ربما يتفق الكثيرون أن مسار حياتنا نحن المصريين صارت تتقلب وتأتينا بالصداع تارة، وبالغثيان تارة، والشعور بالرتابة تارات.. فما بين ما كنا عليه من حب وتعلق وعشق بأخبار الكرة وكأس الأمم!! وأخبار عمرو دياب وما شابه ونزوات الفنانين والمسلسلات, إلى جدال سياسى ومظاهرات ومطالب وسقف حريات.. تغيير نستشعره جميعًا دون فرق بين كبير أو حتى صغير. فنحن بطبعنا الجبلى التاريخى مسالمون.. طيبون، ولا طاقة لنا ولا تحمل على المناهتة بالتعبير البلدى العامى، إذن لا تفاجئنا مقترحات مثل: الدعوة إلى الإعلان عن دورات علمية وتدريبية, الهدف منها إعادة توعية وتثقيف الشعب الذى غيب لحقب طويلة عن الممارسة السياسية الحقيقية, وكبتت حرية الرأى عنه, فلا مفاجأة إذن فى الإعلان مثلاً: عن دورة علمية فى التدريب على الصبر رغم أنه أحد صفاتنا التاريخية, الصبر فى انتظار تحقيق الأهداف التى رسمتها القيادة السياسية وانتظار المتحقق منها دون استعجال للنتائج هكذا بسذاجة من بيده فانوس أو مصباح سحرى.. ولنوقن أنه لم يعد مكان أو فرصة لمن يضحك أو يستغفل الشعب.. خاصة أن تصرفاتنا الآن من قلة الصبر تظهر أننا ضالعون فى الشك تمامًا, أن هناك خدعة.. تآمر.. و.. إلى طابور طويل من الواوات مما يجهدنا جدًا فى عملية البناء. دورة علمية فى كيفية الحوار مع الآخر والنقاش معه، فقد كثرت برامج التوك شو المسفة، فقل أدب الحوار وأصبح عبئًا نفسيًا على المشاهد والسامع والقارئ. دورة علمية مثلاً فى كيفية التظاهر وإيصال المطلوب من التظاهر دون تخريب أو ضرر جسيم بمبنى عام أو أشخاص وأفراد لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب. دورة علمية فى الإقناع والاقتناع، أى فى فن التفاوض مع الآخر، وهذه من الدورات المهمة التى أكاد أطالب بوضعها كمنهج علمى لطلاب وطالبات الثانوى، فنحن بحاجة إلى خلق جيل يفهم هذا النهج فسوف يفيده تمامًا فى حياته الخاصة والعامة. وأخيرًا دورة علمية فى إيصال وفهم معنى الأمانة التى وكلنا بها المولى عز وجل حيث قال: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض فأبينا أن يحملنها وحملها الإنسان, إنه كان ظلومًا جهولا)، وهى من أهم الدورات الحقيقية التى نطالب بتعميمها والدراسة بها, الأمانة هى إيصال كلمة الله تعالى ودعوته للعالمين ألا نعبد إلا إياه ونطبق منهجه وشرعه مهما كلفنا، وتحقيق الأخلاقيات المثلى لأنها جوهر المعاملة بين الخلق وبغيرها لا تقوم نهضة مطلقًا ولا يرتفع بناء أو تنمو أمة.. وأخيرًا هل وجدتم من مقترحات كهذه شيئًا من الخيال..؟!! ربما فقط فى أفق المحبطين.