قال البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعتزم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًا أجنبيًا، وهو ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات على أقدم جماعة إسلامية في مصر. يأتي هذا الإعلان بعد ثلاثة أسابيع من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولقائه الرئيس الأمريكي، واتفاقهما على تعزيز آليات التعاون بين مصر والولاياتالمتحدة في مختلف القضايا الإقليمية والدولية. من جانبها، قالت سارة ساندرز، المسؤولة الإعلامية بالبيت الأبيض، إن «الرئيس تشاور مع فريقه للأمن القومي وزعماء بالمنطقة يشاركونه القلق، وهذا التصنيف يأخذ طريقه عبر الإجراءات الداخلية». وكانت صحيفة نيويورك تايمز، ذكرت في تقرير لها، أن إدارة «ترامب»، وجهت مستشار الأمن القومي جون بولتون ودبلوماسيين آخرين من أجل اقتراح طرق لفرض عقوبات على الحركة السياسية الإسلامية. وقال المسؤولون الأمريكيون، الذين لم تذكر الصحيفة أسماءهم، إن الرئيس ترامب رحب باقتراح الرئيس السيسي بوضع جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، قائلًا إن ذلك «سيكون منطقيًا» الدكتور خالد الزعفراني، القيادي السابق بالجماعة، والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، قال إن هناك اتجاه أوروبي أمريكي لإدراج الإخوان كجماعة إرهابية. وخلال حديثه ل«المصريون»، أضاف «الزعفراني»، أن هذا الاتجاه ظهر أولًا في النمسا، حيث حظرت كافة الإشارات والعلامات الخاصة بالجماعة، وتلتها النمسا وفرنسا، إذ اتضح هذا الاتجاه في رسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الجماعة، منوهًا بأن ألمانيا هي الأخرى بدأت تغير موقفها التقليدي تجاه الإخوان، وأخيرًا ظهر بشكل صريح اتجاه أمريكا. القيادي السابق بالجماعة، أشار إلى أن أوروبا بدأت تدرك خطر الجماعة وأن ما كانت تعلنه من أنها جماعة معتدلة ووجودها مهم لمحاربة الجماعات المتطرفة والمتشددة، ليس إلا دربًا من الخيال ولا يعدو كونه شعارات لاستمرارها، موضحًا أن الأحداث والتفجيرات الأخيرة كشفت أنها جماعة متشددة. لكن، سامح عيد، القيادي السابق بالإخوان، والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، قال إن ما صدر عن البيت الأبيض أو ذكرته الصحيفة لا يعتبر سوى تصريح في الهواء، ومن الصعب اتخاذ مثل هذا القرار، بل إن تم اتخاذه فمن الصعب جدًا تنفيذه على أرض الواقع. وتساءل: «هل يقصدون بالقرار إخوان مصر فقط أم الإخوان كتنظيم عالمي؟، وإذا كانوا يقصدوا إخوان مصر فقط، كيف سيتم تنفيذ القرار وما هي آليات تنفيذه؟، ومن هم بالتحديد الذين ستتخذ ضدهم هذه الإجراءات لا سيما أنه لا يوجد بطاقات للجميع أو أنهم جميعًا في قائمة واحدة؟». وأضاف ل«المصريون»، أن الأمر والقرار ليس سهًلا كما يظن البعض، خاصة أن هناك إخوان في برلمان الكويت وكذلك في الأردن إضافة إلى أنهم موجودون في تونس والمغرب والجزائر، معتبرًا أن ما أثير مراوغة واستفزاز للجماعة، لإجبارها على قبول أوضاع وقرارات أمريكية معينة، وكذلك لتحقيق بعض المكاسب من ورائهم., بداية النهاية للجماعة فيما، قال الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج «90 دقيقة»: «إننا بانتظار حدث ضخم خلال الأيام المقبلة عندما يتم إدراج الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية العالمية». واعتبر «الباز»، أن إدراج الإخوان على قائمة الإرهابية بالولاياتالمتحدةالأمريكية سيكون بداية النهاية لجماعة الإخوان الإرهابية. الدولة لا تنتظر تصنيف أمريكا وقالت داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بإدراج جماعة الإخوان ضمن الكيانات الإرهابية أمر ليس بجديد، فمنذ 2014 وهي تعطي وعود بذلك، لكنها لم تفِ بوعودها. وأضافت «يوسف»، في تصريحات لها، أن مصر لا يستوقفها القرار لكونها قضت بالفعل على أبناء حسن البنا، ووضعت الجماعة خلف «ضهرها»، متابعة: «الدولة المصرية قضت على جماعة الإخوان ولا يستوقفها أي قرارات خارجية تخص الجماعة ولن تؤثر فيها». عضو لجنة العلاقات الخارجية، لفتت إلى أن البرلمان سعى منذ وقت إلى توضيح صورة الجماعة الحقيقية وطابعها الإرهابي للدول الخارجية على رأسها أمريكا، إلا أنها غضت الطرف عن تصنيفها وتواطأت. وعن تأخر إدراج البيت الأبيض الإخوان ضمن الكيانات الإرهابية، أشارت النائبة إلى أن ذلك قد يرجع إلى وجود علاقات ومصالح مشتركة تجمع الجماعة بواشنطن، إلى جانب القدرة التي لا يستطيع أحد إنكارها لجهودهم في التواصل مع الأحزاب والدول الخارجية. من جانبها، علقت جماعة الإخوان المسلمين على إعلان البيت البيض، قائلة إنها: «بصدد دراسة ومتابعة ما صرحت به المتحدثة باسم البيت الأبيض وما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، عن أن فريقًا من الإدارة الأمريكية يعمل على إصدار قرار بهذا الشأن». وقالت الجماعة في بيان لها: «مستمرون في العمل وفق فكرنا الوسطي السلمي وما نراه صحيحًا في التعاون الصادق البناء لخدمة المجتمعات التي نعيش فيها بل وخدمة الإنسانية كلها». وتابعت: «أيًا كان الهدف مما ذكرته متحدثة البيت الأبيض ونشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإننا ندرك أن هناك بعضًا ممن يشاركون في صنع القرار الأمريكي يدركون تمامًا ردود فعل هذا القرار على جماعة الإخوان». وفي حال أدرجت واشنطن الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، فإن ذلك سيجعلها هدفا للعقوبات والقيود الأميركية فورًا بما في ذلك حظرًا للسفر وغيرها من القيود على النشاط الاقتصادي. ومن شأن التصنيف أيضًا، أن يجرم على الأميركيين تمويل الجماعة، ويحظر على البنوك أي معاملات مالية لها، فضلًا عن منع من يرتبطون بالإخوان من دخول الولاياتالمتحدة وتسهيل ترحيل مهاجرين عملوا أو يعملون لصالحها. وتصنف دول بينها روسيا ومصر والإمارات الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا في 1928، منظمة إرهابية وتجرم التعامل معها.