تحت عنوان "الثقافة ..رسالة محبة وسلام"، دشنت اليوم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع الملحقية الثقافية بسفارة السلطنة، مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن انطلاق الأيام الثقافية العمانية التي تنطلق في القاهرةوالإسكندرية، خلال الفترة من 11 إلى 15 نوفمبر الجاري. شارك خلال المؤتمر كل من د. محمد بن مبارك العريمي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ونائبه يحيي سالم المنذري، د. سعيد العيسائي الملحق الثقافي، سالم الجهوري نائب رئيس جمعية الصحفيين العمانيين، والكاتب والقاص محمود الرحبي. في بداية المؤتمر رحب مقرر المؤتمر محمد بن مبارك العريمي، بالحضور الكبير للمؤتمر، مؤكدًا أنه يعكس أواصر القربى بين الأخوة في مصر والسلطنة، ويدل على المكانة التي تستحوذها عمان في قلوب المصريين. من جهته، أثنى يحيي المنذرى، بالدور الذي يحظاه المثقفون في عمان كمرتكز إنساني وقوة رافعة مقسمة بين أطياف المجتمع. وأثنى على التبادل الثقافي العماني المصري قائلا تمتلك مصر ثقلا ثقافيا ملموسا في عمان، حيث شهدت مؤتمرات جمعت مثقفي البلدين في إطار الرؤية المشتركة بينهما. وتستهل الأيام الثقافية فعالياتها يوم 11 نوفمبر حيث تشهد دار الأوبرا يوم الحادي عشر نوفمبر الجاري، حفل افتتاح معرض الكتاب ومعرض الصور تحت رعاية معالي وزير الإعلام المصري صلاح عبد المقصود، وكلمة للجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وسيتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن سلطنة عمان. أما اليوم التالي، ومكانه دار الأهرام قاعة إبراهيم نافع، يشهد ندوة بعنوان(عمان الحاضر والماضي)، في حين تستحوذ مكتبة الإسكندرية على فعاليات اليوم الثالث، وجلسة سردية، في حين تم تغيير مكان الجلسة الشعرية التي كان مقررًا لها في اليوم الرابع للفعاليات بالمجلس الأعلى للثقافة بدلا من اتحاد الكتاب العرب. فيما تختتم الفعاليات بيوم مفتوح بسقاية الصاوي في ضاحية الزمالك بالقاهرة، حيث يتم افتتاح معرض للكتب والصور، ومعرض للتراث العماني، وعرض فيلم عن عمان، إضافة إلى استعراض بعض القراءات الشعرية والقصصية. من جانبه، قال الملحق الثقافي العماني د.سعيد العيسائي، إن الملحقية تسعى بالاهتمام بالجانب الفكري وتعزيز أطر التعاون بين المؤسسات الثقافية المصرية والعمانية من خلال لقاءات ومخاطبات ثقافية. وقال المحلق الثقافي إنه تم اختيار ساقية الصاوي لليوم الختامي للأيام الثقافية العمانية لأنه مكان مشهور وذائع الصيت ويرتاده العديد من الأعضاء الدائمين، وبه العديد من القاعات المجهزة للعرض، ولمناسبة المكان، معربًا عن إعجابه بتجربة الساقية كمنتدى ثقافي متنوع بعد أن كان مشروعًا أهليًا بدأ من العدم، واستطاع أن يجذب جمهورًا غفيرًا من المثقفين والشباب وأصبح مكاناً تنويرياً، متمنياً أن ينتشر هذا المشروع في مصر والدول العربية. وأضاف الملحق الثقافي أن هناك تنوعًا في اختيار الأماكن حيث ستشهد الإسكندرية أحد تلك الأيام وكذلك مبنى الأهرام بشارع الجلاء، وأيضا يوم آخر بالمجلس الأعلى للثقافة. وأكد سعيد العيسائي اهتمام السلطنة لإقامة مشاريع ثقافية كبرى بينية بين الدول والاهتمام بحوار الحضارات والاهتمام بكل تجليات الحركة الثقافية والفكرية، معولا على مؤسسات المجتمع