تستعد اوغندا للاحتفال بيوبيل استقلالها الذهبى ومرور خمسين عاما على تحررها من الاستعمار البريطانى فى التاسع من أكتوبر عام 1962، وقبل 48 ساعة من انطلاق الاحتفالات التى سيشارك فيها الرئيس محمد مرسى تسود العاصمة الأوغندية كمبالا أجواء احتفالية منذ بداية شهر أكتوبر الجارى . وقد أقيم اليوم /الاحد/ قداس جماعى فى إستاد كمبالا الدولى /إستاد نامبولى/ بحضور الرئيس الاوغندى يورى موسيفينى الذى افتتح أعمال التطوير فى الاستاد الذى يعد أكبر منشأة رياضية فى البلاد ومكان الاحتفالات الرسمية والشعبية التى ستقام فى أوغندا فى هذه المناسبة الوطنية. ومن المقرر أن تستمر احتفالات الاوغنديين بيوبيل استقلالهم الذهبى خلال شهر اكتوبر الجارى حتى نهايته وستقام مباراة ودية بين نادى كرانز أكبر اندية كرة القدم الاوغندية و منتخب زامبيا الوطنى لكرة القدم. وشددت قوات الامن الاوغندية من اجراءاتها الاحترازية استعدادا لاستقبال قادة العالم وضيوف أوغندا من كبار الشخصيات الافريقية والعالمية المشاركة فى احتفالاتها بيوبيل استقلالها الذهبى هذا العام وفى مقدمتهم الرئيس محمد مرسى، كما أصدرت أوغندا كتابا توثيقيا فى هذه المناسبة بعنوان /أوغندا بناء وطن/ يحمل شهادات توثيقية بقلم 148 شخصية سياسية و فكرية أوغندية حول مسيرة العمل الوطنى والتطور الديمقراطى فى البلاد منذ استقلالها ليكون هذا الكتاب حكما للتاريخ على تجربة تحرر دولة أفريقية تنشد الديمقراطية والسلام وبناء الذات والقدرات الوطنية. ويتضمن الكتاب أرشيفا مصورا يسجل واقع حياة الاوغنديين و بعض المناطق فى البلاد إبان حكم الاستعمار و ما تبعه من سنوات التوتر السياسى والانقلابات وواقع هذه الاماكن الان فى ظل اجواء الاستقرار و الديمقراطية تحت حكم موسيفينى . كما صك البنك المركزى الاوغندى عملة معدنية تذكارية من فئة ألف شلن تجسيدا لذكرى الاستقلال لاوغندا وتحمل صورة لرئيس البلاد وقائد نهضتها الحديثة يورى موسيفينى، وكذلك بدأت اوغندا طرح عملتها الورقية الجديدة من ذات الفئة بشكل تدريجى فى أسواق التعامل النقدى مع الاستمرار فى سحب العملة القدية من ذات الفئة المطروحة منذ العام 1987. واستبق الرئيس الاوغندى يورى موسيفينى احتفالات بلاده بالعيد الخمسين لاستقلالها بالإعلان عن مبادرة لتطوير جودة التعليم فى بلاده، وقال فى مراسم إعلان المبادرة اليوم ان التعليم الجيد هو البداية لانتاج المواطن القادر على صنع التنمية فى اوغندا التى تتطلع الى الالتحاق بالعالم الاول المتقدمة و تحقيق الريادة افريقيا. وأضاف أن مرور خمسين عاما على استقلال أوغندا كانت كافية لتحقيق التناغم الوطنى بين كافة العرقيات والاطياف التى تعيش على أرض أوغندا بفضل سياسات التعليم الجيدة التى بات من المطلوب الان تطويرها لانتاج الانسان الاوغندى المستوعب لمستحدثات العلوم و التكنولوجيا وتطوير الانتاج الموجه للتصدير واعتبار ذلك اساسا للانماء المستدام