صعدت مباحث أمن الدولة من ضغوطها مؤخرًا على العديد من معتقلي حركة "كفاية" المحتجزين على خلفية مشاركتهم في مظاهرات التضامن مع القضاة، في محاولة لإجبارهم على إنهاء إضرابهم عن الطعام الذي بدأوه منذ فترة لإجبار الداخلية على إطلاق سراحهم. وكشفت مصادر مقربة من الحركة أن إجراءات التصعيد شملت حبس سبعة من المضربين في زنازين انفرادية وبدون تهوية أو حمامات، مما تسبب في إصابة الكثير من المضربين باختناقات؛ وفي مقدمتهم الناشط السياسي البارز كمال خليل الذي ساءت حالته بشدة ، وتم نقله إلى المستشفي لإسعافه قبل إعادته إلى السجن الانفرادي مرة أخرى. وقامت أجهزة الأمن بترحيل عدد كبير من المعتقلين إلى جهة مجهولة؛ بينهم بهاء صابر وكريم الشاعر وأشرف إبراهيم وساهر جاد، الذين تبين فيما بعد أنهم يقضون عقوبة تأديبية في زنازين مزرعة طرة، عقابًا لهم على استمرارهم في الإضراب عن الطعام. وأشارت المصادر إلى وجود مفاوضات بين مباحث أمن الدولة والمضربين لإنهاء الإضراب ، وهو ما رفضه المعتقلون الذين تعهدوا باستمراره لإجبار أجهزة الأمن على إطلاق سراحهم. وفي سياق متصل ، أعلنت أحزاب وقوى المعارضة والنقابات المهنية عن اتخاذ عدة إجراءات قانونية وتحركات عملية لإجبار الحكومة على إطلاق سراح سجناء الرأى الذين ألقت قوات الأمن القبض عليهم أثناء مشاركتهم في تظاهرات التضامن مع القضاة. ونظم حزب العمل عدة تظاهرات سلمية اعتراضًا على اعتقال العشرات من أنصاره، واحتجاجًا على إغلاق جريدة "الشعب" الناطقة بلسان حال الحزب ، ومن المقرر أن ينظم أيضا تظاهرة أخرى أمام مقر نقابة الصحفيين أثناء انعقاد الجمعية العمومية مطلع الاسبوع القادم. كما كشفت الحركة المصرية من أجل التغيير" كفاية" عن عزمها تدويل قضية اعتقال العشرات من أنصارها و تعرضهم لاعتداءات وصفتها الحركة فى بيان لها ب "الجنسية والجسدية"، وذلك عبر التقدم بشكوى إلى لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة ، وإعداد كشوف بأسماء وصور الضباط المتورطين فى تلك الاعتداءات. من جهتها، تعتزم جماعة "الإخوان المسلمين" تكثيف تحركاتها بعقد عدة مؤتمرات ولقاءات فكرية ، لكشف ماوصفته الجماعة ب "أسباب الخوف الحكومي من صعود الإخوان"، ولممارسة المزيد من الضغط عليها للإفراج عن معتقليها. وقدر نائب المرشد العام للجماعة الدكتور محمد حبيب معتقلي "الإخوان" ب 700 معتقل ، تم الإفراج عن 250 منهم بينما تم تمديد الحبس للباقى؛ وفى مقدمتهم القياديان البارزان بالجماعة الدكتور عصام العريان والدكتور محمد مرسى ، اللذان جددت نيابة أمن الدولة حبسهما لمدة 15 يومًا أخرى على ذمة التحقيقات. ونفت الجماعة أن يكون أحد من أعضائها المعتقلين قد تعرض لما تعرض له أنصار "كفاية" من اعتداءات جسدية او جنسية. يأتي ذلك فيما ستنظم نقابتا الأطباء والمحامين وقفات احتجاجية أمام مقر النقابتين للمطالبة بالإفراج عن أعضائهما المعتقلين.