المحلي والأهلي والمثقفين أن يكون لهم دور في الحراك الثقافي ولهم الدور الأكبر. وأعرب سالم الجهوري نائب رئيس مجلس إدارة الصحفيين العمانيين عن سعادته بالحضور الإعلامي مؤتمر الإعلان عن الفعاليات الثقافية العمانية، مؤكدًا أهمية السعي إلى مزيد من الإضاءات بين البلدين الشقيقين، لافتًا إلى معرض الصور خلال الفعالية الثقافية، ستشمل 250 صورة متميزة واستثنائية هي حصاد ونتيجة لعشرة من المصورين العمانيين المحترفين الحاصلين عل جائزة التصوير الدولي، وحققوا مراكز متقدمة في المسابقات والمنافسات الدولية، والتي تسلط الضوء على جوانب الحياة اليومية في عمان والتغيير الكبير لمفهوم الحياة العمانية والإنسان العماني سواء من خلال صور الطبيعة أو من خلال حياة الإنسان، كما كشف عن إمكانية عرض اتحاد المصورين تلك الصور بمعرض القاهرة للكتاب الدولي شرط ألا تكون هناك ارتباطات دولية أخرى لعرض الصور العمانية في الخارج، مشيرًا إلى أن هناك جولة لتلك الصور ستشمل روسيا وألمانيا قريبَا، وفي إطار التنسيق ووفق ما يتوفر ذلك. وردًا على سؤال حول هل يمكن أن تصلح الثقافة ما أفسدته السياسة العربية؟ قال الجهوري إن الثقافة من المفترض دائمًا أن يكون لها دور كبير في جميع المجالات وهي تصلح ما تفسده السياسة، وهذا أمر راجع للشعوب نفسها عاملها سياسي أم إنساني. من جانبه، شرح الكاتب والقاص محمود الرحبي، فكرة شعار الأيام الثقافية وأنه جاء فيها رمزان لعمان ومصر، حيث ظهر في الصورة بوابة قوافل اللبان من عمان إلى مصر منفتحة على الأهرامات أحد رموز مصر الخالدة. ولفت إلى أنه خلال التاريخ عندما تكون عمان في أزمة تقف بجانبها مصر والعكس يحدث، والحضارات تقف مع بعضها بغض النظر عن الجانب السياسي. أما الجوهري، فأكد أن السياسة لا يمكن أن تفسد العلاقة بين الشعوب إطلاقاً مستشهداً بأنه عندما حصلت القطيعة العربية مع القاهرة إبان توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية تواصلت الشعوب مع مصر بدون المسارات الرسمية، مراهنًا على أن هذه الشعوب لا يمكن أن تقف السياسة حجر عثرة بينها وبين بعضها وذلك بحكم الجيرة والارتباط المصيري والهدف المشترك أما السياسة فهي رياح موسمية تهب في فترات وتتراجع في فترات والإنسان العربي هو الرهان الرئيس للعلاقات في هذه المنطقة. أما الملحق الثقافي فقال، قد تصلح الثقافة ما تفسده ونتمنى أن تقوم الثقافة على إصلاح ذات البين خلال هذه اللقاءات بعيدًا عن اللقاءات السياسية. وحول غياب النشرة العمانية التي كانت تذاع على التليفزيون المصري للتعريف بالثقافة العمانية، قال الجهوري كان ذلك خلال مرحلة احتياج للتعريف بين الجانبين حتى عام 2006 توقفت وكانت تبث رسالة عن مصر خلال أسبوع في تليفزيون عمان وأيضًا رسالة عن عمان في التليفزيون المصري وحسب معلوماتي كانت هذه الرسائل التليفزيونية الوحيدة بين الدول العربية في عمان ومصر. وذكر بأن بعض المسئولين توصلوا حينها إلى هذا الاتفاق في 1995 واستطاعوا أن يجدوا مساحة بثية للتعريف المتبادل بشكل أكبر. وأشار إلى أن هذه الفترة البثية التليفزيونية توقفت لأن الاتفاقية لم تجدد لكن في الوقت الحالي خلال هذا المرحلة ارتفع الوعي بين الشعبين من خلال الكثير من وسائل الاتصال، ونتمنى أن تجدد هذه الاتفاقية وتعود بشكل مختلف عن الرسائل السابقة.