عندما كتبت بعد انتهاء مباريات الأسبوع الأول للدوري أهنئ الأهلي مقدما بفوزه بالبطولة، لم أتوقع أن تنتهي المنافسة مبكرا وبنهاية الأسبوع الخامس، ليستكمل الأهلي باقي الموسم مستريحا بفارق 5 نقاط كاملة عن أقرب منافسيه الذي لا يزال هو زمالك الفضيحة! ما حدث في مباراة الحرس والزمالك هي ضربة شومة قاتلة وجهها لاعبون متآمرون ضد رئيس ناديهم الذي لا علاقة له بالرياضة ولا كرة القدم ولا يستحق سوى أن يكون مشاغبا في مقاعد المعارضة كما كان يفعل خلال السنوات الماضية ضد الدكتور كمال درويش الرئيس السابق للزمالك! مرتضى منصور الاستعراضي خدع الجمعية العمومية بشغبه المستمر، فأعطوه أصواتهم واسقطوا درويش الذي حصل الزمالك في عهده على عدة بطولاته لم يفز بمثلها طوال تاريخه، واشترى صفقات ناجحة جدا حتى أنه في أحد المواسم كان للزمالك فريقان يستطيعان أن يلعبا في الدوري وينافسا بعضهما على المركز الأول! لكن ظهور مرتضى في الصورة أفسد الزمالك وحوله إلى ناد للشغب والفوضى والمناطحات والمشاحنات والصراعات، خاصة أنه ماهر جدا في استعداء الآخرين، ومصارعتهم باللكمات والهمزات والضرب على الوجه والقفا، كما حدث منه مع نائبه اسماعيل سليم! إن دور المشاغب هو أقصى ما يمكن أن يقوم به مرتضى منصور، ولذلك ظهر على حقيقته تماما عندما جلس في مقعد الرئاسة لأنه لا يملك أي رؤية حقيقية لتطوير النادي، وأقصى ما فعله بعد وقت قصير لاثبات جدية برنامجه الانتخابي الذي نجح على أساسه هو تحويل النادي إلى صحراء جرداء، فقد اقتلع الزرع وسوى الحدائق بالأرض، وبالتالي حرم أعضاء النادي من نسمة الهواء في صيف ثقيل خانق! وقبل بداية الموسم خدع جماهير الزمالك بصفقات وهمية لا أساس لها، وتفرغ للدخول في صراع مع الأهلي على لاعبين وهميين مثل مصطفى جعفر الذي زايد عليه ودفع فيه أكثر من 5 ملايين جنيه، ثم اكتشف المدير الفني السابق بوكير وبعده فاروق جعفر أنه لا يساوي شيئا وأقل من أن يلعب للزمالك! وأصر هذا المرتضى على شراء ابراهيم سعيد رغم شغبه المستمر في الأهلي وثبات عدم صلاحيته لسلوكياته غير الرياضية.. وكالعادة استمر سعيد في شططه حتى ضرب رئيس بعثة الزمالك في تونس والذي من المفروض انه يمثل مرتضى منصور! وكتبنا هنا حقيقة ما جرى وطالبنا بموقف حاسم لا يقل عن الشطب.. لكن المرتضى تدخل ليلغي حتى عقوبة جعفر البسيطة بمنع ابراهيم سعيد من التدريب مع الفريق الأول بحجة أن فرق الناشئين تتدرب في مدرسة السعيدية بعد أن جرف سعادة رئيس الزمالك ملاعب النادي. علمت أن لاعبي الفريق وفي مقدمتهم حازم امام والذين يكرهون سلوكيات ابراهيم سعيد وفتونته، ثاروا جدا لهذا التساهل، خاصة أنهم كانوا قد طالبوا مرارا بابعاده من الفريق. وعندما كان كمال درويش رئيسا اعترضوا علنا على التعاقد مع لاعب فشل ناديه الأول بكل ما يملكه من حزم ومبادئ تربوية صارمة في تقويمه! تدخلات المرتضى هبطت كثيرا بأسهم فاروق جعفر وحولته إلى اراجوز ينفذ ما يمليه عليه السيد الذي يحب أن يأمر فيطاع دون مناقشة! فاروق كان قد ترك كعادته فريق اسمنت السويس دون أن يحترم تعاقداته مع الأندية، ولذلك كان مستأنسا جدا مع المرتضى حتى لا يجد نفسه في الشارع! وفي رأيي أن اللاعبين استشعروا ذلك فقرروا أن يهدموا المعبد على من فيه، فعرضوا ناديهم لفضيحة لن تمحى بسهولة من ذاكرة التاريخ.. وكان يمكن أن يسجل الحرس رقما اسطوريا في شباك الزمالك بعد أن أحرزوا بسهولة كبيرة ثلاثة أهداف في 12 دقيقة فقط من الشوط الثاني. لكنهم رحموا عزيز قوم ذل بعد أن سبقهم الحكم والغى هدفا كان سيجعل الهزيمة سداسية مسجلا نفس الرقم القياسي الذي احرزه الأهلي في مرمى الزمالك قبل اكثر من موسمين! أنا هنا لا أقلل من عبقرية حلمي طولان مدرب الحرس ولا الأداء الراقي لفريقه، لكن هذا لا يعني أن يفوز بالخمسة النظيفة مستعرضا وحده فوق أرض الملعب تاركا "آل شمس" مهدود الحيل والنفس بسبب "سهر الليالي"! ولابد أن طولان، ذلك الفارس الهمام، استشعر أن في الأمر شيئا وأن الضرب في الميت حرام فطالب لاعبيه الالتزام بأخلاق الفروسية وأن يمتنعوا عن التمثيل بجثة الميت رغم أنه لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها! إن القرارات التربوية ليس لها مكان في الزمالك واللاعبون يعرفون ذلك، ولهذا فهم يدركون أنه لن تكون هناك عقوبة لخيانة المبادئ والرجولة والأخلاق. لقد صمم مرتضى منصور في أيام رئاسته الأولى على التخلص من "آل شمس" بسبب فضيحة السيارة في مكان مظلم بالعجوزة والتي تبادلتها أجهزة المحمول، ثم فوجئنا به يتراجع عن ذلك بحجة أن بوكير يرى انه أفضل المدافعين في الفريق! وبعدها رأينا صورة هذا اللاعب في الصحف في حفل خطوبته على طرف الفضيحة الثاني، والنجوم الزملكاوية يرقصون على واحدة ونصف!! فلا عجب إذن أن يبهدلوا النادي وجماهيره العريضة بالواحد والاثنين والخمسة! إن فضيحة الزمالك أمام الحرس على استاد المكس بالاسكندرية هي مجرد انعكاس طبيعي لروح الفضائح والتساهل التي تسيطر على الزمالك! [email protected]