رغم أن الدكتور زويل يتميز بالهدوء والرصانة في حديثه ومتأدب بأدب العلماء الكبار إلا أن ملامح الغضب بدت عليه في بعض لحظات حواره لبرنامج العاشرة مساء مع مني الشاذلي علي قناة دريم وكان معرض الغضب من بعض الصحفيين أو الإعلاميين الذين شنوا هجوما ضده ويبدو أن هذا الهجوم خرج عن حد النقد ليصل إلي مرحلة التطاول مما اعتبره العالم الكبير نوعا من الإهانة. وقد حاولت المداخلة مع الدكتور زويل في ذات البرنامج ولكن كانت المحاولة فاشلة ولذا اعتبر هذه السطور مداخلة معه لأقول له فيها يا د.زويل لا تغضب فالشعب المصري الذي سارع فقراؤه قبل أغنيائه بالتبرع لمدينة العلوم والتكنولوجيا التي أنشأتها هو شعب واع وعاشق للعلم والعلماء ويعرف جيدا ما تقدمه له ويعرف شأنك ومعدنك ويدرك أنك قصدت الخير والرفعة والتقدم لهذا الوطن وطنك الذي يعيش في تفاصيل جسدك وتلافيف قلبك وخلايا دمك.. يدرك أنك عالم جليل قدمت الكثير للعلم والمعرفة واستحققت أرفع الجوائز في العالم.. يدرك أنك أردت من صميم قلبك أن تضع مصر علي خارطة العالم العلمية وتنطلق بها إلي عصر جديد.. يدرك أنك حملت هذا الحلم أكثر من 12 سنة لتخرج به إلي النور وتجعله حقيقة أوشكنا أن نمسك بها.. لا تغضب لأن من يريد لك ألا تبارح معملك لا يدرك أنك بارحته حبا لمصر وأملا في تكوين مئات المعامل وتأسيس قاعدة علمية يعمل بداخلها مئات وآلاف من شباب مصر المتفوقين والبارعين والمبدعين والمخترعين.. بارحت معملك لتشكل بجهدك وعلمك وخبرتك بؤرة ضوء تشع علي ربوع الوطن وتنقله إلي المستقبل الأرفع والأحسن. لا تغضب لأنك ستقابل وستقرأ وستسمع كل يوم الكثير من هذا النقد الجارح وهو في رأيي جارح لصاحبه ومهين له فالعلماء قدرهم محفوظ وعملهم معروف. وأريد أن أؤكد لك أنك وكل مجالس أمناء مدينة العلوم في مصر وكل مدن وجامعات العالم ستندهش من الشعب المصري الذي أدهش العالم بثورته السلمية في 25 يناير 2011 وستجد سيلا من التبرعات التي ستدفع هذا المشروع العلمي إلي الأمام في سنوات قليلة سيبهرك أولئك الذين يعيشون تحت خط الفقر وأولئك الذين عانوا ويلات الفساد والتهميش طوال ثلاثين عاما.. سيدهشك شباب مصر الذين سيتوافدون علي مدينة زويل ليؤكدوا لك ولجميع زملائك الحاصلين علي نوبل أن في مصر عقول تستحق ألف نوبل وأن هذه العقول كانت تنتظر لحظة الانطلاق.. لحظة التنوير.. لحظة الخلق.. لحظة التبني وكنت أنت هذه اللحظة وكانت مدينتك هي حضانة التبني. هذه هي مداخلتي التي أردتها ولكن لو منحت لي الفرصة سأزيد وأثمن موقف الشيخ الجليل الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الذي يقف بقوة وإيمان وعزم مع هذه المنارة العلمية ويدخل في شراكة معها من خلال جمعية مصر الخير التي خصصت صندوقا للتبرعات لها من أموال الزكاة أو غيرها فالرجل المتحضر الوسطي المجتهد رأي أن مساندة هذا الصرح العلمي الذي سيعود علي مصر بالخير الكثير يستحق هذه الأموال لأن عائداته المستقبلية ستصب بالتأكيد في كل مصارف الزكاة لأنها ستجعل مصر دولة متقدمة محترمة منتجة للعلم والتكنولوجيا وسيقضي ذلك علي الجهل والفقر وسيساهم في بناء مواطنين قادرين علي التحدي والعمل والدفاع عن حريتهم وكرامتهم. بقيت ملاحظة أخيرة في المداخلة وهي أنني أتمني أن تكون التيارات الدينية بكل أطيافها وقواعدها وأحزابها قد تلقت إشارة الدكتور علي جمعة وأن تبادر هي الأخري بكل ما لها من قواعد جماهيرية وقواعد اقتصادية في دعم هذا المشروع العملاق أجمل زهرات ربيع ثورة 25 يناير للإسراع بعمله بكامل طاقته ليحصل هذا الشعب علي ثماره في أقرب وقت.