تظاهر آلاف الجزائريين بعدة مدن، في الجمعة 19 للحراك الشعبي، للمطالبة برحيل رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، والتمسك بالوحدة الوطنية. وتوافدت حشود ضخمة من المتظاهرين، بعد صلاة الجمعة، - كما جرت العادة - إلى الشوارع والساحات بعدة مدن، بينها سكيكدة وبربوعريريج وبجاية (شرق)، ووتيري وزو والجلفة (وسط)، ووهران ومستغانم (غرب)، وفق وكالة أنباء "الأناضول". ودخل الحراك الشعبي، هذا الأسبوع شهره الخامس، وذلك منذ انطلاقه في 22 فيفري الماضي، رفضا لترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، وللمطالبة بالتغيير الجذري للنظام. وردد المتظاهرون شعارات تلتقي حول مطلب رحيل رموز نظام بوتفليقة، وتسليم السلطة للشعب، من خلال تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور اللتان تنصان على أن "الشعب مصدر كل سلطة". وفي العاصمة، رصدت وكالة "الأناضول" انتشارا كثيفا لعناصر الشرطة، تجاوز الجمع الماضية، إضافة إلى تنصيب حواجز أمنية قبل أن يتم رفعها مع تزايد عدد المتظاهرين. وخلال المظاهرات، لوحظ غياب شبه تام لرايات الأمازيغ بالعاصمة، فيما سجلت حضورها الكبير بمعقلهم الرئيسي أي في مدن منطقة القبائل مثل بجاية وتيزي وزو (شرق العاصمة). وحسب الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، اعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين والنشطاء بساحة البريد المركزي (بالعاصمة)، قالت إنهم كانوا "يحملون راية الأمازيغ". وتجددت مطالب الحراك برحيل رموز نظام بوتفليقة عن الحكم، مثل الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، ونور الدين بدوي، وسط شعارات تؤكد رفض المتظاهرين وقف احتجاجاتهم مثل "ماناش حابسين (لن نتوقف)". كما رفعت شعارات من قبيل: "نعم للتوافق والوفاق لا للحوار مع بقايا النظام"، و"مطلب الحراك واضح.. تسليم السلطة للشعب". وقبل أيام، قال الفريق أحمد قايد صالح، قائد الأركان الجزائري، إن تعليمات صدرت لمنع رفع رايات غير العلم الوطني في المسيرات الشعبية. واعتبر أن رفع هذه الرايات "قضية حساسة تتمثل في محاولة اختراق المسيرات، ورفع رايات أخرى غير الراية الوطنية من قبل أقلية قليلة جدا". وعقب الجدل الذي أثير حول الرايات طيلة الاسبوع الجاري، حمل الجزائريون في الجمعة 19، شعارات تؤكد على الوحدة الوطنية، بينها: "واعتصموا بحبل الله جميعا ىلا تفرقوا"، و"خاوة خاوة (إخوة). ومنذ انطلاق الحراك الشعبي قبل أسابيع، رفع متظاهرون أعلاما بالأصفر والأخضر يتوسطها رمز للأمازيغ، تعرف بأنها أعلام لأمازيغ شمال إفريقيا، بهدف التعبير عن هوية أصحابها. وسبق أن دعا عبد القادر بن صالح، لانتخابات رئاسية في 4 يوليو المقبل، لكن المعارضة والحراك رفضاها بدعوى رفض إشراف رموز نظام بوتفليقة عليها، بشكل أدى لإعلان المجلس الدستوري إلغاءها وتمديد ولاية بن صالح حتى انتخاب رئيس جديد.