وكيف لا نستجمع همتنا الوطنية.. بعد أن حمّلنا عالمُنا الكبير أمانة استكمال حلمه لمدينته.. وكلفنا مولانا الجليل بألا نخشي.. وطالبنا رئيسنا المُخلّص بأن نفرح ولا نتشكك. الثلاثاء : »أرجوك يا عقلي.. أرحني قليلا من جهد التفكير».. هذا طلب جاد جدا.. وحتمي توجهت به إلي عقلي كي لا أصاب بالجنون من كل ما يحدث حولنا وفينا في العالم وفي الإقليم العربي وفي القارة الإفريقية وهي المساحات التي كنا نعيش فيها في آمان.. وأصبحنا نتمني أن نخرج منها إلي الآخرة في آمان! تسارع في الأحداث والظروف.. وكلما تخطينا عقبة صادفتنا مصيبة.. وكلما اجتزنا حفرة تحطمنا علي صخرة أكثر وعورة.. أتأمل حالة التخبط النفسي والإنساني الذي أعيشه، أجد حولي من عصف به غلاء الأسعار.. ومن أصبح شراء الغذاء عبئا كبيرا عليه.. ومن يقف عاجزا عن دفع مصاريف المدارس أو الجامعات.. وهناك من تبخر حلمه بشراء حتي »بعكوكة صغيرة» أي سيارة تستر عليه في الطريق العام.. وهناك من استحلف مرضه أن يغادره شفقة علي نفسه من تكاليف الطبيب والدواء! ومع هذا أقول الحمد لله » لأن اللي يشوف حال غيره.. ما يصعبش عليه حاله».. وأكرر لنفسي مقولة إن الصبر مفتاح الفرج.. وأن عليّ أن أحمد الله علي نعمة الستر. مازال القلق يعصف بي.. فما إن هدأت نفسي بعض الشئ علي مستوي مصر وقلت أتوكل علي الله وأبدأ في مواجهة شروط صندوق النقد وحرب الغلاء والضرائب الجديدة التي ستهزم خطوط دفاعي، وزد عليها انتظاري فاتورة الكهرباء» النارية المُنتظرة، ومعها التهديد برفع الدعم عن البنزين.. حتي وجدت أن الأحداث التي تطاردني كمسلمة مصرية عربية إفريقية أشد وأضل سبيلا.. فالمخابرات العالمية كلها » شغالة ضد المسلمين بحوادث إرهابية ممنهجة - تسعي لتفخيخ علاقات المسلمين العرب بأهل الغرب، وتجعل منهم إرهابيين متوحشين يقتلون ويذبحون ويروعون الآمنين.. حتي يرتاع المسلمون الذين يعيشون في الغرب ويحملون جنسيته، ويختبئ المسلمون الذين يعيشون في بلدانهم وخاصة العرب كل في داخل قوقعة الانعزال والخزي والعار، علي حين تزغرد أحزاب اليمين المتطرف في الغرب، فالفرصة التي أعدوا لها صارت ملك يمينهم.. ويالا بؤس المسلمين العرب ! ننتقل إلي المحيط الإقليمي العربي.. ولا داعي لذكر حال دول عربية حبيبة، ومنها من كان سعيدا - ولم يعد كذلك - وفئوس الإرهاب العالمي القذر تمزق أوصالها.. علي حين تفتح لنا دولة عربية عزيزة» موريتانيا » أبوابها نحن الأشقاء العرب بكل كرم في قمة أسمتها هي » قمة الأمل» ليصيبها أغلب زعماء وملوك العرب » بخيبة الأمل»! أما المجال النفسي الإفريقي فيكفي ما ينغصون به علينا من أخبار سد النهضة.. ولا تعقيب. المؤامرة ضد مصر »مسعورة» من الداخل والخارج تحاول إحباطنا، تصر علي أن تغمرنا بشائعات الفشل، تزرع الفرقة بين الصفوف، تحاصرنا اقتصاديا، نحن في وسط لهيب نار معركة البقاء والوجود.. كيف أطمئن؟ يا جماعة والله أنا لست متشائمة.. ولكني أصبحت مغلوبة علي أمري شأني شأن الجنيه المصري »المُنهك» بفعل ظلمنا له كشعب وحكومة فلا نحن أنصفناه، ولا نحن أكرمناه، ولا أنتجنا من أجل رفع شأنه، بل تركناه مكسورا بسبب عدم مبالاتنا وتدني إنتاجنا، وتقاعس هممنا، وانعدام تخطيطنا، وغياب تحملنا لمسئوليتنا الوطنية.. والمشكلة التي لا أعرف لها سببا فعلا.. هي أننا كشعب لم نعد ننتج إلا مواليد جددا..