تطور العقل البشري والقدرات الإدراكية بجانب الأحداث بتنوعها وقوتها عبر القرون، جعل المسيطرون الدوليون والمتمثلون في "المنظمات السرية وجمعيات العلاقات وبعض الجماعات" يستخدمون طرقاً علمية لتطويع الأذكياء عبر وحدات متطورة بغرض تنفيذ برامج إما "لصناعة الرموز والتلميع والدعم" أو "لسلب الإرادة وسحق النفوس والاغتيال المعنوي"وهذه البرامج تمارس بدقة كبيرة عن طريق دوائر نافذة في دول عدة ولا يملك أحد التعديل عليهم أو مراجعة أفعالهم، أو حتى مجرد الحديث عنهم، فهي تمارس على فترات زمنية متباعدة لتحقيق الهدف العميق وذلك بعدما أضحت فكرة الإغتيالات والتصفية الجسدية غير مناسبة في بعض الظروف. ولأن مسألة دعم الأفراد وتصعيدهم لقيادة الجماهير قضية لا تحتاج للكثير من الكلام والتوصيف، إلا أن عمليات الإجهاد النفسي والعقلي بغرض التصفية البطيئة أمر يحتاج إلى وقفة، كونه جزء من ممارسات "حروب الجيل الخامس"، وغالباً ينجُم عن الضغطِ المُفرط والمستمر عملية "إفساد سلوكي" مقصودة من خلال المواقف المكررة والمرتكزة على معرفة سرية بقدرات الفرد وسماته ورغباته ونقاط قوته وضعفه، ومن ثم اللعب في تلك الدائرة وإفساد قدراته وإنهاكه صحياً وجسدياً عبر دوائر محيطة به سواء في الوظيفة أو أقرباء، ولا يمكنه فك هذا اللغز إلا بربط معقد للأحداث والتدقيق في فلتات الألسن والمصطلحات، على أن يتمتع بذاكرة قوية تمكنه من ربط الأحداث والأشخاص إلا إذا كان الأمر قدرياً ولا دخل فيه لتخطيط بشري، وخصوصاً أنه لا يوجد طرق علمية موثوقة توضح ماهية تلك البرامج التي تمارس على الأفراد، وما يمكن أن يتخذ كمرجع هو تجارب الأشخاص والقصص التي حدثت معهم على المدى الطويل والقصير ومعرفة المصدر وطبيعة البرنامج الذي تمت ممارسته عليهم ومخرجات ونتائج هذا البرنامج. هؤلاء الأذكياء محل الدراسة قد يكون سبب استهدافهم هو امتلاكهم لمعلومات حساسة أو لديهم إمكانية لفك ألغاز بعينها أو أنهم خالفوا مواثيق واتفاقات مهنية أو أمنية أو كان لهم دور سلبي بتعريض تلك المنظمات للخطر والتدمير،ويقال أن هناك جانب روحاني يخص "سحب طاقة الأذكياء والخلايا المميزة عبر الأعمال السفلية وتسخير الجن وخدام السحر". عموماً فإن هذه الجهات تمارس عملية الإخضاع عبر استخدام "برامج الإنهاك النفسي لتحقيق مؤشرات صحية تبدأ بإضعاف المناعة والصداع أو آلام في العضلات والمفاصل، والتغيير في عادات الشهية أو النوم، وخلق الشعور بالفشل، والشعور بالعجز والانهزام والتقدير الذاتي المنخفض، بجانب صناعة العزلة لمنعه حتى من واجباته المهنية والدينية وإصابته بما يشيه "الشيزوفرينيا"، ويتكرر هذا البرنامج في ظروف مختلفة تبعاً لطبيعة الزمان والمكان والحالة الأمنية والمجتمعية ومدى سيطرتهم على هذا الوضع وتمكنهم من إخفاء جريمتهم وحتى يتم القضاء التام على الفرد، ولا يبقى مساحة للحديث أو الكلام، أو تنتهي فاعلية أفكاره أو جاذبية أسراره بانقضاء المدة. ولوصف عواقب الإجهاد النفسي يمكن مراجعة عدة أبحاث منها بحث للبروفيسور «ديفيد بالارد» الأستاذ بالجمعية الأمريكية لعلم النفس، وله باع في وصف نظرية الاحتراق النفسي بعيداً عن نظرية المؤامرة، وآخرون يتحدثون عن المؤامرة عن برامج "اغتيال معنوي"في قمة السرية وتبدأ بشىء غريب، مثل خلق ظروف وبيئة مشبعة بعدم تقدير للشخص مما يشعره بأنه (عالة) على المكان وخلطه بثلة من المنبوذين وأصحاب النتؤات النفسية، ويبقى بين خيارين ،إما أن يصابَ بالاحتراق النفسي، أو أن يموت اجتماعياً معا لوقت ولا يكون أمامه خيارات لاحقة، فهناك برامج تمارس من أجل السيطرة على الأذكياء وإخضاعهم ومن بينها "الاغتيال البطىء" حتى لايبقى أمامه متنفس أو كلمة يشرح بها حاله وظروفه أو قدرة على التعبير أو مبررات ودلائل على الجريمة طويلة الأجل والتي ترتكب في حقه والتي هي عبارة عن (اغتيال معنوي – مقنع) في صورة مواقف صغيرة ومكررة واقحام أطراف أخرى لاستكمال الأحداث كجزء من البرنامج، وبعد سحب قواه وسلب إرادته وسحق همته تتم عملية تفكيكه عصبياً أو استهداف مصدر رزقه أو إفقاره وهو ما تفعله بعض الدول الكبرى مع المنتمين لحركات متطرفة بديلاً عن عمليات الاغتيال الجسدي وبديلاً عن تحديد إقامته والتي قد تمنحه متنفس للتفكير وافشاء ما يملكه من أسرار، ويبقى السؤال مطروحاً، حول الفاعلين والمنفذين الفعليين، والمساعدين المدركين وغير المدكرين لدورهم في تطبيق تلك النظريات ومن ورائها ومن يديرها ويطبقها ومدى تغلغلهم في دول بعينها وممارساتهم غير الشرعية والبطيئة وقائمة الضحايا القدامى.. هؤلاء الذين لا يجدون أحداً يشتكون له من تلك الأفعال العظيمة التي تحدث دون رقيب أو حسيب. [email protected] www.Elkhodiry.com