أكدت مصادر رفيعة المستوى وجود أزمة دبلوماسية مكتومة بين مصر والعراق بسبب ما تعتبره بغداد مماطلة من القاهرة في قبول ترشيح السفيرة صفية طالب السهيل لتولى منصب سفير العراق في القاهرة . وأوضحت المصادر أن بغداد قد أبدت استيائها الشديد من "مماطلة" القاهرة ونقلت شكوى للإدارة الأمريكية بشأن ما تصفه ب"الموقف المتعنت" لمصر لعدم اعتماد صفية السهيل سفيرة فوق العادة ومفوضة للعراق في القاهرة. وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد انتقد مصر في أكثر من تصريح صحفي ، وحمل القاهرة مسئولية عدم اعتماد أوراق السفيرة رغم أن هذا الأمر قد مر عليه أكثر من عام. وفسرت مصادر دبلوماسية ل"المصريون" موقف القاهرة المتحفظ على اعتماد السهيل برغبة القاهرة في التعاطي المرحلي مع التطورات في بغداد وأن هذا الاعتراض يعد رسالة ذات مغزى للحكومة العراقية بأن نصوص الدستور العراقي الأخيرة ومحاولات الأكراد تذويب هوية العراق وسلخه من العالم العربي لا تروق كثيرا للقاهرة وأن الحكومة العراقية تدرك ذلك تماما وهو ما ظهر جليا في الانتقادات التي وجهها إبراهيم الجعفري لموقف الدول العربية المتحفظ تجاه العراق الجديد. من جانب أخر ، رفعت السفيرة صفية السهيل قضية أمام المحاكم العراقية تتهم فيها حكومة الجعفري بتعيين دبلوماسيين بعثيين سابقين سفراء للعراق في العديد من العواصم العربية بينهم مسئولون تورطوا في مقتل والدها طالب السهيل المعارض المعروف لنظام صدام حسين وعلى رأسهم سفير العراق في بيروت تحسين علوان.