فى مداخلة له على التلفزيون المصرى، وردًا على صدور قرار وضعه على قوائم الانتظار، اتهم المرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق القضاء بإصدار أحكام مسيسة، وظل يزبد ويرغى ويتكلم حول بطولته وشجاعته، واسترسل فى حديثه حول أنه لا يصح أن يعامل مرشح رئاسة سابق حاصل على أصوات 13 مليون مصرى بمثل هذه المعاملة.. وفى ظنى أنه لا يوجد أحد من المستمعين قد استرعى سمعه الرقم الذى ذكره شفيق إلا بعد أن كرره من جديد وقال إنه يتعمد أن يقول 13 مليون ناخب قد اختاروه.. بغض النظر عن عدم شجاعته فى الحديث بوضوح عن تزوير الانتخابات، فإنه بالفعل يردد ما كان يقوله عكاشة والإعلام المتعكشن وبعض الساسة المتعكشنين، والتى بالتأكيد ستأخذ هذه التصريحات مجراها عند الإعلام المُعكشَن، الذى سيبدأ فى تحليل كلام السيد الفريق إلى ما كان يردد بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية من أن المجلس العسكرى فضل تسليم السلطة إلى مرشح الحرية والعدالة محمد مرسى رغم فوز الفريق فى الانتخابات. ولم يقف شفيق عند هذا الحد من التلميحات، بل إنه فى لقائه مع "سكاى نيوز" بأبو ظبى أشار إلى أن ثمة علاقات جيدة تجمع الإخوان بالمشير طنطاوى، وأنه يرى أن ما حدث للمشير طنطاوى ورئيس الأركان سامى عنان كان متفقاً عليه ولم يأت فجأة.. والمتمعن فى الكلام يجد أنه يقول نفس ما يقوله الإعلام المتعكشن عن اتفاق المجلس العسكرى على تسليم الدولة للإخوان مقابل خروجهم، ولا أدرى هل لو كان شفيق هو الرئيس، أكان سيعتقلهم أم ماذا كان سيفعل بهم؟، لا أعرف هل هو الذى صنع المتعكشنين، أم أنه أصبح متعكشناً؟ وأود أن أسأل كل من سولت له نفسه بأن يؤشر بالقلم أمام خانة مرشح النظام المنحل أحمد شفيق، أين كان شفيق- الذى يستاء الآن من الطريقة التى يتعامل بها النظام الجديد مع مرشح سابق لرئاسة الجمهورية حصل على ملايين الأصوات- من المرشح الرئاسى فى آخر انتخابات رئاسة غير ديمقراطية عام 2005 حصل على المركز الثانى، والذى زج به القضاء الذى كان مسيسًا فى غياهب السجون؟، هل ثورية شفيق كانت كامنة أم أنها ظهرت فقط بعد أن رأى نفسه الفارس الذى يمكن أن يعيد النظام البائد الذى عاث فى الأرض فسادًا؟. شفيق فعل كالذى يرى نارًا مستعرة، ويبدأ الآخرون فى تشجيعه لاقتحامها لينقذهم، وفى النهاية هو الذى تلتهمه النار.. كان من الأجدر بشفيق ألا يكون ضحية الفلول فى محاولتهم لسرقة مصر من جديد، كان من الممكن أن يريح نفسه ويختبئ خلف الجدران مثلما فعل الكثيرون من رجال النظام البائد وعلى رأسهم وزير الإنتاج الحربى فى حكومة الحزب الوطنى السابق سيد مشعل. التعالى الذى يملأ كلامه، وأنه لن يهرب، وأن تاريخ أحمد شفيق لا يسمح له أن يهرب، ذكرنى بما قاله السيد صفوت الشريف عند اندلاع الثورة بأن الحزب الوطنى لا يهرب. مرحبًا بأحمد شفيق فى نادى المتعكشنين رسميًا، النادى الذى يضم كل المرضى النفسيين.. وأعتقد أن المتعكشنين لا يحتاجون الآن إلى توفيق عكاشة، فهناك عكشون جديد هارب فى الإمارات.. وأرجو أن يولى العالم النفسى الشهير الدكتور "أحمد عكاشة" الاهتمام بهذه الظاهرة التى تفشت فى المجتمع المصرى. [email protected]