مرت المائة يوم الأولى من حكم الرئيس محمد مرسي, و مرت بعدها أيام و أيام, وبضعة مليونيات, وستمر مائة يوم أخرى و ربما مئتان, وبضعة مليونيات.. و أخشى ألا يتحقق شيء. طيب لماذا الغضب و التشاؤم؟ لأن الرئيس الذي تعرض للهجوم, بسبب عدم تحقق وعود المائة يوم, هو –أي الرئيس- حتى هذه اللحظة, يبدو أنه لم يحاسب حكومته, عن أدائها خلال تلك الفترة. قد تمر الأيام دون إنجاز حقيقي, لأنه ليس هناك رؤية معلنة واضحة حقيقية طموحة, فقط مجرد شعارات ثورية, ومعارك فضائية, وبلاغات لتصفية الحسابات. في لقاء تليفزيوني شهير سأل عماد الدين أديب الرئيس المخلوع مبارك,عن أن المعارضة تتحدث عن عدم وجود هدف قومي؟ فأجاب مبارك بسخرية: أي هدف قومي؟.. إن المجاري التي أفتح مصارفها هي هدف قومي. خلال ثلاثين عامًا, لم تفشل مصر بسبب الفساد وحده, مع أن الفساد كانت تنوء من هوله الجبال, لكن الفشل الحقيقي خلال ثلاثين عامًا, كان غياب الهدف, اختفاء الطموح القومي, وكان هذا سر اهتمام كل الناس -اللي لهم فيها واللي مالهمش- فجأة بالكرة وبالمنتخب القومي, الناس كانت تبحث عن أي هدف, حتى لو بقدم أبو تريكة. تحديد الهدف أول خطوة للمستقبل, أي هدف, لابد من وجود هدف, العبرة بالتطلع لهدف. حتى أيام عبد الناصر, كان هناك أكثر من هدف, كبناء السد العالي -بما له أو عليه- لكن مصر اجتمعت على هدف, ثم أيام الرئيس السادات, تم تحديد هدف هو الأشرف من بين كل الأهداف, هدف الجهاد ضد عدو محتل مغرور تسانده الدنيا كلها. يومها حددت مصر هدفها, وركبت الصعب, فلان لها كل صعب, نطحت الصخر, فانصدع الصخر, وعبرت نحو الهدف الصعب, فحققته في ست ساعات بعد ست سنوات من النكسة. اليوم يا سيادة الرئيس مصر مطالبة بتحديد هدف قومي, ثم كل مسئول مطالب بتحديد هدف في نطاق مسئوليته. أهداف تصب كلها في مجرى واحد, ومحددة المراحل, ويتم الحساب الشديد والعسير في نهاية كل مرحلة. لكن أن تظل الأمور تسير بهدف التسيير والتسكين. فلا و ألف لا. بهذا سننجح بإذن الله, حتى لو نبتت في أراضينا أشواك الفلول... حتى لو تحدت إرادتنا كل الدنيا, فأم الدنيا إن أرادت كان لها ما تريد. يا سيادة الرئيس: ليس سوى أن تريد, و بالله التوفيق. [email protected]