أستاذ عقيدة بكلية التربية يجبر الطلاب على خلع البنطلون والسروال الداخلي أمام زملائهم طلاب يرفضون الانصياع لتهديداته بالرسوب.. وآخرون يستجيبون للحصول على تقدير الأستاذ: ما قمت به كان مشهدًا تمثيليًا عن الحياء تقمصت فيه دور الشيطان.. والجامعة تحيله إلى التحقيق شهدت جامعة الأزهر الثلاثاء الماضي، واقعة غير مسبوقة أثارت موجة من الجدل العارم على منصات شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهر أحد أساتذة الجامعة في مقاطع فيديو تداولها طلاب كلية التربية بجامعة الأزهر بينما يقوم بإجبار عدد من الطلاب على خلع ملابسهم، وفق إفادة طلاب شهود على الواقعة. وضجت شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بمقطع فيديو يظهر فيه الدكتور "أ.ر" أستاذ العقيدة بكلية التربية جامعة الأزهر بينما يقوم بإجبار الطلبة خلال محاضرة يوم الثلاثاء الماضي، على خلع ملابسهم الداخلية، متوعدًا إياهم بالرسوب، وفي حين هناك من رفض بشدة الاستجابة واستمات في موقفه، إلا أن هناك من رضخ لتهديده وقام بخلع ملابسه الداخلية. ويقول طلاب شهود على الواقعة، إن البداية كانت عندما داخل الدكتور المدرج، وقال: "مين صايع يطلع يعمل دور على المنصة؟، فواحد بس اللي قال أنا، فطلعه وقاله الدكتور اقلع البنطلون ولو مقلعتش هاتشيل المادة، لكن الطالب رفض يقلع، الدكتور قال لو في راجل يطلع يقلع، فخرج واحد تاني، وحلف عليهم أنهم يقلعوا البنطلون، وبعد كده كان عاوزهم يقلعوا الملابس الداخلية". وفيما توعد الدكتور في مقطع الفيديو، الطلاب: "اللي مش هيقلع أقسم بالله هسقطه في العقيدة، هناك من رضخ لتهديده، وقام بخلع البنطلون، وهناك من تمادى حتى النهاية بالموافقة على خلع النصف السفلي من ملابسه الداخلية، مظهرًا عن عورته المغلظة أمام الطلاب. غير أن هناك طلابًا أبدوا تفهمهم لموقف المحاضر الذي استهجنه الكثيرون، قائلين إنه كان في إطار شرح عملي لأحد الدروس، كما اعتاد على ذلك في محاضراته، وكان الطلاب يرفضون لكن هذه المرة، بعض الطلبة وافق وصور زملاءهم، وقاموا بتداول مقاطع الفيديو للواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أعطاها كل هذا الزخم والاهتمام. وهو ما أكده الأستاذ الجامعي في بيان نشره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، توجه به للطلبة، قائلاً: "أبنائي طلاب الأزهر الشريف عامة، وطلاب كلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة خاصة اليوم وبعد نهاية المحاضرة الثانية في العقيدة والأخلاق الإسلامية لطلاب الشعب العامة بالكلية، اتخذت جامعة الأزهر التي اشرف بالانتساب إليها منذ أن كنت طالبًا حتى أصبحت معلمًا بها منذ عشرين عامًا اتخذت الجامعة قرارًا بإيقافي عن العمل وإحالتي إلى التحقيق، وهذا حق أصيل من حقوق الجامعة تجاه كل من ينتسب إليها معلمًا أو متعلمًا لكن يبقى حقي جزء لا يتجزأ من حق أبنائي الطلاب الذين تلقوا علوم العقيدة والأخلاق منى ،والذين تواصلوا معي بكثافة عالية عقب نشر الصور والتعليقات التي نالت من كرامة وسمعة أستاذه". وأضاف: "فإلى أبنائي هؤلاء الذين تخرجوا والذين يواصلون الدراسة اكتب هذه الكلمات التي استهلها بقوله تعالى : "فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون". وتابع: "لقد كان موضوع محاضرة العقيدة والأخلاق هذا الأسبوع (الماضي) لجميع طلاب شعب الكلية "الإسلام والإيمان والإحسان، بدأت يوم الثلاثاء وفيها شرحت معنى الإسلام والفارق بينه وبين الإيمان، وبينت أن الأول يختص بالظاهر الحسي، والثاني يختص بالجوهر الفعلي الذي يترجم إلى نتائج ملموسة تعود منافعها على الأمة رقيًا ورفعة، ثم انتقلت إلى الإحسان شرحًا وعلاقته بالحياء، وكيفية ارتقاء الإنسان إلى مرتبة الإحسان وكيف تكون النفس رقيبة على السلوك، وسلاحها في هذا الحياء الذي افتقدناه في العبادات والمعاملات، وطغيان الجانب المادي حتى أن الإنسان ليبيع دينه بعرض من عوارض الدنيا". واستطرد: "قد أردت كما تعود منى طلابي أن امثل لهم تمثيلاً حيًا واقع الأمة عقيدة وخلقا فقال من يقبل النجاح في المادة بامتياز مقابل تنفيذ ما يطلب منه فإن امتنع رسب في المادة تطوع يوم الثلاثاء طالب أو أكثر، والكل لا يعلم ما سيطلب منه، وكانت المفاجأة التي أردت أن تكون صادمة لمن خرج متبرعًا وبإرادته وفى نفس الوقت أذهلت الطلاب، عندما قلت للطالب اخلع البنطلون، ضحكوا جميعًا، لكنى لم أضحك وقلت لهم منذ المحاضرة الأولى للمادة اتفقنا أن كل ما يقال داخل المدرج سواء أكان جادًا أو مازحًا يخضع الميزان العقيدة والأخلاق، وقلت أنا أصر على تنفيذ مطالبي فإن تراجع فسيرسب في مادة العقيدة، رفض الطلاب رغم كل ما مارسته عليهم من ضغوط وأمام إصرارهم على عدم تنفيذ طلبي مهما كانت النتائج حتى لو رسبوا في المادة". وتابع: "هنا توجهت لكل الطلاب الجالسين وطلبت منهم تحية زملائهم الذين رفضوا الانصياع إلي، وبعد تحيتهم قلت للطلاب تعرفون سبب التحية قال الطلاب لأنهم لم يرضخوا لك (تمسكًا) بالأخلاق، قلت هذه واحدة، والثانية أنهم لم يفعلوا ذلك حياء منكم أليس هذا صحيحًا؟ قالوا نعم، قلت فمن باب أولى أن يكون خيارنا من الخالق مقدم على نسائنا من المخلوق، وهذا من باب من أبواب مراقبة النفس ضد غواية الشياطين من الجن والإنس، وهذا من قبيل الارتقاء في درجات الإيمان بالله". وأردف الأستاذ بطل الواقعة قائلاً: "لقد قمت بدور المعلم من خلال لعب دور الشيطان في تمثيلية أردت من خلالها بصورة عملية كيف تكون الأخلاق بين النظرية والتطبيق" . من جانبه، أعلن المركز الإعلامي لجامعة الأزهر، أن الجامعة قررت تحويل الأستاذ الجامعي بكلية التربية الذي أمر الطلاب بنزع البنطلون في مدرج كملية التربية إلى التحقيق. وقال الدكتور غانم السعيد، عميد كلية الإعلام، المشرف على المركز الإعلامي بجامعة الأزهر، إنه بخصوص ما تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي من تصرف مرفوض وغير مقبول من أحد أعضاء هيئة التدريس بإحدى كليات الجامعة، قرر بمجرد علمه رفع الأمر إلى رئيس الجامعة الذي أصدر على الفور قرارًا بإيقاف الأستاذ عن العمل وتحويله إلى التحقيق العاجل. وأوضح، السعيد، في بيان، أنه تقرر منعه من وضع الأسئلة والتصحيح، مطمئنًا الطلاب: "على أبنائنا الطلاب أن يتأكدوا من أن إدارة الجامعة لاتتوانى في محاسبة أي مخطئ، أو مقصر، ولا يوجد أحد فوق القانون، وعلى الجميع الانشغال بالدراسة والاستعداد للامتحانات.