بلغنى أيها القارئ السعيد أن بعض قوم لوط قد ظهروا فى مصر وينادون بإباحة الشذوذ الجنسى، (أى اللواط ولا مؤاخذة)، وذلك بمناسبة إعداد الدستور الجديد والحديث عن الحقوق والحريات وحقوق الإنسان، ليس ذلك فقط بل هم ينادون أيضا بإباحة الدعارة ومنح تراخيص لمزاولة تلك المهنة بعد الكشف الطبى على البغايا حرصا على الصحة العامة فى مصر. تتزعم هذه الحملة حيزبون (وهى المرأة سيئة الخلق)، وقالت فى اجتماع: "ليه بتقولوا عليه شذوذ؟ أنتم بس عشان مش متعودين عليه، لكن بعد كده بمرور الوقت حايبقى شىء طبيعى!! وبعدين ليه الدولة ما تمنحش تراخيص رسمية لبيوت السكس زى بلاد أوروبا؟ هوه احنا حا نفهم أحسن من أوروبا؟ وليه تقولوا عليها بيوت دعارة؟ مش احسن من انتشار الأمراض والإيدز فى الشباب، حماة الوطن وعدة الزمن ورجال المستقبل"! لاشك أن هؤلاء نشأوا وترعرعوا فى بيئة مليئة باللواط والدعارة والزنا، لا محل فيها للقيم الدينية أو الأخلاقية، وما نراه نحن معشر المسلمين حراما وقبيحا، يرونه حسنا ولذيذا. فالإنسان ابن بيئته ونتاجها. إذن هم موجودون من زمان، والجديد فى الموضوع هو الجرأة والمجاهرة بهذه المطالب فى العلن. المهم أيضا فى الموضوع أن الجماعة بتوع تكتل جميع الأحزاب الليبرالية والعلمانية واليسارية.... إلخ إلخ.... الذين عقدوا مؤتمرات أعلنوا فيها صراحة أنهم يتجمعون ويتحدون لمواجهة القوى الإسلامية، لم نسمع منهم أى تعليق على هذه المقترحات التى حملتها لنا الأنباء، ومن ثم فالأمر بات واضحا، فهم معادون بشراسة لكل ما هو إسلامى ولا مانع لديهم من تقنين الدعارة واللواط فى إطار الحريات الشخصية. فإذا قيل لهم إن الحقوق والحريات مرهونة بعدم مخالفة النظام العام ثاروا وقالوا: لاااااااااا، الإسلام مالوش دعوة بالحاجات دى، دى حرية شخصية، "ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وكل واحد حر. يقول خبراء الغرب إن الفاحشة انتشرت بين قومهم من الزنا واللواط والشذوذ الجنسى وارتضوها سلوكا لهم، بل وتفاخروا بها وأعلنوا عنها وروجوا لها وأقاموا لها منتديات ونقابات، وتظاهروا من أجل الحفاظ على مخازيهم فيها، بل وأنشأوا لها الصحف والمجلات ومنابر الإعلام وأقاموا لها النوادى والشواطئ وقرى العراة؛ لمزيد من الدعاية والإعلان والظهور. لقد كتبت مئات المقالات والكتب والمسرحيات والقصص والأفلام التى تمجد البغاء والعلاقات الجنسية الشاذة، وقد أصبح الجنس ووسائل منع الحمل تدرس للأطفال فى المدارس، وكنتيجة لانتشار وظهور الفاحشة والإعلان عنها يوجد فى الولاياتالمتحدةالأمريكية حسب تقرير نشر فى عام 1983م. وذلك كمثال: "إن مليون طفل يعيشون مع أمهاتهم لأنهم لا يعرفون لهم آباء، هذا غير الذين ترعاهم دور الرعاية الاجتماعية، فاللاتى يلدن سفاحا فى سن المراهقة أكثر من مليون امرأة سنويا حسب إحصائيات 1979 – 1988م، هذا غير اللاتى يسقطن وهن بالملايين". لقد انتشر الشذوذ الجنسى انتشارا ذريعا فى المجتمعات الغربية، وقد سنت الدول الغربية قوانين تبيح الزنا والشذوذ طالما كان بين بالغين دون إكراه، وتكونت آلاف الجمعيات والنوادى التى