حذر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من خطة مبيتة بالفعل فى الغرب لإثارة المسلمين واستفزازهم بشكل مستمر تحت زعم حرية التعبير، مؤكدا أن الغرب لا يتعلم من تجاربه مع المسلمين، حيث أن مسلسل الإساءات للإسلام يتجدد بين الحين والآخر، كما حدث في الدنمارك، وانتقل بعد ذلك إلى كثير من الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا. وانتقد الطيب - خلال استقباله بالمشيخة اليوم الثلاثاء للسيدة بيرنيلا داهر كاروك سفيرة الدانمارك بالقاهرة - اتخاذ الغرب موقفا سلبيا تجاه الإساءة للإسلام، وتعليق المساعدات الاقتصادية بحجة أنه لا يعرف الوضع الحقيقي للحراك السياسي. وقال "إن هذا مفهوم خاطئ للحرية، لأن حرية التعبير المطلقة التي تسيء إلى الأديان والمقدسات والرموز ليست من الحرية في شيء، متسائلا عن الداعي لتلك الإساءات المتكررة، على الرغم من أن هناك مصالح متبادلة بين الشرق والغرب". ورأى الطيب أن هذه الإساءات تصدر من قلة متطرفة تعادي الأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة، منتقدا عدم اتخاذ المؤسسات الغربية صاحبة القرار موقفا واضحا من تلك الإساءات في الوقت الذي لا تسمح فيه هذه المؤسسات بأي اعتداء على المؤسسات الصهيونية أو الغربية تحت أي مسمى. وشدد على أن مصر لا تحتاج إلى قروض أو مساعدات بقدر ما تحتاج إلى استثمارات اقتصادية، لأن مصر تمتلك مقومات اقتصادية قوية، زراعية وصناعية وثروات مائية ومعدنية ووفرة في الأيدي العاملة، مؤكدا أن البلاد مؤهلة لأن تنهض وبسرعة إذا يسر لها النهوض الاقتصادي، ووقف بجانبها الأصدقاء. وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر "إن هناك أمورا كثيرة تغيرت في مصر وأصبح مناخ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان من أهم مكتسبات الثورة، فقد انتهى عصر مصادرة الحرية وتكميم الأفواه، وتنوعت التيارات بعد الثورة، سواء إسلامية أو غيرها". وأكد أن ذلك يمثل ظاهرة صحية، منوها إلى أن الأزهر استطاع أن يجمع هذه التيارات في رحابه، ويصدر وثائقه التاريخية. وأضاف الطيب "أتوقع أن تتغير مصر بسرعة أكثر من أي دولة لأن مقومات التغيير السريع موجودة، والشعب مليء بالعلماء والمفكرين في كل المجالات، ونحن نراهن في مصر على الموروث الثقافي للشعب، والذي يتسم بالاعتدال والتوسط". وأشار إلى أن الأزهر به أكثر من 58 طالبا دانماركيا، معتبرا وجود هؤلاء الطلاب ثروة قومية ستساعد على تحسين العلاقات بين المسلمين في الدانمارك وبقية طوائف الشعب. ومن جانبها، أكدت بيرنيلا داهر كاروك سفيرة الدانمارك بالقاهرة أنها ستعمل جاهدة خلال الفترة القادمة على دعم العلاقات بين البلدين، وكذلك بين الأزهر الشريف جامعا وجامعة، بالإضافة إلى المؤسسات العلمية والثقافية في الدلنمارك، وذلك لنقل الوسطية والاعتدال التي هي سمة الأزهر إلى قلب أوروبا.