، ولم نعد نحترم ثقافة العمل، بل صار الكسل الوطني شعارنا وكأننا أسندنا مهام الإنجاز للرئيس السيسي وحده ومعه الجيش المصري العظيم.. وكأن عليه وحده أن يدفع فاتورة انتخابنا له.. وأتساءل هل هناك مضاد حيوي ضد الكسل الوطني؟ والحقيقة هو أنهم سألوني: » وقالوا لي مالك مهمومة.. قلت لهم من حال الإنتاج المصري مغمومة». فقدنا شعاع الضوء الساطع الحالم الأربعاء: فقدنا د. زويل العالم المصري المشرق بنور الأمل.. الحالم بحقيقة العلم.. العاشق لتراب مصر.. المؤمن بالوطن والمُحرك لطموحاته.. المُبشر بإمكانياته.. المُنتمي لجذوره.. والمتفائل بمستقبله. اكتسب العالم المصري الجليل الراحل - ولا تطاوعني يداي أن أكتب عنه الراحل - إشراقاته العلمية بعد أن تحدي العلم والعالم.. فأنجز وأوجز وأحرز الأهداف الإنسانية والعلمية والعالمية. عبقرية د. أحمد زويل الحائز علي جائزة نوبل وعلي المئات من الجوائز العالمية البارزة.. لم تكن تقف أبدا عند حدود الصفات الشخصية للمبدع العلمي من انضباط.. والتزام.. وقوة إرادة.. وقدرة علي الصمود في وجه التحديات.. والشجاعة عند مواجهة الفشل.. والتواضع عند امتلاك ناصية النجاح والتفوق والتميز.. بل بالإيمان، بأن النجاح هو ليس محصلة إنسان بمفرده بل النجاح هو منظومة من حسن الإدارة لملكات الأفراد ومهاراتهم، ثم ضرورة أن يتوافر المُناخ الإبداعي الديمقراطي، بما يسمح للمبدع بالانطلاق في ساحات الاكتشاف والابتكار.. وأخيرا والأهم إيمانه بحتمية وجود فريق العمل الإبداعي حتي يجتاز المُبدع طريقه نحو التحقق باقتدار. نعم عبقرية د. زويل لم تكن تقف أبدا عند حدود وضوابط شخصية المبدعين.. بل امتد إبداعه ليحتوي بداخله الشخصية الإنسانية للمبدعين وهي الشخصية الخلوقة.. التي تملك عقيدة الإيمان.. والتفاؤل.. والعطاء.. والحلم والخيال.. والتسامح مع الآخر.. وتقبل الاختلاف.. والتجاوب الإنساني الراقي والتفاعل مع كل ما حوله ومن حوله.. بحيث يضفي عليهم بهجته وتذوقه الراقي للعلم والفن والثقافة والحب. لقد مضي الشاب أحمد زويل في طريقه العلمي الشاق رغم لحظات المعاناة في بلده الأم » مصر»، ومع هذا فلم يضعف عزمه.. ولم يضعف حبه لها فقد قادته مصريته إلي العودة لمصر التي لم ينفصل عنها أبدا جسديا ولا نفسيا ولا معنويا ولا ثقافيا.. عاد محاربا شرسا لكل أعداء النجاح، ومارس تحريضه للشباب المصري وطالبهم بالثورة علي الجهل والفقر.. وحفزهم علي الإيمان بأنفسهم وقدراتهم وبلدهم وبقيم العلم والبحث العلمي والتفوق والإبداع.وقدم لهم هديته الأخيرة مدينة زويل. مؤكدا لهم ولنا »إن مصر كانت ولاتزال قائدة العالم العربي، وثورتها القادمة في التعليم والثقافة سوف تُحدث تغييرات كبيرة في دول عربية أخري، لأن مصر لاتزال تحتفظ بتاريخ وقواعد، وبالقوة البشرية والمؤسسات، لكي تصير رائدة التحول الضروري، والصحوة السياسية لإن امتلاك المعرفة هو مفهوم يتضمنه نسيج الدين الإسلامي، وكان سببا في امبراطوريته منذ عدة قرون، ولذلك فإن التحول العلمي المعرفي الثقافي هو الحلم والهدف الأسمي ومدينة زويل سوف تكون طريق مصر للعودة إلي جذورها الحضارية كمركز عالمي للتعلم. وهو بالنسبة لي أنا د. زويل » ما سوف يكمل دوره قدري الخاص»! كان العلم وأبحاثه هو النداء الأخير لد. زويل، والذي تمني تحققه لوطنه مصر ولشبابها.. وهو بالفعل قد زرع العلم والبحث العلمي في أرضنا ورواه بجهده وعلمه وصحته وبالمال الذي جمعه من المتطوعين لإرساء بنائه وتثبيت