فى ظل أجواء من التوتر والقلق التي يعيشها المجتمع القبطي مع وصول رئيس من التيار الإسلامي للحكم، سيتم الأحد المقبل اختيار واحد من بين ثلاثة مرشحين ليكون البطريرك الجديد للأقباط الأرثوذكس خلفًا للبابا شنودة الثالث الذي رحل في مارس الماضي، والذي شهدت الكنيسة فى عهده خاصة في السنوات الأخيرة العديد من الأزمات في العديد من القضايا, خاصة مع تنامى دوره وانخراطه في غمار العملية السياسية ليصبح أكثر من زعيم روحى. ومع الاستعداد لاختيار البابا رقم 118 للكنيسة الأرثوذكسية، طالبت قوى الإسلام السياسى البطريرك بالدور المطلوب منه باعتبار أنه الأب الروحى للأقباط المصريين سواء فى الداخل أو الخارج، وله تأثير عليهم. وقال على عبد الفتاح، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن الدور المطلوب من البابا الجديد هو أن يعمل على استيعاب الاحتقان الطائفى وتهدئة الطرف القبطى لمنع اشتعال الأزمات التى تهدد السلم المجتمعى.. وأضاف أن البابا سيكون له أثره فى التخفيف من حدة الحوار القبطى الذى وصفه بأنه كان أكثر تحريضية خلال الفترة الماضية.. رافضًا أن يكون للبابا الجديد أى دور فى توجهات الأقباط السياسية، خاصة أن منصب البابا هو بالأساس منصب دينى روحانى وليس سياسيًا. وطالب الكنيسة المصرية بالتواصل مع أقباط المهجر وإقناعهم بأن يتعاملوا مع مصر كوطن تابعين له وليس طرفًا يتحدوه.. وشدد على ضرورة أن يدخل الطرف القبطى فى حوار مع الدولة المصرية للتفاهم حول المشكلات الخلافية لإنهاء نبرة الاضطهاد التى يرددونها.. معلنًا استعداد حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين لتبادل الزيارات مع الكنيسة للتواصل ومناقشة أى أزمات قد تظهر على السطح. وشدد طارق السهرى، عضو الهيئة العليا لحزب النور، على أن حزبه لا يستبعد أى تواصل مع الكنيسة فى ظل البابا الجديد للتشاور حول المشكلات المشتركة، مؤكدًا أن الحزب يضبطه معايير وضوابط الالتزام بالشريعة الإسلامية فى تعامله معهم، ولم يخالفه فى أى بند من بنودها.. وأضاف أنه يتمنى أن يكون البابا الجديد رجلاً وطنيًا يتفهم خطوة المرحلة التى تمر بها البلاد، ويعمل على إدماج الأقباط فى المجتمع المصرى، وحثهم على المشاركة بشكل معتدل. من جانبه، رفض جمال أسعد، المفكر القبطى، الحديث عن أن يكون البابا الجديد له أى تأثير سياسى أو يلعب دورًا من أجل حقوق الأقباط.. وقال إن الكلام عن دور سياسى للبابا سيكرس من تقسيم المجتمع، ووجود شعب مسلم وشعب مسيحى، مؤكدًا أنه من المفترض أن يظل المواطن القبطى فى احتكاكه مع مؤسسات الدولة بشكل مباشر دون وجود وسيط كالكنيسة. وانتقد أسعد الفترة السابقة التى تولى فيها البابا شنودة بابوية الكنيسة المصرية، مؤكدًا أنها أدت إلى زيادة المشكلات التى يعانى منها أقباط مصر.. وأشار إلى أن البابا شنودة كان قد انتهج تمثيل الأقباط والدفاع عن حقوقهم السياسية، مما أدى إلى التحامهم بالكنيسة أكثر من مؤسسات الدولة.. ودعا أسعد إلى أن تتم الاستفادة من الفترة السابقة.