أتعجب من الصمت المطبق من (جماعة الإخوان المسلمين) إزاء تأسيس د.عبد المنعم أبو الفتوح ومن معه من الشباب الواعد حزب مصر القوية! فبينما تواترت الأخبار من قبل بتهنئة جماعة الإخوان المسلمين - ممثلة في مرشدها - سبعة أحزاب مصرية بمناسبة تأسيسها، إجمالا تارة وتفصيلا تارة أخرى، وهي: (النور، والعدل، والكرامة، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والمصريين الأحرار، ومصر الثورة، ومصر الحديثة) _ لم تُولِى الجماعة - وليس حزبها - اهتماما مماثلا، وتهنئةً متكافئةً للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بمناسبة تأسيسه لحزب "مصر القوية"! وهو الأمر الذي لم أستسغه بوصفي متابعا للحركة الإسلامية والوطنية، ولم أر له منطقا مقبولا لدى جماعة الإخوان المسلمين بحجمها وتاريخها العريق وما تدعو إليه من مبادئ وقيم!! ربما يعتذر بعض الذين اعتادوا التبرير والعزف على أوتاره عن ذلك الصمت بأن فضيلة المرشد لم يكن آنذاك متواجدا بمصر، لانشغاله بأداء عبادة الحج! والحقيقة أنه اعتذار لا يقبل به بداهة أي عاقل يدرك أنه كان بإمكان المرشد أن يبعث ببرقية تهنئة إلى د.أبو الفتوح أو أن يتصل به، وما كانت وسائل الإعلام حينئذ - خاصة الإخوانية منها - لِتترك الخبر دون أن تملأ به الأرض ضجيجا، سيما وأنها أمطرت سماءنا بصور المرشد - تقبل الله منه - بملابس الإحرام في رحلته إلى الحجاز، فضلا عن أن فضيلته حين يعتزم السفر خارج البلاد ينيب عنه من يقوم مقامه ويتولى مهامه، وبإمكان النائب أن يقوم بما يحسن دون انتظار لعودة المنيب. وربما تساءل البعض عن سر الاهتمام بأمر أخلاقي بالأساس لم يقع من عدم الأخذ به ضرر على د.عبد المنعم أبو الفتوح أو على حزبه، معتبرا إياه من جملة التحكمات أو من قبيل تصيد الهفوات. وأقول: هذه آفة البعض منا أن يسارع إلى إساءة الظن وهو يستطيع أن يحسنه، وأن يقطع بوجود هذه الآفات في غيره ليبرر لنفسه ما دار في رأسه من ظنون، والحقيقة أنه ليس في الأمر تصيد أو تربص وإنما انتصار لمنطق الخلق وخلق المنطق، إذ قد يصح من شخص مجهول أو كيان مغمور أن تفوته مثل هذه الواجبات الأخلاقية، لكنه لا يصح من هيئة بحجم الإخوان ومن شخصية في مقام مرشدها العام، أن تتأخر بتلك الواجبات عن أقرب الناس منها فكرا ومنهاجا دون مبرر، وهي التي لم تتأخر عن غيرهم. ولعل أهم ما في إثارة هذا الأمر هو التأكيد أن الكيانات الاجتماعية الكبيرة وبالأخص من كان منها مضطلعا بمهام دعوية وتربوية، ينبغي أن تراقب سلوكها العام في المسائل التي تتصل بالأساس بجوهر مهامها، دون استخفاف بالمناخ العام الذي يراقبها ويحلل نشاطها ويحصي عليها أنفاسها ويحاكمها إلى ما ترفعه من مبادئ وتنادي به من قيم، ولتعلم تلك الكيانات أن الجماهير التي تتبعها تتخلق بأخلاقها شاءت أم أبت، فأولى لها، ثم أولى لها، أن تضرب بسلوكها مثلا في إشاعة روح الحب، والترحيب بكل جهد يصب في صالح الوطن ولا يخصم من رصيد أبنائه شيئا! لكل هذا أعتبر ذلك التجاهل أمرا غير محمود، ما كان ليقع مثله من فضيلة المرشد أو من جماعته! والذي أتمنى أن يتم تداركه في العاجل بما يليق ويحسن. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]