجمعية التأسيسية.