عصام السباعى أشعر بالمرارة وأنا أهاجم الاخوان المسلمون وعزائي أنني لا أنتقد الكيان ولكن بضع أشخاص ابتلي الله بهم تلك الجماعة الدعوية العريقة المحترمة وأبدأ من حيث انتهيت مع أحد رجالات الاخوان المحترمين عندما سألته سؤالا مباشرا : هل لو كان المرشد غير المرشد ومكتب الارشاد غير مكتب الارشاد الحالي كانت ستحدث كل هذه الانتكاسات الدعوية والاخلاقية ؟ .. جاء رده حاسما قاطعا وفي جملة واحدة : لا!! وأقول لمن لامني علي ما كتبت الأسبوع الماضي انني مقتنع بكل كلمة كتبتها في حق المحسوبين هذه الأيام علي جماعة الاخوان وعلي سوء ادارتهم وخسارتهم تعاطف القلوب قبل العقول وتشويه ثمانية عقود من العمل الوطني والدعوي كما أنني لن أتراجع عن يقيني بأن الاخوان ككيان بعيدا عن الأشخاص وفي مجملهم وبعيدا عن أرازلهم ..من أشرف من هم علي الساحة حتي في العهد الأسود الذي نعيشه مع قيادات الجماعة الحالية! وأنا من الذين كانوا يعتقدون أن جماعة الاخوان ستصبح بعد خلع نظام الرئيس مبارك بيت الأمة ومقر الحكمة والوطنية الذي يجمع كل المصريين واذا بالقائمين عليها وكأنهم من اذا خاصم فجر فيشنونها حربا ضد د.عبد المنعم ابو الفتوح أحد أبرز وأنظف وأشرف من انتمي اليها لمجرد أنه خالف قرار الجماعة بعدم تقديم مرشح للرئاسة ثم يقدمون بعد ذلك خيرت الشاطرمرشحا لهم بأسباب ملفقة واهية والظريف أن الجماعة التي هي دعوية مارست دور حزب الحرية والعدالة الذي هو سياسي وكأن رئيس الحزب الذي هو " مرسي " مجرد واجهة للمرشد الذي هو " بديع " ويخرج المرشح الشرعي الذي هو " الشاطر " من كيان "غير شرعي" الذي هو جماعة الاخوان وكأن الحزب هو المحلل لزواجها من الأربعة "مجلسي الشعب والشوري والحكومة والرئاسة " وكأن الاخلاق والقيمة التي مثلتها الاخوان قبل المرشد الحالي وجماعته قد أصبحت لعبة سياسية في أيادي الحالمين بالسلطة والكرسي وليس بالدعوة والقيمة ! وأرجو من د. أبو الفتوح أن يحمد ربه فلم يكن ثمن اختلافه القتل كماحدث في يوم قد يعرف كل تفاصيله المرشد السابق مهدي عاكف حيث كان ثمن الاختلاف قنبلة قدمها الأخ المجهول لأخيه المرحوم المهندس سيد فايز وقال من قال وقتها ان ذلك لاهماله في تأمين الشهيد حسن البنا مما سهل من عملية اغتياله رغم أن الرجل كان وقتها معتقلا ولم يتهم حتي من فعلها رغم ان المهندس سعد جبر رحمه الله زار محمد شقيق سيد فايز رحمهما الله في منزله وبصحبته من حمل علبة حلاوة المولد وبداخلها القنبلة في محاولة ضمنية لتبرئة ساحته ! ما علينا من أخطاء الماضي ولكن المهم أن نحذر من ظهور نماذج مماثلة في أفق الجماعة لا تعرف المنهج الدعوي وتضع اجمل رسائل الامام البنا خلف ظهرها ونجد جماعة هذه الايام تفعل كل شيء علنا بحجة أن الحكم للصندوق الانتخابي وليس لله .. فتحول الدعوي الي سياسي وطلبوا من الرعايا السمع والطاعة والالتزام بالقسم برغم أنه لا طاعة في معصية وهو ما أكده لنا رسولنا الكريم بأن علي المرء المسلم السمع والطاعة الا أن يؤمر بمعصية فلا سمع ولاطاعة! ومن هنا يجب أن يكون تصحيح المسار بيد الاخوان الحقيقيين الأسوياء وهي أن يقولوا لاسمع ولا طاعة في أمور الدنيا والسياسة والخداع والمناورات داخل الجماعة وأعتقد أنني سأكون مجنونا اذا دعوتهم لسحب الثقة من المرشد ومكتب الارشاد واجراء انتخابات جديدة لاختيارمن هم أكثر رشدا ! آخر سطر : يقول د. يوسف السند.. خيرت الشاطر خرج من السجن ليحكم مصر بإذن الله تعالي ثم يتساءل : "حكم الشيوعيون والبعثيون والعلمانيون، فلماذا لا يحكم الإخوان المسلمون ؟ " وأرجوه أن يبدأ بتلك الدعوة في بلده والبلاد الشقيقة من حوله !!