كان أول قرار اتخذه أول رئيس لإسرائيل بعد إعلان قيام الدولة عام 1948 هو تصنيع القنبلة الذرية. ولأن إسرائيل كما تدعي محاطة بالأعداء العرب, كان يجب الحصول على القنابل النووية لردع أي محاولة لطرد القادم الجديد لمنطقة الشرق الأوسط والذي طرد سكان فلسطين الأصليين والذين عاشوا في هذه الأرض منذ آلاف السنين (قبائل كنعان). ولم يعيش العبرانيون في تلك الأرض إلا فترة زمنية مؤقتة من التاريخ لا تتعدى مائة عام. ولأن هؤلاء العبرانيين كانوا بدو رحل في منطقة الشرق الأوسط, لم يكن لهم وطن أو حضارة في تلك المنطقة. وقد تم طردهم بواسطة البابليين عندما أقاموا في أرض الكنعانيين (فلسطين حاليا). وفي وقت معين من التاريخ كان العبرانيون عبيدا للمصريين. والسؤال هنا, هل منعت قنابل اسرائيل النووية العرب من المحاولات المستميتة لطرد القادمين الجدد؟ ومن الواضح أن امتلاك اسرائيل للقنبلة النووية عام 1965, جعلها أكثر جراءة في مواجهة الدول العربية. ولذلك قامت بشن حرب 1967 ضد جيرانها من العرب حتى تحتل مناطق منها يمكنها المقايضة عليها بعد الحرب للحصول على السلام الدائم. والظاهر أنها طمعت في الأراضي التابعة للأردن في الضفة الغربية والجولان التابعة لسوريا, ورفضت المقايضة عليها. أما عن سيناء فقد أثبت الجيش المصري أنه جدير بالتحدي لتحريرها في حرب أكتوبر 1973, ولذلك تنازلت عنها في مقايضة مع السلام مع مصر, حتى لايستمر الصراع مع مصر, والذي سوف لا يكون في صالحهاعلى المدى البعيد, خصوصا مع اصرار المصريين على تحرير الأرض بأي ثمن. والدليل على ذلك هو قيام اسرائيل حاليا ببناء سور ضخم على الحدود مع مصر يضمن عدم تسلل أي عناصر فدائية في المستقبل. وقامت ببناء سورا آخر في الضفة الغربية لمنع تسلل الفلسطينيين والقيام بحرب عصابات داخل المنطقة الخضراء في اسرائيل. وبذلك تحاول اسرائيل أن تعيش في جتو على هيئة دولة. حتى تشعر بالأمان الذي تفتقده دائما مثل حارة اليهود في كل مدينة قديمة. والصراع بين العرب وإسرائيل وصل إلى الحدية والتوازن, بحربها عام 2006 مع قوات حزب الله والتي صمدت بأسلحة خفيفة لأكثر من شهر. ولا يوجد دليل حتى الآن أن قنابل اسرائيل النووية منعت العرب من شن حرب ضدها في عام 1973 أو تحديها عام 2006. وحصول مصر على قنابل نووية, ربما كان يؤدي إلى توازن دائم في المنطقة ومنع مصر الدولة الكبرى في المنطقة من شن حرب أخرى ضد إسرائيل. وقد ظهر قادم جديد في المنطقة وخارج النفوذ العربي ويريد أن يتحدى إسرائيل نوويا وهو إيران. ولو أنه لا يوجد مصلحة مباشرة لإيران من تحدي إسرائيل ولكن ربما تكون المبادئ هي الأساس. خصوصا بعد أن تخلت دول المنطقة عن البحث عن حل لهؤلاء الفلسطينيين الذين تم تشريدهم في كل بلاد العالم ولم يجد هؤلاء إلا أن يحصلوا على حقوقهم في المستقبل بزيادة نسبة المواليد إلى أرقام غير معقولة. فالعائلة الفلسطينية يتراوح عددها من 8 – 12 فردا أضعاف العائلة الإسرائيلية. واستمرار تعنت إسرائيل بعدم السماح للفلسطينيين بدولة منفصلة عنها, سوف يؤدي في المستقبل في خلال عقد من الزمان إلى زيادة تعداد أصحاب الأرض عن القادمين الجدد. وستتحقق نبوءة موشى ديان أن المرأة الفلسطينية ستهزم جيش الدفاع الإسرائيلي.