أفردت الصحف السودانية الصادرة اليوم /الخميس/ تغطيات خاصة بتداعيات العدوان الاسرائيلي على مجمع "اليرموك" للصناعات العسكرية بجنوبالخرطوم أمس الأول، مشيرة إلى أن قصف المجمع نفذته 4 طائرات بتقنيات حديثة. وأوضحت الصحف أن الفرقة 13 بسلاح الجو الاسرائيلي هي التي نفذت العملية التي أدت إلى مقتل شخصين اثنين أحدهما طالب جامعي، وإصابة آخرين ، كما أحدث القصف دمارا كبيرا بالمجمع بالاضافة الى تأثر 25 موقعا بالعاصمة السودانية جراء الانفجارات. وأشارت إلى أن الرئيس عمر البشير ترأس الجلسة الطارئة لمجلس وزرائه الليلة الماضية لمناقشة الاعتداءات الاسرائيلية، حيث أصدر المجلس بيانا أكد فيه أن المبنى العسكري الذي استهدف بالقصف ليس سريا أو محظورا وإنما يختص بالصناعات التقليدية. كما نوهت الصحف بتظاهر العشرات من السودانيين مساء أمس أمام مقر مجلس الوزراء للتنديد بإسرائيل، حيث ردد المحتجون شعارات من بينها "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدأ يعود" و "سير سير يا بشير" وحمل المحتجون لافتات تتوعد إسرائيل بالموت والهزيمة وبعضهم لوح بالعلم السوداني. وتحدثت صحيفة "الرأي العام" عن العثور على مخلفات صاروخية توضح مكان الصنع ورقم الشفرة، ونقلت عن معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر أن الجهات المختصة تمكنت من التعامل مع المقذوفات التي لم تنفجر واحتوائها. من جهتها ، نقلت صحيفة "الصحافة" تصريحات بلال عثمان وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة التي أعلن فيها أن اسرائيل استخدمت تقنيات عالية في التشويش على الرادارات، كاشفا عن ترتيبات فعلية بدأت لنقل مصنع "اليرموك" خارج العاصمة ، وهدد بأن السودان رغم أنه لا يملك الوسائل العسكرية المكافئة لاسرائيل إلا أنه يحتفظ بحق رد الصاع صاعين. وأشارت الصحيفة الى أن الوزير برأ جنوب السودان وبعض دول الجوار من الشائعات التي راجت بأنها وراء الاعتداء ، مشيرا الى أن الجنوب لا يمتلك مثل هذه التقنيات العالية . ورصدت صحيفة "الوطن" ما حدث بالأحياء البعيدة والمجاورة بعد الاعتداء الاسرائيلي على المجمع ، وأشارت إلى حالات هلع وذعر ووفيات وإصابات وخسائر كبيرة في المباني وأحدها يقع على بعد 5 كيلو مترات من الانفجار حيث سقطت قذيفة اخترقت غرفة عامل (54 سنة) وأودت بحياته وهو الأمر ذاته الذي حدث لمنزل أحد أعضاء المجلس التشريعي بولاية الخرطوم الذي اخترقت القذائف جدران منزله لكن أحدا لم يصب جراء ذلك. وتكرر المشهد في منزل آخر - كما قالت الصحيفة - حيث تناثر زجاج النوافذ وسقطت المراوح من السقف من شدة الانفجار ، وكذلك الحال في منازل أخرى اخترقت الشطايا جدرانها مما أصاب الأسر بالهلع والرعب وأجبرهم الدخان والغازات على أن يهرعوا من منازلهم إلى الشوارع. أما صحيفة "أخبار اليوم" فقد استطلعت آراء الخبراء الاستراتيجيين والأمنيين حول القصف الاسرائيلي ، مشيرين إلى أن المجمع المستهدف افتتح عام 1998 (تاريخ الاعتداء الأمريكي على مصنع الشفاء للأدوية) . وأشار الخبراء إلى أن المجمع هو عبارة عن مصنع للأسلحة التقليدية وينتج ذخائر عادية لتلبية احتياجات القوات المسلحة السودانية ، واعتبروا الاعتداء عليه يمثل رسالة إلى السودان لا تخلو من العنجهية والخروج عن الآداب والتقاليد العالمية . هذه الرسالة - كما يقول الخبراء - مفادها أن اسرائيل تستطيع الوصول للعمق الاستراتيجي للسودان وضرب المصنع داخل العاصمة ، واعتبروا أن في ذلك دليلا على أن اسرائيل هي أكبر مهدد للسلم والامن الدوليين وللاستقرار الاقليمي في المنطقة . صحيفة "السوداني" رصدت هي الأخرى التفاصيل الكاملة للاعتداء على مجمع "اليرموك" وأوردت تقريرا نشرته صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية قالت فيه أن معلومات دقيقة وصلت إسرائيل منذ أيام تفيد بإنتاج معسكر اليرموك بعض المعدات العسكرية التي من الممكن أن تصل إلى الفصائل الفلسطينية وأن تستخدمها هذه الفصائل لضرب اسرائيل . وقالت الصحيفة إن ذلك الأمر هو ما دفع اسرائيل إلى القيام بالمبادرة وضرب المعسكر "باعتباره أحد أهم مراكز تهريب السلاح غير الشرعي إلى المقاومة الفلسطينية" - طبقا لما ذكرته الصحيفة الاسرائيلية . من جانبها، أشارت صحيفة "الوفاق" إلى أن المصنع المستهدف يعد من الركائز الاساسية لتوفير العتاد الحربي للجيش بنسبة تتجاوز 40 \% وبناء على تلك المؤشرات تعرض المصنع للاعتداء الذي أحدث حريقا هائلا تسبب في تدمير كافة المنشآت والآليات التي تتبع للمصنع. أما صحيفة "سودان تريبيون" فقد أشارت الى رفض تل أبيب التعقيب على اتهامها بقصف المجمع، ونقلت الصحيفة عن مصادر أجنبية مطلعة صرحت لها بأن السلطات الاسرائيلية تتهم السودان بمد حركة حماس بقذائف صاروخية تستعمل في الهجمات المتكررة على المستوطنات والتي تقوم بها الحركة الاسلامية من قطاع غزة. ونوهت الصحيفة إلى أن الاسرائيليين أعربوا في وقت سابق عن قلقهم من المصتع اعتقادا بأنه يهدد مصالحهم الاستراتيجية والداخلية. كما نقلت الصحيفة عن وزير الاعلام السوداني بلال عثمان أن 60 \% من مصنع الذخيرة دمر بشكل كلي ، و40 \% بشكل جزئي ، منوها إلى أن السلطات السودانية كانت بدأت قى نقل المصنع إلى مكان خارج العاصمة لكن الاسرائيليين علموا بذلك وبادروا بتوجيه الضربة. وأوضحت الصحيفة أن مندوب السودان لدى الاممالمتحدة دفع الله الحاج علي قام بإبلاغ مجلس الأمن ومندوبى الدول الاعضاء فى المجلس بالاعتداء الاسرائيلى ، مطالبا المجلس بإدانة ذلك الهجوم الغاشم. وأشارت الصحيفة إلى توجيهات مجلس الوزراء السودانى بإعادة تأهيل المصنع على الفور، معتبرا الهجوم محاولة لشل قدرات السودان العسكرية، حيث قرر المجلس توجيه مزيد من الموارد لتطوير قدرات البلاد الدفاعية ومساندة الجيش السودانى.