سلطت صحيفة "المونيتور" الأمريكية، الضوء على كفاح المرأة المصرية من أجل تحسين حياتها وحياة أبنائها، معتبرة أن المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر "البوابة" لحياة اقتصادية أفضل للعديد من النساء المصريات، خاصة في المناطق الريفية والصعيد، مرجعة ذلك إلى إستراتيجية الرئيس عبد الفتاح السيسي في تمكين المرأة في البلاد. وتابعت الصحيفة، في تقريرها، أنه ما زالت المشروعات الصغيرة والمتوسّطة والمتناهية الصغر متنفس نساء مصر إلى حياة اقتصادية أفضل، خصوصًا في الريف والصعيد، إذ أعلنت الرئيسة التنفيذيّة لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسّطة والمتناهية الصغر، نيفين جامع، في تصريحات صحفية، أن "حصّة المرأة الريفية تسيطر على نسبة 51% من إجمالي المشروعات المموّلة بواسطة الجهاز". وأعلنت وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري الدكتورة هالة السعيد في مؤتمر صحفي، على هامش المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2019، الذي انعقد في العاصمة اللبنانية، بيروت، أن "نسبة قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر الموجّهة إلى المرأة المصريّة عمومًا سواء عن طريق جهاز تنمية المشروعات أو عن طريق البنوك ارتفعت ووصلت إلى 46% خلال عام 2018". وكان قد أعلنت خبيرة الحماية الاجتماعية في البنك الدولي، نهلة زيتون، خلال مؤتمر عالمي للمرأة في مكتبة الإسكندرية، احتفالاً باليوم العالمي للمرأة ب19 مارس، نتائج دراسة مشتركة بين البنك الدولي والمجلس القومي للمرأة وعدد من المنظّمات الحقوقية والخبراء الاقتصاديين عن التمكين الاقتصادي للمرأة، وجاء في الدراسة أن نسبة تمويلات المشروعات الصغيرة والمتوسطة الموجهة إلى المرأة ارتفعت لتصل إلى 69 % خلال عام 2018. كما بلغت نسبة تمويلات المشروعات المتناهية الصغر الموجهة إلى المرأة في السنة نفسها 51%. وحول الأسباب، قالت نيفين جامع ل"المونيتور": إن "السبب وراء نمو نسبة المرأة من تمويلات المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر يعود إلى اهتمام الدولة بحقوق المرأة من خلال إستراتيجية الرئيس عبد الفتاح السيسي في تمكين المرأة، وهي إستراتيجية أطلقها بالتعاون مع المجلس القوميّ للمرأة في عام 2016، عندما أعلن 2017 عامًا للمرأة وتمكينها على المستويات كافّة، ومن بينها المستوى الاقتصادي". من جانبه، قال ماجد عثمان، مدير المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة) إن "إستراتيجية السيسي لتمكين المرأة كانت بمثابة العامل المثير لتحفيز المرأة على المشاركة بقوّة في منظومة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إلا أن الدراسات تكشف عن أن هناك العديد من العوامل الأخرى لنمو دور المرأة في تلك المنظومة، وهو حماس المرأة المصريّة بعد سنوات من التهميش والإهمال إلى إثبات نفسها والتعبير عن إمكانيّاتها الكامنة في المجالات كافّة، ومن بينها المجال الاقتصادي". جدير بالذكر، أن المجلس القومي للمرأة، يطلق بالتعاون مع مؤسسة "نجيب ساويرس للتنمية"، مطبوعة تحمل اسم "كتالوج المرأة"، الذي يضم قصص رائدات الأعمال في مجالات المشروعات الصغيرة والمتوسّطة والمتناهية الصغر، خصوصًا القائم منها على الحرف اليدوية. وأشارت فاطمة إدريس محمد، من محافظة أسوان في الصعيد، وهي صاحبة ورشة ومركز تدريب "العرجون للمشغولات اليدوية"، في حديث ل"المونيتور" إلى أنها ترى أن العقبات التي تواجه المرأة عمومًا في مصر، وتحديدًا في الريف والصعيد هي نفسها الأسباب وراء نمو نشاط المرأة في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث قالت: "كلّما زادت العقبات زاد التحدي وتحقق نجاح أكبر". أما ماجدة عبد الرحيم، من محافظة سوهاج، صاحبة مشروع "شغل جداتي شغل يدوي"، فأوضحت أن "هناك سببًا آخر لنموّ دور المرأة في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسّطة والمتناهية الصغر هو نموّ الوعي من خلال الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، متابعة: "عندما أعلم من شبكات التواصل الاجتماعي أن سيدة استطاعت أن تؤسس مشروعاً لها في الصعيد، فهذا أمر يشجعني ويعطيني الأمل في أن أكون مثلها".