أجمع عدد من الخبراء على أن تلويح الفريق أحمد شفيق بعدم العودة لمصر، وهو المتهم فى عدد من القضايا منها: الكسب غير المشروع، والاستيلاء على أرض الطيارين المنظورة الآن أمام المحكمة، يعكس خوفه من القضاء، كما يعتبر دليل إدانة واضحًا ضده، فهو يعلم جيدًا أنه سرق أموال المصريين لذا فهو على يقين بأن عودته ستكلفه المكوث خلف القضبان. وفى هذا السياق، قال نجاد البرعى، المحامى والناشط الحقوقى، إن تلويح أحمد شفيق بأنه لن يعود إلى مصر حاليًا لأن الأوضاع مقلقة، يعتبر دليل إدانة ضده ويثبت عليه الاتهامات التى وجهت إليه، بالإضافة إلى أن تصريحاته لوسائل الإعلام مؤخرًا تؤكد خوفه من القضاء وجهات التحقيق. وأضاف: "لو كان شفيق يعلم بنسبة 1% أنه غير مدان فيما نسب إليه لكان موجودًا اليوم فى مصر وليس هاربًا"، واصفًا حديث شفيق حول رفض وصفه ب "الهارب" بأنه حديث المتوتر والخائف. وأشار البرعى إلى أن جهات التحقيق لو أخذت الطريق الصواب تجاه ما نسب إلى أحمد شفيق فإن إدانته مؤكدة وسوف تحكم عليه بأحكام ثقيلة، ووقتها لن يكون أمام شفيق سوى أن يسلم نفسه لجهات الأمن المصرية لأنه ستتم ملاحقته دوليًا، وسيوضع على قوائم الانتظار. واتفق معه فى الرأى الدكتور أحمد عبد الونيس، أستاذ القانون بجامعة القاهرة، حيث أشار إلى أن تصريحات أحمد شفيق فى هذا التوقيت لها عدة أهداف يأتى على رأسها: إثارة الرأى العام المؤيد له بالوقوف خلفه والتعاطف معه، لكن ذلك لن يمنع القضايا من أخذ مجراها، موضحًا أن شفيق يظن أن تصريحاته من الممكن أن تؤثر على جهات التحقيق. وأشار عبد الونيس إلى أنه لو تمت إدانته من قبل جهات التحقيق فلن يقف أمام تطبيق القانون أحد بعد ثورة يناير، بل لن يمنعه أحد من ملاحقته دوليًا وتسليمه لمصر، مشددًا على أن شفيق يرى أنه الآن فى حماية أشقائه العرب، وأنهم يستطيعون الدفاع عنه، متناسيًا أن مصر الثورة تأخذ قرارها من تلقاء نفسها، وإن حدث بعض العوار أو التقصير فى القرارات الأخيرة فإن ذلك ليس دليلاً على أن كل الفاسدين فى العهد البائد أصبحوا اليوم صالحين. بينما قال الدكتور محمد الخشن، خبير القانون الدولى، إن تصريح شفيق الآن وبعد الحكم بتبرئة المتهمين فى موقعة الجمل وقتل المتظاهرين السلميين، ظنًا منه بأن القضاء يعمل حسابًا لعناصر الثورة المضادة وأنه سيحصل على براءة كما أخذ السابقون، لكنه نسى أيضًا أن كل من تمت محاسبتهم على اختلاس وسرقة المال العام والتربح لم يفلتوا من العقاب، وإن فلت من تعدوا على الثوار بسبب طمس أتباع مبارك للأدلة، لكن أدلة اتهام السارقين فى عهد المخلوع موجودة وسوف يأخذ القانون مجراه، ومن أخطأ فى حق الشعب المصرى فسوف يحاسب على جريمته. وعن تصريحات شفيق بأن إخوان مصر ينتقمون منه بسبب شعبيته، أشار الخشن إلى أن تركيز أحمد شفيق على أن الصراع الحالى بينه وبين الإخوان المسلمين أمر غير صحيح وهراء، ومحاولة إلهاء وتضليل الرأى العام، ذلك أن الشعب المصرى كله هو من يختصم كل الفاسدين سواء أحمد شفيق أو غيره من رموز النظام السابق، ولن يرتاح له بال إلا بالقصاص العادل من كل هؤلاء.