ترعى شئون الشاذين جنسيًا، وتقول دائرة المعارف البريطانية: إن الشاذين جنسيا خرجوا من دائرتهم السرية إلى الدائرة العلنية وأصبح لهم نواديهم وباراتهم وحدائقهم وسواحلهم ومسابحهم وحتى مراحيضهم، وتقدر الإحصائيات عدد الشاذين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ أكثر من خمسة عشر عاما بحوالى 20 مليوناً من الشواذ، ومما زاد الطين بلة: اعتراف الكنيسة الغربية بمثل هذه الممارسات الشاذة من الزنا واللواط، فقد اعترفت رسميا بأن المخاللة والمخادنة أمر لا تعترض عليه الكنيسة حتى قال أحد الكرادلة فى بريطانيا: إن الكنيسة الإنجليكانية ستعترف عما قريب بالشذوذ الجنسى وأنه لا يمانع شخصيا أن يصير الشاذ قسيسا، وذلك بعد هجوم شنته مجلة لوطية تصدر فى بريطانيا على الدين المسيحى لأنه يحرم الشذوذ الجنسي! المصدر: دراسة للدكتور عبد الجواد الصاوى بعنوان: (الأمراض الجنسية الحصاد الحتمى للإباحية)، جاء بها أن الأمراض الجنسية تعتبر من أخطر الأمراض وأشدها فتكا بالإنسان، خصوصا فى هذا العصر نتيجة الإباحية، حيث تشير آخر التقارير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن الأمراض الجنسية هى أكثر الأمراض انتشارا فى العالم، وأنها أهم وأخطر المشاكل الصحية العاجلة التى تواجه دول الغرب. انظر تفصيلا: http://www.eajaz.org/component/content/article/60 وبعد، هل يحتاج القارئ الكريم إلى أدلة شرعية من القرآن والسنة عن تحريم الزنا واللواط؟ لا أعتقد، فذلك من الأمور المعروفة من الدين بالضرورة، ولكننا نكتفى بالإشارة إلى قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19 فلقد حَرَص الإسلام أشد الحرص على مُحَاصَرة الفواحش بكل أنواعها، وبدأت محاربة الإسلام للفواحش من خلال منْع إشاعتها، وإغلاق كل السُّبُل المؤدِّية إليها، فقد قَدَّم تحريم النظر على تحريم الزنا؛ لأن النظر بريد الزنا؛ ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾ [النور: 30]، وتَوَعَّد مَن يُطْلق العنان للسانه فى أعراض الناس، وإثارة الشبهات، فأوجب له العذاب الأليم، وأسقط اعتباره حين أسقط شهادته نهائيًّا. هذه الأحكام وغيرها كانتْ بمنزلة السياج والعلاج؛ بُغية تجفيف منابع الفاحشة؛ حتى لا تراها عين، ولا تسمعها أذن، ولا يَتَحَدَّث بها لسان. يتضح لنا - على هَدْى ما ذكر - عظم الجُرْم الذى يقع فيه الذين يروجون للفواحش فى المجتمع المسلم، ويزينونها فى عيون الأغرار من الناس، وليس أخطر على المجتمع من اعتياد الشرِّ وقبوله، ولو عند الطرف الآخر، ممن نعتقد أنهم على ضلال؛ لأن مبدأ التهوين يقود إلى التليين ثم التزيين. لقدِ ازدادتْ خُطُورة نشْر الفاحشة بازدياد أوعيتها، وتنوُّع أساليبها، فقد يعجز المرء عن حصْر ومتابعة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمشاهدة، والتى جعل أكثرها من تزيين الفاحشة هدفًا، تُعَدُّ من أجله النصوص والمقالات. هل يقف معنا من يتحدون لمواجهة القوى الإسلامية - ولو مرة لوجه الله – للتصدى لمن يروجون للفاحش؟ تذكروا: "لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ".