نشبت اشتباكات حامية استخدمت فيها العصا والشوم فى معارك كر وفر بين شباب حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين من جهة، وائتلاف شباب الثورة "الشرارة" وحركة شباب المحلة الثائر، فجر أمس الجمعة، أمام مقر الجماعة بالمحلة الكبرى، أسفرت عن إصابة شاب إخواني تم نقله إلى مستشفى المحلة العام لتلقي العلاج وتم ضبط اثنين من شباب القوى الشبابية. وكان العشرات من شباب القوى الثورية الشبابية قد قاموا بالتجمع على مقهى يبعد عدة أمتار من مقر المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بالمدينة العمالية، في تربص منهم للنيل من أعضاء الجماعة، الذين أقدموا على تقديم بلاغات متعددة ضد أفراد القوى الشبابية إلى المحامي العام والشرطة، عقب قيامهم بالهجوم على المقر وإتلاف لافتته الضوئية، وإضرامهم النيران فى صور الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية وبعض لافتات الجماعة الدعوية الأسبوع الماضي. كما أقدم شباب الحركات الثورية على استخدام زجاجات من الملوتوف الحارقة محاولين إلقائها صوب مقر مكتب الجماعة، بعدما علم شباب الإخوان بمخطط لإحراق المقر واقتحامه من قبلهم، الأمر الذي أسفر عن احتدام المواجهة بين الطرفين، حيث تعدى كل منهما على الطرف الآخر ووصلت إلى حد التشابك بالأيدي والضرب بالأحزمة والجنازير والعصا، الأمر الذي نتج عنه إصابة محمد خالد عبد الحكيم 30 سنة مصاب بجرح قطعي بالقدم ومقيم بمنطقة الجمهورية، وآخرين أصيبوا بكدمات وسحجات متعددة. كما فرضت الجماعة تشكيل دروع بشرية منظمة، حول أبواب ومداخل المقر لحمايته وتأمينه خشية اقتحامه، وتمكن شباب الجماعة بمساعدة أهالى الجماعة من ضبط اثنين من المتهمين بإثارة الشغب من القوى الشبابية، وهم محمد بدير عبد الغفار 26 سنة طبيب بشري مقيم بمنطقة الجمهورية وشقيقه محمود بدير 24 سنة مهندس مقيم بقرية الكمالية وتم اقتيادهما وتسليمها إلى قسم شرطة ثان المحلة للتحقيق معهما. فى الوقت نفسه اعتصم العشرات من شباب القوى الثورية أمام مقر قسم شرطة ثان المحلة بشارع البحر الرئيسي بالمدينة العمالية، مرددين هتافات من بينها "الإخوان دول كاذبون ومكانهم أصلًا فى السجون"، "بيع بيع الثورة يابديع"، "مش عاوزين لنا رئيس طرطور"، "الداخلية زى ماهي لسة لسة بلطجية"، "سامع أم شهيد بتنادى فين يامرسي حق ولادى"، "عيش حرية لا للدستورية"، "عيش حرية محاكم ثورية"، "اعتذار عند أمه القاتل عاوز دمه". كما تقدم المهندس عاطف بسيوني أمين حزب الحرية والعدالة بالمحلة، ببلاغ رسمي إلى قسم الشرطة بالمحلة، يتهم فيه الشابين بالتحريض على اقتحام المقر الإدارى للجماعة والشروع فى ارتكاب أعمال تخريبية ضد أفراد الجماعة وأعضاء حزب السياسي بمختلف مقراتها بذات المدينة. وأكد بسيوني حزنه الشديد لما بدر من هؤلاء الشباب، ووصف تلك الأحداث بالأعمال المشينة التى من الصعب غفرانها، مشيرًا إلى أن الجماعة وحزبها السياسي، تحترم سيادة القانون المصري فى محاكمة من يسعون إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن. وشدد أحد شباب القوى السياسية، رفض ذكر اسمه، أن شباب الإخوان أثاروا غضبهم بسبب قيامهم بإزالة الرسوم الجرافيتة التى تم رسمهما على حوائط شوارع وميادين المدينة، التى تدعو إلى "عدم أخونة الدولة"، و"الحفاظ على استقلال تأسيسية الدستور"، كما بين أنهم أول أمس دشنوا حمله للبدء فى رسم جرافيتي على هيئة خروف يتسيد رئاسة الدولة ويحكم محافظات مصر دون أى شرعية ثورية، كما اتهم الشاب أعضاء الجماعة بالاعتداء عليهم بالضرب بالجنازير والشوم، الأمر الذى نتج عنه إصابة العشرات من زملائهم بإصابات متعددة فى أماكن متفرقة من جسدهم.