سَلامٌ مِن صَبا بَرَدَى أَرَقُّ = وَدَمْعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافى = جَلالُ الرُّزْءِ عَن وَصْفٍ يَدِقُّ وَبى مِمّا رَمَتكِ بِه اللَيالى = جِراحاتٌ لَها فى القَلْبِ عُمْقُ أحمد شوقى سَلامٌ عليكِ يا سوريا من ذلك الطاغية المجرم وشيعته..... سَلامٌ عليكِ يا سوريا من ذلك السفاح الغاشم وشبيحته..... سَلامٌ عليكِ يا سوريا من ذلك الذئب الغادر الفاجر الذى غرس فيكِ أنيابَه القذرة وأنشَبَ فى جسدِك الطاهِر أظْفاره ليُنهى على البقيَّة الباقِيَةِ من حياتك..... سَلامٌ عليكِ يا سوريا من المدافع الجائرة الباغية التى تُقذَفُ كل يوم وليلة على منازلك فتُهدِّمها وعلى مساجِدِك فتُدمِّرها... سَلامٌ عليكِ يا سوريا من تلك النيران المشتعلة بين جنابتِكِ تأكُل الأخضَر واليابس... سَلامٌ... والقلب يتقطع ألمًا وحسرةً عليكِ.. آه يا سوريا... لستُ أدرى ماذا أكتب عنك؟!! أأكتب عن تاريخك القديم – الذى نسيتْهُ أو تناسَتْه أجيالنا- فأكتب عن تاج الخلافة الذى عُقدَ فوق نواصيكِ.. أم أكتب عما أسدَتْه إلى الإسَلامِ أياديكِ... أم أكتب عن حاضرك المحزن المبكى آآآآه يا سوريا.. أأكتب عن عصابة استولت عليك فنهبتْ ثرواتك وخيراتك، وعذبت أبناءك واستحلت أعراض بناتك؟!!! وَطفلَةٍ مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزتْ = كَأَنَّما هى ياقُوتٌ وَمَرْجانُ يَقُودُها العِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً = وَالعَينُ باكِيَةٌ.. وَالقَلبُ حَيرانُ أم أكتب عن البيوت التى تُهدَّمُ كلَّ يومٍ بلْ كلَّ دقيقة فوق رؤوسِ أصحابها؟!!! أم أكتب عن جثث القتلى من أهل السنة فى كل مكان؟!!! آآآآه يا سوريا... لِمثلِ هَذا يَذوب القَلبُ مِن كَمَدٍ = إِن كانَ فى القَلبِ إِسَلامٌ وَإِيمانُ عن أى شىء أكتب وجميعُ أهل الأرض يرى ما يفعله العلويُّون الكافرون المجرمون من إبادة جماعيَّة لشعبِك ولا يُحرِّك ساكنًا، إلا الشجْبَ والاستنكار!!!، وماذا يَصنعُ الاستنكار مع سفاح مُجرِم لا يرى إلا لون الدم، ولا يعرف غير لغة القوة الظالمة الغاشمة؟!!!! مَعذرِةً إليك يا سوريا؛ فقد ظن قومنا أن ما يدور فيكِ مظاهراتٌ ومناوشاتٌ بين شعبٍ وحكومته - كما صوره لنا إعلامُنا - ولم يفطنوا - إلا قليلاً - أن الذى يدور فيكِ إنما هو حرب بين كفر وإيمان.. حرب بين فئة قليلة مغتصبة للحكم وبين أغلبية كاسحة لا ترضى عن ذلك الحكم الجائر.. وجهاد - بكل ما تعنيه الكلمة - بين الفئة المؤمنة الصابرة المُحتَسِبَة وعصابة كافرة لا تؤمن بالله ربًّا ولا بمحمد نبيًّا ورسولاً، نعم طائفة كفرت - باعتراف كل علماء الإسَلام، حتى باعتراف علماء الشيعة – وارتضت أخلاطًا من دين المجوسية واليهودية وغير ذلك من المعتقدات والأفكار الضالة الفاسدة. معذرة إليك يا سوريا.. فإن قادتنا قد خذلوك.. نعم؛ خذلوك فلم نر لواحد منهم موقفًا مُشرِّفًا حتى ولا فى (جازعة) الدول العربية. معذرة إليك يا سوريا.. ولست أدرى ما تصنع المعذرة لك.. معذرة وقد بَخِلَ أغنياؤنا عن أن يمدوك بالمال.. بخل أغنياؤنا ومُوسِرُونا عليك، ويا له من خزى ما بعده خزى، وعار ليس وراءَه عارٌ. معذرة وقد غفل دعاتنا وخطباؤنا وأئمتنا عنك - إلا قليلاً منهم - فلا نسمع لهم فيك حِسًّا.. تغافلوا عنك وتناسوا أن الدعاء سلاح من أقوى الأسلحة.. تكاسلوا أن يَمدُّوا أيديهم لله أن ينصرك.. أن يهلك الباغى وعصابته.. تكاسلوا أن يقولوا: اللهم انصر إخواننا فى سوريا.. تكاسلوا أن يرفعوا أيديهم فى كل صلاة ليسألوا الله لك النصر والفرج.. حتى الدعاء أيها المسلمون بخلتم بِه، حتى الدعاء يا أئمتنا ودعاتنا غفلتم عنه!!!! معذرة يا سوريا فليس لك إلا الله - جل وعلا – ناصرًا ومُعينًا.. معذرة إليك يا سوريا وأى معذرة.. معذرة متلفعة بالخجل والانكسار أرفعها بيد الذل والعجز.. ثم تحية إجلال وإكبار يحمله طائر الفرحة والعزة والفخار إلى جيشك الحر الصامد الأبى الشجاع.. تحية إلى تلك الشامة الغراء فى جبينك الطاهر الحيِىّ.. إلى أولئك الأبطال المجاهدين البواسل.. ثم سَلامٌ عليكِ يا سوريا وقلبى ينبض بالدعاء لك أن يفرج الله كربتك، وأن يُقيل عثرتك، وأن يهلك الفئة الباغية الظالمة التى دنَّستْ شرَفكِ، ونجَّستْ طُهرَكِ... سَلامٌ عليك... يا سوريا محمود العيسوى باحث ومصحح لغوى [email protected] [email protected]