ما فعله هذا المدرب المغرور مانويل جوزيه خلال الثمانية والأربعين ساعة الماضية لا يخرج عن كونه تهديدا للأمن العام يستحق عليه الطرد من مصر ومنحه تأشيرة خروج بلا عودة! هذا المدرب يريد فضيحة للكرة المصرية، فيستند على اشاعات يرددها جلساء المقاهي الذين يسهرون الليل وينامون النهار بسبب البطالة، ويستقيظون ليرددوا تلك الأقوال الساذجة! لقد طلب من جهازه الفني أن يبلغ الحكم الليبي عبدالحكيم الشلماني بتنبؤات العواطلية، والتي مفادها أن خطة جعفر التي لقنها للاعبيه هي استعمال الخشونة المفرطة مع لاعبي الأهلي خاصة بركات ومتعب وأبو تريكة والشاطر، على طريقه "اللي يفوت يموت"! لم أسمع في حياتي عن مدرب يسبق الأحداث ويصدق الاشاعات التي يرددها من لا خبرة لهم في الكرة ولا علاقة لهم بالمباريات المشرفة، يتعاطون البانجو والبرشام والذي منه، ويتكلمون بأسلوب الممثل محمد سعد في أفلامه! إنه تحريض سافر من مدرب مغرور ظن نفسه أنه جاء إلى مصر بما لم يأت به الأولون.. مدرب في أول موسم له كان فاقدا للثقة في نفسه، يلتمس كلمة تشجيع، وحين قالها له المدرب المصري الذكي محسن صالح بعد تعادلهما الشهير بأربعة أهداف في مباراة الأهلي والاسماعيلي على استاد القاهرة، التقط انفاسه وراح يشكر محسن الذي رفع من معنوياته! والأغرب هو هذا الاعلام الذي يظن أن رسالته في الأرض هي "التطبيل" للأهلي ولخرافات مدربيه.. فيروج لنفس خرافات جوزيه التي سمعها من المبنجين، وراحت الموضوعات الرئيسية تتحدث عن زلزال مهول من نوعية زلزال باكستان سيهز البيت الأبيض الزملكاوي، وأن الجهاز الفني للزمالك يدرك أن مقياس رختر سيسجل أعلى درجات الزلازل، وليس أمام لاعبي الزمالك سوى الخشونة المفرطة، والتسبب في اصابات تمنع مفاتيح الأهلي من لعب المباراة النهائية أمام النجم الساحلي، الأقرب للصعود من منافسه الرجاء المغربي! مدرب وجهاز فني يبعثون برسائل مشفرة للحكم الليبي الغرض منها فتح عيونه تماما على أي لعب جاد من لاعبي الزمالك وتقييدهم وتحجيمهم بالفاولات والانذارات، وربما الوصول إلى حالات طرد، ولو حدثت بعد هذا الذي تداوله جوزيه والاعلام الأهلاوي، لتسببت في فضيحة في الملعب، فالزملكاوية لن ترضيهم حتما قرارات تنطلق من خلفية تحريض جوزيه وصحفييه الملاكي! من الممكن أن يكرر الزمالك في هذه الحالة واقعة الانسحاب الشهيرة التي كان قائدها فاروق جعفر أيضا بعد أن تعرض فريقه لحالة طرد ظالمة من الحكم الفرنسي في الربع ساعة الأولى من احدى مباريات القمة، وهذه المرة سيجد جعفر تأييدا حازما وقويا من مرتضى منصور الذي قد ينزل الملعب ويبحث عن جوزيه لينسيه اسمه وبلده.. خاصة ان بين منصور وجوزيه "تار بايت"! تعالوا نتوقع ما الذي يمكن أن يحدث من الجمهور لو سقط بركات أو أبو تريكة أو شوقي أو أي لاعب أهلاوي ليمثل على حكم جرى تحريضه مسبقا، فلا يجد أمامه سوى اشهار البطاقة الحمراء للاعب الزملكاوي الذي كان مشاركا في هذه اللعبة، وربما يحتسبها ضربة جزاء لو وقعت في المنطقة المحرمة للزمالك!.. المفروض أن يتفرغ جوزيه لتدريب فريقه على خطة الصعود للمباراة النهائية، وعلى كيفية غزو مرمى الزمالك من كل الطرق والاتجاهات وليس تخويف لاعبيه من شبح حملهم على نقالة لأقرب مستشفى! ثم هل لاعبوه ناقصون رجلا أو يدا لكي يتم تخويفهم من تلك المخلوقات الفضائية الزملكاوية، أليسوا قادرين على رد الخشونة بمثلها، والاجهاز مثلا على اللاعب الفنان حازم امام الذي يلعب السهل الممتنع بالشوكة والسكين! لقد قرأ الحكم الليبي ومساعدوه بل شك تلك الخرافات طوال اليومين الماضيين، وربما يصدق الصحف التي تمثل الدولة والتي أمنت على كلام جوزيه وأيدته وأبرزته، وهو انحياز سافر بلا شك، يفسر لنا لماذا لغضب الاهلاوية عندما يجدون صحفيا أو كاتبا يخرج عن خطهم، فيحاولون تخويفه بكل الوسائل، فان فشلوا راحوا يردحون له بألفاظ نابية يعاقب عليها القانون! لو خرجت المباراة اليوم عن السيطرة فسيكون السبب الرئيسي هو مانويل جوزيه، ومسئولو الأهلي الذين تركوا له الحبل على الغارب فظن نفسه المندوب السامي "البرتغالي" في مصر! [email protected]