والنهضة الاقتصادية للبلاد. وقال موسيفينى إن منظومة التعليم فى بلاده باتت محررة من الارث الاستعمارى الذى كان يعتبر التعليم وسيلة لانتاج الموظفين المحليين، وقال إن ادارته تعمل على تطوير التعليم المؤهل لانتاج العامل والصانع والزارع الماهر من خلال منظومة وطنية للتعليم المهنى و المهارى تبدأ فى مراحل التعليم الاولية توازيا مع مقررات التعليم التقليدى العامة يحصل بموجبها الدارس على شهادات كفاءة فنية معترف بها محليا ودوليا . تجدر الاشارة الى ان اجمالى اعتمادات التعليم فى اوغندا خلال الاعوام العشرة الماضية بلغت تريليوني شلن، ويأتى اطلاق مبادرة تطوير التعليم الفنى فى اوغندا كوسيلة لتمكين الشباب من اكتساب مقومات الدخول بقوة فى سوق العمل فى بلد بلغت معدلات البطالة فيه 8ر7 فى المائة عام 2006 وارتفعت الى 1ر10 فى المائة عام 2010 ، وتعد بلجيكا فى مقدمة بلدان العالم الداعمة لمبادرة تطوير التعليم فى أوغندا وساهمت بما قيمته 58 مليار شلن فى صورة منحة لا ترد دعما للبرنامج . و تعد أوغندا لاعبا اقليميا هاما فى منطقة حوض النيل اذ تقع فى منطقة شرق افريقيا و تصل مساحتها الكلية الى 236 الف كيلومتر مربع منها 199 الف كيلومتر من البر و36الف كيلومتر من المسطحات المائية وهى تجاور كلا من الكونغو الديمقراطية والسودان و رواندا و تنزانيا وكينيا. كما تعد أوغندا دولة ديمقراطية ذات سيادة وعضو فى الاممالمتحدة والاتحاد الافريقى و تجمع شرق افريقيا و تجمع الكومنويلث و نظام الحكم فيها رئاسى جمهورى يقوم على تعدد الاحزاب ويتكون من ثلاث مؤسسات هى السلطة التنفيذية و تشمل الرئيس وهو فى نفس الوقت القائد الاعلى للقوات المسلحة و نائبه ورئيس الوزراء والوزراء والسلطة التشريعية ممثلة فى البرلمان الاوغندى والسلطة القضائية ممثلة فى الهيئات القضائية على اختلاف انواعها و درجاتها وأعلاها المحكمة الدستورية العليا، علما بأن الدستور الاوغندى الحالى معمول به منذ الثامن من اكتوبر 1995. ويدين معظم الأوغنديين بالمسيحية أوالاسلام الى جانب إنتشار معتقدات أخرى واللغات الاساسية فى أوغندا هى الانجليزية والسواحيلية . و يعيش 80 فى المائة من سكان أوغندا فى المناطق الريفية ووصل مجموع عدد السكان الى 9ر32 مليون نسمة بنهاية العام 2011 تنتظمهم عدة تجمعات عرقية فى مقدمتها عرقية الباجاندا التى تشكل 17 فى المائة من السكان والبنيانكولى و الباهيما والبيكايا. و يتولى يورى موسيفينى حكم أوغندا منذ 29 يناير 1986 وهو أول رئيس منتخب يحكم أوغندا بارادة الشعب وبعد أعوام من النضال العسكرى والسياسى لاعادة الديمقراطية الى بلاده وذلك من خلال حركة التحرير الوطنى وجيش التحرير الوطنى اللتين أسسهما وقادهما موسفينى، وتمت اعادة انتخاب الرئيس موسيفينى لرئاسة البلاد فى 1991 وفى العام 1996 وكذلك فى 2001 و 2006 وكانت انتخابات 2011 هى آخر انتخابات رئاسية خاضها موسيفينى وحصل فيها على 68 فى المائة