جذوره علي أرض مصر التي عشق نيلها وترابها.. والتي اختار أن يضم ثراها جسده الطاهر، ليتحقق الجزء الأول من وصيته وهو أن يدفن في أرض مصر.. وليتبقي الجزء الثاني منها وهو استكمال مشروعه الذي حلم به وهو » مدينة زويل». أنعي عالمنا الجميل.. جميل النفس ورفيع القدر.. وقدوة الشباب.. ورمز حب الوطن.. وأقول له.. قدرك يا د. زويل سيظل عزيزا وغاليا علينا ومُلهما لنا نحن كل المصريين، أما ما كتبته أنت عن قدرك الخاص.. فقد أنجزته بعلمك وأخلاقك وحبك المُشع لكل الإنسانية، وأرجو الله أن ننجح جميعا نحن المصريين في استكماله.. رحمك الله.. يا ابن مصر البار وأسكنك فسيح جناته. الحوار الأسود لغته.. القتل وحده الجمعة: في أكثر لحظات المسلمين إيمانا.. وفي أحلي أوقاتها سلاما.. وقبل انتهاء صلاة الجمعة من أغلب المساجد.. إذا بشريط عاجل يُطل علينا علي الشاشات عن محاولة فاشلة - والحمد لله - لاغتيال فضيلة الشيخ الجليل مولانا الأستاذ الدكتور علي جمعة المفتي الأسبق.. وصاحب الفضل العلمي الإيماني علي كل من يصاحبه ويستمع إليه ويأنس بأحاديثه وخطبه الدينية.. الشيخ علي جمعة هذا الإنسان الصالح الذي يفيض وجهه بالبشر والنور والسماحة.. ويتباهي لسانه بحلو الدين والقدرة علي الإقناع بحلاوة الإيمان دون افتعال أو مبالغة.. ويأخذ المسلمين إلي طريق الهداية بقدرته علي الاقتراب من أعماق الدين والغزل في جمال الحب والعشق الإلهي.. والتيه في محبة رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم بأسلوبه السهل الممتنع.. وبرفق الوسطية الإسلامية الرائعة، وبما يمتلك من ثقافة جامعة شاملة مُطلعة علي ثقافات ولغات وفلسفات العالم.. فيجعل المتحلقين حوله وحول برامجه غاية في الانحياز لدعوته الدينية المحببة لكل نفس والمقربه لكل روح.. هذا الشيخ المهيب هو من تريد رصاصات الإرهاب اغتياله؟ قبل أن تمر علينا لحظات الانتظار البطيئة علي مولانا.. كان الإعلامي الشاب الرائع عمرو خليل - وهو نموذج للشباب الذين يتقن صنعة الإعلام.. ويخترق قلوب مشاهديه بحوار آخاذ وأدب جمّ وأسئلة واعية، وصوت نبراته هادئة تعبر عن فهمه العميق لقيمة ما يقدم ولخصوصية من يحاور - وهو من نستمتع بمشاهدته مع فضيلة الشيخ علي جمعة في برنامجه الديني اليومي علي الفضائية الشهيرة.. أقول قبل أن تمر لحظات الهلع علي سلامة الشيخ كان الإعلامي عمرو خليل ينقل لنا بالصوت والصورة حديثا مباشرا للشيخ الجليل من بيته وهو يُطمئنا علي سلامته.. والغريب أن وجه د. علي جمعة كان يفيض بالنور وصوته يتواصل وكأن شيئا لم يكن، فلم يصب الشيخ الهلع علي الحياة، وهو من أسلم بالفعل قدره وعمره لله وحده، بل علي العكس راح يطمئن قلوب المصريين من محبيه ومريديه، ويقول للمصريين تشجعوا وتحملوا ولا تهابوا، فالإرهابيون منكسرون يصارعون لأنهم شعروا بقرب نهايتهم، ويريدون أن ينتقموا من مقتل زعيم لهم علي أيدي قواتنا المُسلحة الباسلة، ويريدون أن يقتلوا بداخلكم فرحة الغد بالاحتفال بالذكري السنوية الأولي لافتتاح قناة السويس الجديدة.. وقد أكد مولانا علي تلك المفاهيم بقوله:» احنا ما بنخافش الموت فقد أدينا ما نريد أن نؤديه.. والله وحده يعلم الغيب.. وأريد أن أقول رسالة إلي الإرهابيين فشل وراء فشل.. وأقول لكل المصريين الأعمار بيد الله ولو مات الشيخ علي جمعة، فهناك الآلاف غيره.. ولقد استكملت طريقي للمسجد رغم ما حدث واستأذنت في أن ألقي خطبة