عرض الفنان، عمرو سعد، فتح مقابر عائلته لدفن ضحايا فيروس كورونا المستجد، معتبرًا أنه من العار على أي إنسان أن يرفض دفن شهيد ضحى بحياته من أجل أبناء بلده بكل إخلاص وشجاعة. وكان يعلق بذلك على رفض أهالي قرية بمحافظة الدقهلية دفن طبيبة توفيت متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، في مقابر القرية، وتجمهرهم لمنع ذلك، قبل أن تفض قوات الأمن التجمعات وتقوم بدفنها رغم اعتراضات الأهالي. وقال سعد في فيديو نشره عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أعلن مدافن العائلة الخاصة ملك لكل طبيب وممرض وعامل من الأطقم الطبية المواجهين لكورونا، أي حد من أسر الأطقم الطبية سيرسل لي لن أتردد لحظة ومستعد أن أحمل النعش بيدي وأشارك في الدفن". كان الدكتور شوقي علام، مفتي مصر استنكر ما وصفه ب "الأساليب الغوغائية" من جانب الرافضين لدفن ضحايا فيروس كورونا المستجد، قائلاً إن هذا يتنافى مع الأخلاق وما يجب أن يحظى به الميت من تكريم. واعتبر المفتي في بيان "عاجل" أصدره للرد على ذلك، أن "من أهم مظاهر تكريم الإنسان بعد خروج روحه التعجيلُ بالصلاة عليه وتشييع جنازته ثم دفنه، وهذا ما أجمعت عليه أمة الإسلام منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، حتى شاع على ألسنتنا جميعًا قول إمام السلف أيوب السختياني رضي الله عنه : (إكرام الميت دفنه) ويؤيده ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ)". وتابع: "وعلى ذلك فلا يجوز لأي إنسان أن يحرم أخاه الإنسان من هذا الحق الإلهي المتمثل في الدفن الذي قال الله فيه (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) ولا يجوز بحال من الأحوال ارتكاب الأفعال المُشينة من التنمر – الذي يعاني منه مرضى الكورونا شفاهم الله أو التجمهر الذي يعاني منه أهل الميت رحمه الله عند دفنه". واستطرد المفتي قائلاً: "ولا يجوز اتباع الأساليب الغوغائية من الاعتراض علي دفن شهداء فيروس كورنا التي لا تمت إلى ديننا ولا إلى قيمنا ولا إلى أخلاقنا بأدنى صلة، فإذا كان المتوفى قد لقي ربه متأثرا بفيروس الكورونا فهو في حكم الشهيد عند الله تعالى لما وجد من ألم وتعب ومعاناة حتى لقي الله تعالى صابرًا محتسبا". ومضى علام: "فإذا كان المتوفى من الأطباء المرابطين الذي يواجهون الموت في كل لحظة ويضحون براحتهم بل بأرواحهم من أجل سلامة ونجاة غيرهم، فالامتنان والاحترام والتوقير في حقهم واجب والمسارعة بالتكريم لهم أوجب، فيجب على من حضر من المسلمين وجوبا كفائيا أن يسارعوا بدفنه بالطريقة الشرعية المعهودة مع اتباع كافة الإجراءات والمعايير الصحية التي وضعتها الجهات المختصة لضمان أمن وسلامة المشرفين والحاضرين، وبما يضمن عدم انتشار الفيروس إلى منطقة الدفن والمناطق المجاورة". ودعا المفتي جميع المصريين إلى أن "يعلموا جميعًا على سد أبواب الفتن بعدم الاستماع إلى الشائعات المغرضة، وألا يستمعوا إلا لكلام أهل العلم والاختصاص، وأن يتناصحوا وأن يتراحموا وأن يتعاونوا على البر والتقوى، ولنكن كما قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)".