تبدو العاصمة السورية دمشق وكأنها تختنق تحت وطأة انتشار الحواجز الاسمنتية في أغلب شوراعها لاسباب أمنية في خضم الاحداث المتلاحقة التي تشهدها البلاد . كانت البداية خلال نهايات شهر سبتمبر الماضر عندما بدأت السلطات السورية بوضع حواجز أسمنتية حول المباني الامنية والحيوية مثل مبنى المحافظة ووزارة الداخلية في منطقة كفر سوسة بالاضافة الى مبنى مجلس الوزراء ووزارة الخارجية والسفارات التي لاتزال تعمل في دمشق. ويقول مراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط بدمشق في تقرير له إنه اعتبارا من بداية الشهر الحالى شهدت الحواجز الاسمنتية انتشارا كثيفا فى العاصمة السورة ليشمل الميادين والحدائق العامة والشوارع الرئيسية . فبعد إحاطة مبنى محافظة دمشق بالحواجز تم وضع الحواجز بالشارع الرئيسى للمحافظة ومنع المرور نهائيا بالشارع ومن ثم احاطة ميدان يوسف العظمة /حيث يقع مبنى المحافظة/ ليتحول الميدان الى كتلة أسمنتية صماء ترغم قائدى السيارات على استخدام طريق واحد دون غيره . وفي ميدان الامويين /احد أكبر وأهم ميادين دمشق/ والذي يضم مبنى التليفزيون والمكتبة العامة والبنك المركزى ..تم وضع الحواجز بحيث تغلق الطريق المؤدي الى مبنى وزارة الدفاع وفي وسط العاصمة السورية .. تم تطويق حديقة عرنوس التي تعد أحد المتنفسات القليلة لسكان دمشق .. وتحولت الحديقة الى غابة من الكتل الخرسانية حتى ان رواد الحديقة عليهم البحث عن /فتحة/ يتمكنوا من النفاذ من خلالها الى داخل الحديقة او الخروج منها. اما عن الحواجز الاسمنتية فى محيط القصر الرئاسى فحدث ولا حرج .. حيث تم وضع المئات من تلك الحواجز لاغلاق كل الطرقات التى تسمح بالوصول الى القصر فلا يسمح الا بمرور سيارة واحدة لتسير فى خط متعرج بين تلك الحواجز . ويرى العديد من المواطنين السوريين بدمشق انهم مع الاجراءات الامنية التي تتخذ في ظل الاحداث التي تشهدها البلاد لكن بشكل يراعي احتياجات السكان ..فيما ترى المواطنة / روان /خريجة فنون جميلة/ أن الجميع فى سوريا ليس ضد التأمين لكن كان يمكن مراعاة الشكل الجمالي بطلاء تلك الحواجز او الاستفادة من طلبة واساتذة الفنون الجميلة لوضع رسومات على تلك الكتل بدلا من تركها بلون الاسمنت .