من أصوات الناخبين. ويتأثر الداخل الاوغندى كثيرا بالاوضاع الامنية السائدة فى منطقة البحيرات العظمى و دول حوض النيل المجاورة لها، وفى مقدمة تلك المشكلات حالات النزوح الجماعى المكثف للاجئين الفارين من نيران المواجهات العسكرية فى منطقة شرق الكونغو بين القوات الحكومية الكونغولية و قوات التمرد فضلا عن بقايا الفارين من مذابح التطهير العرفى فى رواندا و بوروندى ابان التسعينات. وفى التاسع والعشرين من شهر سبتمبر الماضى استضافت العاصمة الاوغندية كمبالا اجتماعات الدورة العاشرة لمسئولى اغاثة اللاجئين الروانديين المقيمين على أراضى أوغندا منذ مطلع التسعينات إبان الصراع الدامى بين التوتسى والهوتو فى رواندا وبورندى ، ومنذ عام 1994 و حتى نهاية سبتمبر الماضى عاد 349 الفا و 141 لاجئا روانديا كان مقيما على أراضى أوغندا الى بلاده وذلك فى اطار برنامج لاعادة توطين اللاجئين الروانديين البالغ عددهم فى دول الشتات 4ر3 مليون لاجىء . ويوجد على الاراضى الاوغندية فى الوقت الراهن 17 الفا و 232 لاجئا روانديا يقيمون فى معسكرات ايواء ترعاها الاممالمتحدة بدعم من الحكومة الاوغندية . واستقبل اقليم كانونجو بجنوب اوغندا فى الاسبوع الاخير من سبتمبر الماضى اكثر من 3000 لاجىء فار من اقليم شرق الكونغو الديمقراطية مخترقين الحدود الاوغندية الكونغولية ليصل بذلك عدد اللاجئين الفارين من شرق الكونغو الى الاراضى الاوغندية الى 20 الف لاجىء . و تتوقع تقارير المفوضية السامية لشئون اللاجئين فى الاممالمتحدة نزوح ما لا يقل عن 900 لاجىء كونغولى يوميا الى اوغندا تحت اشراف المفوضية التى استعدت لذلك بتجهيز مركبات النقل الآمن و نقاط التجميع و الاعاشة فضلا عن الخدمات الطبية المقدمة من منظمة الصليب الاحمر الدولى التى اقامت مستشفيات ميدانية يبلغ عدد نزلائها من اللاجئين حاليا 460 لاجئا من مصابى اشتباكات شرق الكونغو، وقد قدمت الاممالمتحدة دعما لعمليات اغاثة اللاجئين على أراضى أوغندا بلغ 40 مليون دولار أمريكى حتى نهاية سبتمبر الماضى. و تتعاون اوغندا مع المجتمع الدولى فى مجالات مكافحة الارهاب والتطرف وتعمل جنبا الى جنب مع البلدان الافريقية فى مهمات حفظ السلام والاستقرار فى محيطها الافريقى الاقليمى ، وتعد تهديدات حركة جيش الرب الارهابية والمواجهات مع ميليشيات حركة الشباب الصومالية هما الخطرين الرئيسيين التى تتعامل معهما القوات الاوغندية . وفى هذا الصدد تدعم الولاياتالمتحدة قدرات قوات حفظ السلام و مكافحة الارهاب الاوغندية من خلال برامج تدريبية تتم عبر القيادة الامريكية لافريقيا /افريكوم / ومقرها مدينة شتوتجارت الالمانية، وفى اكتوبر 2011 زار طاقم من افريكوم المنشآت الطبية العسكرية فى أوغندا ويوجد مكتب للتعاون والتنسيق العسكرى الامريكى مع اوغندا ضمن هيكل البعثة الامريكية الدبلوماسية فى كمبالا لتسهيل تنظيم التعاون فى المجالات الدفاعية و الامنية بين البلدين .