فى إطار الحملات الأمنية التى تقوم بها وزارة الداخلية وشرطة المرافق لرفع الإشغالات من ميادين وشوارع العاصمة، بدأ عدد من قيادات قوات أمن القاهرة بالتفاوض مع الباعة الجائلين من أجل إجلاء بضاعتهم من ميدان رمسيس منعًا لوقوع اشتباكات بينهم وبين قوات الأمن إلا أن الباعة الجائلين رفضوا الاستجابة لعمليات التفاوض وأصروا على الاستمرار فى أماكنهم. وقال مصدر أمنى طلب عدم ذكر اسمه: "إن الحملة ليس هدفها رفع الإشغالات بالقوة الجبرية وإنما إدارة الحى أرسلت بعض موظفى الحى للتفاوض معهم قبل أن تتدخل قوات الأمن لرفع الإشغالات بالقوة"، موضحا أن القوات ستظل داخل الميدان لمنع عودة الباعة مرة أخرى. ورصدت "المصريون" تجمع عدد كبير من الباعة الجائلين بالقرب من ميدان رمسيس فى محاولة منهم للعودة إلى فرش بضائعهم بالميدان، كان أبرزهم محمد أحمد 52 سنة حيث قال: "أنا هنا من أيام عبد الناصر وماليش مكان غيره لا بنيت عمارة ولا عندى تكية واليهودى بينزل يعيش فى البلد وياخد حقه وزيادة وإحنا مالناش لازمة ويدوسوا علينا بالبيادة". أما رأيه فى مشروع "اليوم الواحد"، فقال "عايزين يودونا الصحراء علشان نموت بالبطىء"، وأكد أنه لن يترك مكانه حتى لو قامت الحكومة بإطلاق النيران عليهم ويفضل الموت، قائلا: "لو ضربونا بالرصاص يكون أحسن أمال ها نروح فين". ثم التقينا ببائع آخر يدعى فتحى كامل فقال لنا: "أنا بكالوريس تجارة ومافيش شغل ونزلت أشتغل مع والدى على عربية تمر هندى، وأنا متجوز وعندى أطفال وقدمت أكثر من مرة على وظيفة وطلب فى الحى للحصول على كشك لكن ماحصلشى نصيب". وأكد أن الميدان هو مصدر رزقه ولن يتخلى عنه وأنه حين تأتى حملات من حين إلى لآخر يقوم بالهروب منها، والعودة مرة أخرى بعد رفع الإشغالات، موضحا أن هذا ما يتكرر دائما قائلا: "لعبة القط والفار". وأضاف: "لولا تواجدنا بالشارع كانت ستحدث حالات سرقة كتير، إحنا بنحمى المواطنين، والنظام شىء جميل ولكن ما ينفعش النفى فى مناطق بعيدة، وأنا الآن إما أن أجد مكانا آخر "كشك" أو أن يكون مصيرى الضياع والبرشام أو أشتغل حرامى أو بلطجى أو قاطع طريق!!