الجمعة رغم أنني لم أكن مكلفا بها لأن هذه الأحداث لن تثنيني عن طريقي، لأن المسجد وعمارته هو واجبنا، ولا يمكن أن نترك الحق والدعوة إليه لأهل الفساد والدمار» كلاب النار» كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، وسيهزم الجمع ويولون الدُبر، وأنهم أناس فشلة شنقوا أنفسهم علي باب الحق. »واستكمل وسوف أبدأ فورا في نشر مجموعة من الكُتب تفضحهم وتكشفهم». حماك الله يا شيخنا الجليل.. وأبقاك زخرا للمصريين والمسلمين.. ولاستكمال جهادك دفاعا عن ديننا الحنيف. مصر .. ترتدي ثوب الإرادة السبت : افتتاحات ضخمة.. وآخرها أكبر مجمع للبتروكيماويات في الشرق الأوسط.. وقبلها مدينة الإسماعيلية الجديدة بكل منشآتها المتكاملة داخل إطار منظومة إنشائية تلبي احتياجات شعب وشباب قرر أن يغير وجوده في الحياة.. أنفاق عظيمة غير مسبوقه تمد شرايين الحياة بين خطوط الأراضي الوطنية المعزولة.. لتصلنا بسيناء الحبيبة بفعل قومي حقيقي يمهد لتنميتها، وواقع لوجيستي وصناعي وتجاري عظيم وكبير سيدعم إيرادات الدولة بمليارات الدولارات من خلال تنمية محور تنمية قناة السويس، وما حوله و6 موانئ جديدة تعلن عن تأهبها لاستقبال الاستثمارات العالمية الباحثة عن فرصة وجود.. ومصانع تفتتح وأخري متوقعة وفرصة قادمة لتقديم أكثر من مليون فرصة عمل للشباب المصري. عمل كبير.. وجهد كبير.. بسواعد مصرية تعمل بهمة علي مدار ال 24 ساعة، وحلم واعد ينبعث من روعة الآداء.. هذا عمل يجري علي أرض مصر.. لها ولنا وللأجيال.. وهنا شباب ينجزون بالفعل ويزرعون الأمل الوطني من خلال البناء والإنجاز المبهر. والسؤال لماذا لا نفرح.. كما يطالبنا الرئيس؟ يقول الرئيس» افرحوا يا مصريين » يقولها بصدق ورغبة في أن يحرك فينا باعث الفرح بالإنجاز المتحقق، ويحفزنا علي نزع الخوف من الفشل من صدورنا أو الاستسلام للإحباط من جانب بعضنا. لماذا لا نصدق أننا نعيش مرحلة تغيير جديدة وشاملة لمقدرات كل الوطن شرقا وغربا.. المشاريع علي أرض مصر في كل مكان.. والسيسي يفتتح مشروعات ضخمة غير مسبوقة.. السيسي يبني ويعمر ويهزم العشوائيات.. ويدعم برنامج التأهيل الرئاسي للشباب ويغير موقع مصر علي الخريطة العالمية.. ويسعي لاكتفاء ولآمان مصر الغذائي.. ويعزز مكانتنا العسكرية، والكثير غير ذلك.. ومن هنا تتبدي المُشكلة.. وهي أنه علي ما يبدو يعمل بمفرده.. ويغرد خارج السرب محلقا في آمال المستقبل.. حقا يستند بكل أحلامه إلي إنجازات جيشنا العظيم، وإلي جهود المخلصين الوطنيين، ولكن الحقيقة أن هناك الكثير من الأدوار الإيجابية الغائبة.. فالحكومة متفككة الأوصال، وبعض الوزراء يعملون علي » قد الإيد »، والإعلام متخبط بين مخلصين لا يجدون قانونا منظما يضبط إيقاع عملهم الوطني.. وبين إعلاميين يخفون أجندات مناوئة للأهداف الوطنية، أما التشريعات التي ستحرك همم المستثمرين في الداخل والخارج فمازالت تقف علي أعتاب مجلس نواب، وقد انشغل بعضهم بمصالح خاصة ومصالحة مع من يغدرون بنا، وبعضهم الآخر بالترويج لبيع الجنسية المصرية مقابل بعض الدولارات! رغم كل شيء فقد عصفت بي سحابة التفاؤل والآمان النفسي.. وتساءلت كيف لا نستجمع همتنا الوطنية، وقد حمّلنا عالمنا الكبير د. زويل في وصيته أمانة استكمال حلمه لمدينة زويل.. كما كلفنا مولانا د. علي جمعة بألا نخاف ولا نخشي.. وطالبنا رئيسنا السيسي بأن نفرح بكل ما أنجزنا.. وبألا نخضع للتشكيك.